الصحافي والكاتب السياسي حسن سلامة
……………
أحجية معارضي الحوار وممالئة العدوان باتت تهدد بخراب لبنان !.
…………….
بات واضحا أن ما تفعله قوى المعارضة داخل مجلس النواب وخارجه أشبه بأحجية تحتاج إلى من يفكك رموزها ،حتى يتعرف المواطن اللبناني على ما تسعى وتريد الوصول إليه هذه القوى ،،من القوات اللبنانية وحزب الكتائب وشلل من نواب قدماء وجدد يطلقون على أنفسهم نواب معارضة أو نواب التغيير ،، ومعهم أيضا مرجعيات دينية تمثلها بكركي وأسماء أخرى من سياسين عفى عليهم الزمن وأوركسترا ممن يسمون أنفسهم نشطاء أو إعلاميين،،وليس بعيدا عن
هؤلاء أيضا سياسة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وطموحاته الشخصية التي باتت تهدد بخراب لبنان ،،بدءا من خراب الطائفة المارونية الكريمة .
وإذا ما جرى وضع سياسات هذه الأطراف والاسماء بالجملة والمفرق على طاولة البحث والتحليل ،،فلا يمكن لأي عالم فلك أو كل أسماء العرافين ومن يعطي لنفسه معرفة المستقبل بأحداثه المختلفة ،،من ميشال حايك إلى ليلى عبد اللطيف وغيرهما ،، أن يدرك رؤيتهم للبنان اليوم ولا بعد الخروج من كل هذه ألأزمات ،،لو قدر الله للبنان أن ينجو مما هو فيه اليوم ،،، وحتى لو كانت العرافة البلغارية بابا فانغا على قيد الحياة اليوم ماكان لها أن تفكك رموز أحجية هذه الأطراف جميعها ،،والنتيجة الوحيدة التي يمكن إستنتاجها من ممالئة هذه الجوقة للمحتل الصهيوني وعدوانه على فلسطين ولبنان ورفضها للحوار الداخلي هو خراب لبنان وخراب من تدعي هذه الجوقة أنها تنطق بإسمها .
وفي سرد لحيثيات مواقف كل هذه الأطراف ،،الجميع يدرك أن هناك شبه رهان مشترك من الجميع على الأجنبي ،،من واشنطن ،،إلى ما كل نسلها وفصلها ،،لكن لو توقفنا بعض الشيء عند بعض التوجهات ألاساسية لكل هذه ألاطراف من قضايا وطنية ومصيرية,,إلى مايفترض إنه يجمع بين اللبنانين وماهو مطلوب لإعتبار أن الخلاف أو حتى الخصومة مع فريق أو طرف سياسي لا يلتقي بملفات عدة مع ما تعتقده القوى وألاطراف المذكورة بداية ،،نجد أن الأطراف تلك تفضل ألأجنبي على من تختلف معه ،،بل هي مستعدة للتحالف مع الشيطان لهزيمة أبناء بلدهم ،،وهو ألامر شبه الثابت منذ الحرب الأهلية واليوم بلغ الرهان على ألاجنبي حدودا بات يهدد بقاء لبنان كدولة وكيان ووطن يجمع في ظلاله أكثر من ١٨ طائفة وهو الأمر الذي يمكن ملاحظته منذ حوالي السنتين ،،حتى لا نعود إلى خمسين سنة مضت وذلك كالأتي :
١_ منذ حصول الفراغ في رئاسة الجمهورية تمترست كل هذه الأقوى،من القوات اللبنانية ،إلى أخر قزم بين هؤلاء ،،برفض الحوار بين اللبنانين وما يمثله الواقع اللبناني من أحزاب وقوى وشخصيات تمثل مذاهب وطوائف ،،عبر التلطي وراء كليشيهات ظاهرها يعبر عن الدعوة لممارسة اللعبة الديمقراطية وباطنها مليء بالسموم والنوايا الخبيثة ،،،فأي مواطن على دراية كاملة،،أنه مع إستمرار نظام المذاهب والمحاصصة الطائفية وما يسمى الميثاقية الطائفية ،،فأي سياق أو توجه لحل أزمة الفراغ الرئاسي من دون حوار وتوافق بين أكثرية مكونات الطوائف والمذاهب يعني إنتاج أزمات جديدة أخطر وأشد على الداخل اللبناني ،،وربما بداية لحروب داخلية.
٢_ الحملات المشبوهة التي تحركت منذ اللحظة ألاولى لفتح جبهة جنوب لبنان لإسناد أهالي قطاع غزة بوجه حرب ألإبادة الصهيونية _ الأميركية ،،بحيث تحركت جميع هذه القوى الحاقدة كما تفعل الفرقة الموسيقية عندما يبدأ مايستروا الفرق بتحريك يديه أمام فريقه الموسيقي من أنواع مختلفة من تراتيل وأشكال موسيقية،، وهو ماحصل بالكامل مع تحريك ألاطراف المعارضة لفتح جبهة إسناد قطاع غزة ،،عبر المايستروا الذي يحركهم في البيت ألابيض وأنظمة البترودولار .
