إعتبر الوزير السابق يوسف سلامة أنه “فقط في لبنان يُصنّف المواطنون بين إبن ست وإبن جارية، وفقط في لبنان تتعامل الحكومات مع الأحداث الأمنية بحسب المنطقة أو المدينة أو القضاء والمحافظة التي وقعت فيها، وفقط في لبنان تخضع السلطات لإملاءات قوى الأمر الواقع”.
وقال في بيان اليوم: “يؤسفنا القول تعقيبًا على موقف حكومة تصريف الاعمال بإعطاء تعويضات نقدية للمتضررين من الحرب في الجنوب، أنّ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وكل الوزراء في حكومته، شهدوا على ثاني أكبر انفجار غير نووي في العالم، ولم يتطلعوا حتى الساعة ولو بنظرة شفقة إلى دمار أكثر من ربع العاصمة، وسقوط أكثر من مئتي قتيل، إضافة إلى مئات الجرحى والمعوقين، ناهيك عن صمتهم المريب أمام محاولات طمس الحقيقة عبر تعطيل التحقيق العدلي، علمًا أنّ حرب الجنوب اندلعت بقرار حزبي فئوي، وبمعزل عن إرادة اللبنانيين، ومن خارج رأي المؤسسة العسكرية، بينما انفجار مرفأ بيروت وبغض النظر عن أسبابه وهوية المتورطين فيه، وقع بشكل مفاجئ ومن خارج رغبة او إرادة أي فئة أو مرجعية لبنانية.
نحن لسنا ضد صرف التعويضات لأي متضرر لبناني من الحرب في الجنوب، أيا يكن حجم الضرر الذي لحق به، لا بل نؤيد وندعم مساعدة الحكومة للمواطنين اللبنانيين على اجتياز مرحلة المحنة التي فُرضت عليهم، لكن كان أجدى بالحكومة ومن يرعاها أن يبقوا متسترين بورقة التين وعدم الكشف عن ارتهانها من خلال تعاملها الفئوي اللاعادل مع الاحداث الأمنية، وذلك لعدم زرع الشقاق والحقد بين الفئات اللبنانية، إلا إذا كانوا يبتغون ذلك عمدًا”.
أضاف: “نذكّركم أيها السادة ونُلفت انتباه من نسي أو تناسى بأنّ لبنان ليس لفئة دون أخرى، ولا هو ملكية خاصة، فإما أن تكون حكوماته لكل اللبنانيين دون استثناء، وأن يتساوى فيه الشعب بالحقوق والواجبات، وإما فلنترحم على لبنان الدولة والكيان، ونُلقي على تاريخه التحية والسلام”.