أصدر “المؤتمر الشعبي اللبناني” بيانا لمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، تطرق فيه إلى الاوضاع السياسية في لبنان والمنطقة جاء فيه: “التقت هذا العام أيام فريضة الصوم عند المسلمين، وعند الكنائس الشرقية والكنائس الغربية، وهذا التلاقي يأتي مصداقاً للآية القرآنية: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (سورة البقرة،الآية (١٨٣). والتزام أداء فريضة الصوم امتثال لأمر الله تعالى، وفي رحاب الصوم يكون تهذيب النفس، وتعليم الزهد والنفور من الطمع والجشع، فتكون الثمرة التقوى. والصوم الذي يمتنع المؤمن خلال اليوم فيه عما هو حلال الساعات، ويدرب نفسه على الطاعة الله تعالى، وفي ساعات الصوم ينتصر المؤمن على شهواته، ومطالبه الدنيوية، ومن استطاع الانتصار على ذاته ينتصر على كل من يواجهه”.
أضاف: “يحل الصوم هذه السنة والأمة تعيش حالة حرب ضد العدو الصهيوني وشركائه الأميركيين والأوروبيين، وتظهر فيها عنصرية الأعداء وجرائمهم في غزة، وعموم فلسطين ولبنان وسوريا، وكل ساحات المقاومة على اتساعها. لكن المؤمن يستمد من الصوم الصبر والثبات والمعلوم أن الفداء أساس في العقيدة المسيحية والجهاد ركن أساس في الإسلام، وبذلك يكون موسم عبادة الصيام مدرسة تعليم وتدريب للمؤمن على الجهاد والفدائية، ويتمثل ذلك بخيار المقاومة خياراً وحيداً لتحرير الإنسان والأرض، وتطهير المقدسات من دنس العدق المحتل الصهيو أمريكي والصهيو أوروبي”.
تابع: “إن المؤتمر الشعبي اللبناني إذ يبارك بفريضة الصيام للجميع مسلمين ومسيحيين يؤكد المواقف الآتية:
1- العمل الأوسع حملة إدانة للولايات المتحدة الأمريكية التي عطلت وتعطل عمل مجلس الأمن في إدانة جرائم العدو والتي كانت ستضغط لوقف الحرب، والتي تشارك بكل قوتها وسلاحها في دعم العدوّ الصهيوني، ومعها شركاؤها الأوروبيون.
2-دعوة المؤمنين مسلمين ومسيحيين وهم يؤدون فريضة الصوم، إلى دعم المقاومة عامة وفي غزة والضفة الغربية، ولبنان خاصة، وذلك لتعزيز صمودها وتقوية مسارها للتعجيل في كنس الاحتلال، وتحرير كل الأرض والحقوق المغتصبة، والدعم المطلوب يشمل كل الميادين الفكرية والسياسية والمالية والإعلامية، والعسكرية وسواها.
3-واجب الصائمين المسلمين الذين لهم في شهر رمضان وجبتا طعام الإفطار والسحور أن يخصصوا تكلفة الوجبة الثالثة المعتادة في غير شهر رمضان لدعم غزة والمقاومة وواجب المسيحيين الذين يمتنعون في الصوم الكبير عن أنواع من الطعام خلال الصيام أن يخصصوا تكلفتها لدعم غزة والمقاومة كذلك. هذا هو الالتزام الصحيح من المؤمنين كي تتحرر فلسطين من الاحتلال وفي قلبها القدس والمقدسات كافة، وعندها يستطيع المؤمن أن يؤدي حجه وزياراته الدينية.
4-يسجل المؤتمر الشعبي اللبناني مرة جديدة استغرابه للتقصير من منظمة التعاون الإسلامي، وجامعة الدول العربية، وهيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن فهم يتركون العدو الإسرائيلي ليمارس جرائمه البشعة التي لا توفر إنساناً، أو عمراناً إلا وتعتدي عليه، ضاربة بعرض الحائط كل مواثيق القانون الدولي الإنساني خاصة اتفاقيات جنيف الأربعة الصادرة بتاريخ 12/8/1949.
5- حث المؤمنين الصائمين على القيام بأوسع حملة تضامن اجتماعي في ظل الواقع الاقتصادي / الاجتماعي المأزوم، وتعزيز التواصل على قاعدة الوحدة، والأخوة وصلة الرحم، ونبذ كل دعوات الفرقة والانقسام، سواء كانت طائفية، أو مذهبيةأو بأي فئوية اتسمت.
ولتكن القاعدة ما كان يدعو له الأخ الرمز كمال شاتيلا: “إيمان بلا تعصب، وتدين بلا تطيف”.
وختم: “نبارك لجميع المؤمنين بحلول شهر رمضان الأبرك، وبالصوم الكبير، وندعو الله أن يثبت الجميع على الحق حتى النصر والتحرير”.