وإذا ما إفترضنا ،،أن هناك خطأ في فتح جبهة جنوب لبنان دعما للمقاومة في القطاع ،،فعلى ألاقل ،،لو كانت فرقة المايستروا لا يحركها الأميركي ،،كان يمكن حصر إعتراضها بإنتقادات موضوعية لحين عودة الهدؤ لجبهة جنوب لبنان ،،وبعدها يمكن لها أن تطالب بكشف حساب عن ما قدمته جبهة الجنوب لإسناد القطاع ،،حتى بلغ ألامر بالبعض لإعتبار ما تقوم به المقاومة في جنوب لبنان من إسناد لقطاع غزة وردع الهستيريا الصهيونية عن المدنيين في قرى الجنوب بأنه : متاجرة بحياة اللبنانين في جنوب لبنان ” وكلام تافه لا يساوي الحبر الذي كتب به .
وما يدعو لطرح شتى أنواع علامات ألإستفهام حول ما تمثله تلك ألأطراف أنها ” أقامت الدنيا ولم تقعدها ” في الأيام الماضية لمجرد نشر كلام نقلا عن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عن نيته العمل للتعويض عن كل شهيد سقط دفاعا عن الجنوب ولبنان ب ٢٠ ألف دولار والتعويض عن كل وحدة سكنية دمرها المحتل الإسرائيلي ب ٤٠ ألف دولار ,, وكأن جنوب لبنان خارج دولة لبنان وأن من قد يتم التعويض عنهم لم يقدموا دمائهم دفاعا عن سيادة وكرامة كل اللبنانين ،،وبالتالي فهذه الحملة المشبوهة بشقيها ،،تعبر عن مدى إرتباط أصحابها بأعداء لبنان .
وهنا ايضا لا بد من ألإشارة ألى أن الحملة الحاقدة على الراهبة زيادة لمجرد دعوتها تلامذة مدرستها للصلاة من أجل أهل الجنوب والمقاومين يؤكد مدى إرتباط هذه ألاوركسترا بمن يتربصون شرا ببلادهم وأهله ،ولا ننسى أيضا نكران هؤلاء الحاقدين لما قامت به المقاومة ليس فقط بمواجهة أطماع العدو الصهيوني ،،بل في مواجهة جماعات الإرهاب،،من داعش والنصرة ،،وهزيمتهم مما حال دون تفلت هؤلاء الوحوش من السيطرة على مناطق واسعة في لبنان ومنها قرى وبلدات مسيحية وقتل وسبي أهلها،،فما فعله يهوذا ألإسخريوطي نقطة صغيرة أمام ما يفعله هؤلاء .
٣_ إن ما يثير البلية والسخرية الدعوة لأكبر كذبة في التاريخ وهي تطبيق الدستور بما خص إنتخاب رئيس للجمهورية ،،أي عقد جلسات متتالية حتى إنتخاب رئيس من أكثرية ضئيلة ما يعني أن طوائف بأكمها لن يكون لها رأي في إسم الرئيس المنتخب ،،قد يكون نواب إحدى الطوائف المسيحية أو الطوائف ألإسلامية , وإذا ما حصل مثل هذا ألإنتخاب في واقع لبنان الحالي المنقسم عموديا وأفقيا بين المذاهب وأحزاب قبائله وشيوخ عشائره المفتته فذلك سيدخل البلاد في أتون أزمة وطنية _ مذهبية لا يمكن معرفة حدود مخاطرها على لبنان وأبنائه .
وما يثير السخرية أيضا من عقلية قرون العصر الحجري التي تضرب رؤوس هؤلاء أنهم يتذكرون أن في لبنان قانون ودستور عندما يجدون في ذلك ما يخدم أجنداتهم الفئوية وإرتباطاتهم الخارجية ،،فأين الدستور والقانون منذ أكثر من ٣٥ سنة بعد أن تحول إتفاق الطائف لدستور وقانون يفترض تطبيقه بكل بنوده وتفاصيله ،،وبالتالي ،، عندما يدعو أي فريق لبناني لتطبيق دستور الطائف تقوم قيامتهم ، وتبدأ جوقة لأول لها ،،بإتهام ألأخرين أنهم يريدون ألإنقلاب على طوائف أخرى ،،فكم من مرة طالب وليد جنبلاط بإنشاء مجلس للشيوخ ،،فيختلق أطراف هذه الجوقة من باسيل الداعي لوضع خطة مواجهة لفرض الرئيس الذي يناسب مصالحه ومصالح زيادة ثرواته ،إلى سمير جعجع وبكركي ،،مبررات لا طعم ولا لون لها ،،وألأمر ينسحب على عشرات بنود من دستور الطائف . إنها جوقة عوكر وشلة من العقول التي ترى أنهم يختلفون عن الجزء الأكبر من أبناء بلدهم ولا يشبهونهم بشيء ،،ثم يحدثونك عن القانون والدستور وفق قياساتهم .