قال مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو في تصريح: “رمضان شهر القرآن، شهر الإقبال على كتاب الله والعيش مع آياته العظيمة التي صنعت حضارة وأقامت أمة، إنها أمة القرآن. هذا القرآن العظيم هو الذي يجعلنا نعيش مع الله، مع آياته التي تنير القلوب والنفوس وتغذّي العقول بثقافة ربانية تسمو بالفكر الإنساني وتجعلة على صلة بالخالق العظيم الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم”.
واعتبر ان “هذه المدرسة الربانية تجعلنا نسجو ونستمتع ونعيش حياة الأتقياء الصالحين، لأن كل آية من آيات الله تربي الإنسان على حب الله ومعرفة الله وعظمته الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم، خلق هذا الكون الكبير من حوله”.
وتوقف المفتي الجوزو عند “الآية الكريمة التي تقول: يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك، فعدلك في أي صورة ما شاء ركّبك ..”، وقال: “ألا تقف أمام هذه المعجزة الكبرى وهي خلق الإنسان، موقف الدهشة والإستغراب، موقف التفكير في خلق الله وعظمة هذا الخلق وعظمة كل عضو فيه. وقالت الآية الكريمة: “ألم نجعل له عينين ولسان وشفتين وهديناه النجدين، فلا إقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة، فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة..”، أريد أن نقف أمام آية النظر وهي التي تربطك بمعرفة الإنسان ومعرفة الكون كله.. كلما نظر الإنسان الى نفسه وإكتشف ما فيها من آيات ومعجزات أدرك أن عظمة الله تظهر في خلقه”.
وختم قائلا: “كم يصعب على الإنسان اذا أصيب بعينيه وكيف تتعطل عنده آية من آيات الله، عندما يتأمل هذا الكون بعينيه يدرك ان الله أنعم عليه بنعمة كبرى لا حدود لها، ومن هنا فإن القرآن كتاب الله العظيم نعرفه ونقرأه ونستمتع بفصاحته وبلاغته بهاتين العينين ونرى الكون كله حولنا بهاتين العينين، أليست هذه الآية وحدها من أعظم الآيات التي أنعم بها الله على كل مخلوق في الأرض”.