الصحافي والكاتب السياسي حسن سلامة
………..
كيف يسيطر الصهاينة على قرار واشنطن منذ ٤٨ :، خلافات بايدن ونتنياهو جزئية ومؤقتة !. (١من ٢) .
……………..
“لابد أنكم سمعتموني أقول عدة مرات ،،” لو لم تكن إسرائيل موجودة ،لكان علينا إختراع واحدة “،،هذا ماقاله الرئيس ألأميركي جو بايدن ” وغيره من مسؤولين أميركين منذ بدء العدوان على قطاع غزة ،،وهذا ما يترجمه ساكن البيت الابيض وكل أصحاب القرار في إلإدارة الأميركية من خلال إسطول بحري وجوي يرفد المحتل بكل أنواع الأسحلة المحرمة دوليا،،ومنع إصدارقرار عن مجلس ألامن لوقف إطلاق النار ،،بالتوازي مع خداع أميركي غير مسبوق لتمرير هدنة مؤقتة تفضي لإطلاق سراح الأسرى الصهاينة ،وبالتالي تحرير نتانياهو سياسيا من ضغط أهالي هؤلاء الأسرى داخل المجتمع الصهيوني .
طبعا ،،ليس جديدا كل هذا الكرم الأميركي لربيبتها دولة القتل وإلإجرام في فلسطين المحتلة ،فمنذ إنشاء هذه الدولة المصطنعة بعد عام ٤٨،لم يتردد كل من حكم الولايات المتحدة ،،بكل مواقعهم المسؤولية من إمداد هذا الكيان بكل مايمكنه من تصفية القضية الفلسطينية والتوسع العدواني نحو الدول العربيةالمحيطة بدولة ألإحتلال ،وفي الوقتةنفسه ، إستخدام كل أنواع الضغط وإلإبتزاز على حلفائها العرب للتطبيع مع العدو ومده بالمال والحياة ،، حتى إن أي ولاية أميركية لم تحظى بهذا الإفراط من شتى أنواع الدعم والمساندة الأميركية ،،ليس فقط لتكون المهيمن على النظام الرسمي العربي،، بل من أجل السيطرة على الثروات العربية ،،وهو مايحصل اليوم ،،طالما أن معظم هذه الأنظمة محمية بالقواعد والرعاية الإميركية .
وحتى لا نعود إلى كل مافعلته ألإدارات ألأميركية على مدى ٧٥ عاما ،،نشير لبعض العناوين الأساسية، وبخاصة ما فعلته إدارتي بوش الأب وإلإبن من حروب عدوانية طالت عدد من الدول العربية ،،من العراق ،إلى ليبيا وسوريا والسودان ، وما إنتهت إليه من قتل ودمار خدمة لهيمنة المحتل الصهيوني على المنطقة العربية ،وبعدها ما فعله الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب حتى بحق حلفاء الولايات المتحدة في دول الخليج ،،وإبتزازها لدفع مئات مليارات الدولارات للولايات المتحدة، التي تعود وتمد دولة الإحتلال بجزء كبير من أموال الشعوب العربية، سلاحا ومساعدات مختلفة ،وايضا ما فعله ترامب لتصفية القضية الفلسطينية ،،إن من خلال نقل سفارة الولايات المتحدة للقدس المحتلة والتشجيع على بناء المستوطنات ،وإن من خلال دفع ألأنظمة العربية الحليفة بالترهيب والترغيب للتطبيع مع المحتل وصولا لحدود تأمرها على الشعب الفلسطيني ،،في مقابل دعم تل أبيب .
