الصحافي والكاتب السياسي حسن سلامة
……………..
إعتراضات البيت حول جزئيات وكيفية إدارة العدوان : المفاوضات و عناوين ملهاة _ إستراتيجية؟.
…………………
من الواضح،، وفق كل مايقال عن خلافات اميركية _ صهيونية، ورغم إستمرار المفاوضات في قطر،، أن حكومة النازيين في دولة الإحتلال لن تسير بوقف شامل الإطلاق النار وليس هناك إستعداد صهيوني للقبول بمقترحات الفصائل الفلسطينية،، بينما الأميركي الإسرائيلي كل ما يردانه هو مجرد هدنة لحوالي ٤٠ يوما،، يتمكن خلالها المحتل من إطلاق أسراه لدي المقاومة وتخفيف الضغوط الدولية والعربية على الأميركي والأسرلئيلي معا،، على خلفية حرب الإبادة ضد القطاع ولتهيئة الظروف الدولية من جهة والعملانية من جهة أخرى لإجتياح رفح ومحيطها،،، بعد أن يكون المحتل قد فرض ترحيل اكثزية ألنازحين والاهالي من رفح ومحيطها.
وحتى زياة وزير الخارجية الأميركي بلينكن لكيان الإحتلال في اليومين الماضيين وكل الخلاف التفصيلي بين إدارة بايدن ورئيس وزراء العدو،، لا تتعدى الخلاف على بعض الخطوات التكتيكية وليس على الهدف النهائي من وراء العدوان الأميركي _ الصهيوني على قطاع غزة ومحاولة إنهاء كل مقومات الحياة في القطاع.
لذلك، ،فكل ما تعمل له الأدارة الإميركية لا يتعدى ملهاة إستراتيجية ، حتى تنقذ كيان الإحتلال من نفسه ومن مقاومة الشعب الفلسطيني،، وما تريده الإدارة الإميركية هو تجاوب نتانياهو مع خطتها لإستمرار الحرب، بينما يرى الاخير ان حصول ولو هدنة قد تخرجه من رئاسة حكومة العدو ومن ثم محاكمته وبالتالي،، فكل رهان على خطوات او إجراءات جدية يتخذها البيت الأبيض هو رهان فاشل وغير قابل للتحقق،، بل بالعكس فنتانياهو،، بدا في الأسابيع الإخيرة أنه صاحب القرار الفعلي داخل الولايات المتحدة وجاءت دعوته من الكونغرس الأميركي لإلقاد خطاب امامه ليوكد ذلك،، بل لتعويم بقائه قي قيادة دولة ألإحتلال،، رغم إعلان عدد من النواب الديمقراطين انهم سيقاطعون كلمة نتانياهو،، ورغم أن دعوة الأخيرة إلى واشنطن تدخل ضمن لعبة الصراع ألإنتخابي القائم اليوم بين الحربين الديمقراطي والجمهوري.
ولذلك،، إذا كان هناك من خلافات بين البيت الأبيض ورئيس حكومة العدو،، فهي تبقى خلافات جزئية بين ألإدارتين،، فيما العلاقات بين الدولة العميقة في الولايات المتحدة وكيان الإحتلال تتجاوز اي خلافات ظرفية وتكتيكية بما في ذلك مشروعهما المشترك لكل الشرق الأوسط،، إلى ما يحصل اليوم من عدوان مجرم ضد قطاع غزة والضفة الغربية وجبهة لبنان وكل القضايا الأخرى.
وفي العودة إلى بعض جزئيات الخلافات بين إدارة بايدن ورئيس حكومة العدو ،،،فجميع هذه الجزئيات لا تمس المخطط الجهنمي الذي كان وراء العدوان منذ اللحظة الأولى، بل إن هذه الجزئيات تتناول اولا،، إصرار إدارة بايدن على خطة اليوم التالي من الحرب وهو ما ترفضه حكومة نتانياهو،، وثانيا،، عدم لجؤ المحتل لإجتياح رفح ومخيماتها قبل إخراج سكانه و النازحين منه، حيث أن يزيد هولاء عن مليون مدني، وثالثا خلافات جزئية حول إفراط الجيش الصهيوني بقتل وجرح المئات يوميا من الأطفال والنساء،، خصوصا أن هذه المجازر باتت تحرج إدارة بايدن امام المجتمع الدولي وتطيح بإمكانية فوزه في الإنتخابات الرئاسية الأميركية،، ورابعا عدم تجاوب حكومة العدو مع الدعوات لزيادة المساعدات لسكان القطاع ما يهدد بمجاعة شاملة وخامسا،، بعض الخلافات التفصيلية حول ما يجب على إلإحتلال التنازل عنه للسير بالهدنة المؤقته. إلا،، ان هذه الخلافات لا تمس أهداف العدوان الإستراتيجية وما يخطط ضد قطاع غزة ومقاومته،، كما أن إدارة بايدن لم تتخذ اي إجراء عملي يلزم نتانياهو ومجلس حربه حتى القبول بما يعتقده البيت الطريقة الأفضل لإدارة الحرب ومن ثم إنهاء المقاومة في القطاع.
وإنطلاقا من ذلك،، من الواضح أن رئيس حكومة إلإحتلال مطمئن إلى أن ألإدارة الاميركية لن تتخلى عنه وعن إستمرار تزويده بكل أنواع الأسلحة والصواريخ المتطورة والمعلومات ألإستخباراتيه ،،وهو لذلك يمعن حتى في تحد الرئيس الأميركي -رغم حاجة ألأخير لهدنة مؤقته تمكنه من تحسين شعبيته في الداخل الإميركي مع إنطلاق معركة الرئاسة الأميركية – وهو – أي نتانياهو مصر على إجتياح رفح مهما كانت الخسائر لدى المدنيين من أهالي القطاع ،،وبات موعد بدء هذه الجريمة الجديدة ينتظر التوقيت الملائم ،،وفي الوقت نفسه ،،فمشاركة رئيس الموساد الصهيوني في مفاوضات الدوحة ،،لا يتعدى محاولة إرضاء لإدارة بايدن ،،بينما من شبه المستحيل أن تخرج هذه المفاوضات نتائج تفضي لوقف إطلاق نار دائم ،،طالما أن ما حمله الوفد الصهيوني ،قبل ساعات إلى قطر – جوهره الفعلي تسليم القطاع للإحتلال وإخراج المقاومة منه،،، وصولا لإقامة إدارة عملية للمحتل تعمل تحت إشرافه.
وفي الخلاصة،فكل ما يقوم به ألاميركي قبل ألإسرائيلي يعني أن العدوان سيستمر ،، اي حسب أوهام نتانياهو حتى القضاء على المقاومة ،وإما تعرض المحتل لهزيمة أو حدث إستثنائي تفرض عليه ألإقرار بهزيمته .