وجاء الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن ،،فكان من أكثر رؤساء أميركا دعما لعدوانية إسرائيل وتأمرا على العرب ،،وهنا نشير فقط إلى الهستيريا التي ضربت ألإدارة ألأميركية بعد طوفان الأقصى ،،فإستنفرت هذه ألإدارة أساطيلها وجيشوشها وهيمنتها على الغرب والنظام العربي الرسمي وگأن العالم أمام حرب عالمية بمواجهة الاف من المقاومين يؤمنون بقضية شعبهم ،،فكان أن حصلت حكومة النازيين في تل ابيب على دعم من كل أطراف هذا الحلف بما لم يسبق أن إستنفر مثله العالم لمواجهة المقاومة في قطاع غزة،،ومنذ خمسة أشهر وحتى اليوم ،،لا زال كل هذا التحالف الجهنمي يمد كيان العدوان بكل أنواع السلاح المتطور لتدمير قطاع غزة وإبادة شعبه ،،بل إن تحرك وإداء إدارة بايدن لا يختلف بشيء فعلي عن نازية المحتل الصهيوني بحق قطاع غزة والضفة الغربية ،،وإلإختلاف الوحيد بينهما ،هو في المواقف ألإعلامية التي تصدر عن المسؤولين الأميركين حول بعض القضايا البسيطة ،،من تقديم المساعدات أو دعوة حكومة الإحتلال لتلافي المناطق السكنية أو كذبة الهدنة لستة أسابيع ، أو الكلام الفارغ عن حل الدولتين ،،وذلك لخدمة مصالح بايدن إلإنتخابية بعد تراجع شعبيته في الشارع الأميركي ولأجل خداع حلفائه العرب ،،مع أن هؤلاء لم يقصروا بدعم المحتل ولا بصم أذانهم عن المحرقة التي يتعرض لها السكان المدنيين في القطاع.
فحتى ماتعرض له بايدن من شتائم وتوبيخ من قادة ألإحتلال ،،لم تدفع إدارة البيت الأبيض لأي فعل ردا على ما قام ويقوم به نتانياهو ووزائه العنصريين من إرغام بايدن وكبار المسؤولين الأميركين ليتحولوا إلى خدم عندهم ،،يمدونهم بكل ما يحتاجونه من سلاح وأموال وتغطية سياسية لإستكمال تدمير كل أنواع الحياة في القطاع وإرتكاب مجازر بحق ألأطفال والنساء بما لم يسبق أن شهد العالم مثيلا لها ،إضافة إلى ما فعله ويفعله الأميركي من تهديد للبنان والمقاومة من توسيع الحرب ،أو الحرب العدوانية التي تقوم بها إدارة البيت الأبيض وحكومة سوناك في بريطانيا بحق أبناء اليمن ومقاومتهم لمجرد وقوفهم مع ش ونعب قطاع غزة ،،بينما يمارس الاميركي كل أنواع ألإبتزاز على حلفائه العرب خاصة في مصر وألأردن حتى يفتحوا بلديهما أمام نكبة جديدة للشعب الفلسطيني ،،وما يحصل اليوم من خلاف سياسي في بعض تفاصيل العدوان على قطاع غزة بين بايدن ونتانياهو ،،وبخاصة بعد قيام الوزير الإسرائيلي غانتس بزيارة واشنطن ،،يقتصر على ضغوط تفصيلية تقوم بها إدارة بايدن لدفع المتطرفين في تل أبيب للقبول بهدنة مؤقتة في الحرب على غزة وزيادة بسيطة في المساعدات ليعود بعدها لإستكمال تدمير القطاع وتهجير اهله.
لذلك، لو كان البيت الأبيض فعلا وقف العدوان والمجازر لكان إتخذ موقفا واحدا يلزم نتاتياهو على وقف عدوانيه يريد الضغط على حكومة وهو التهديد العدوان بوقف إمداد المحتل بالسلاح .وبالتالي فخلاف الإدارة الأميركية مع رئيس وزراء العدو ،،لا ينطلق من الحرص على وقف العدوان والتدمير والقتل ،،إنما خلفياته لها علاقة مباشرة بمعركة إنتخابات الرئاسة الأميركية والتراجع الكبير لشعبية بايدن داخل حزبه قبل باقي الأميركيين الأخرين اي ان خلاف البيت مع نتانياهو لا يعدوا كونه خلاف على هدنة مؤقته يريدها البيت الأبيض في محاولة لتحسين شعبيته في الداخل الأميركي ،،نظرا لتراجع شعبية بايدن بشكل كبير حتى داخل حزبه ،،وما يؤكد على تبني ألإدارة الأميركية للإجرام الذي ينفذه حكومة المتطرفين في تل أبيب تغطية، وتظهر ذلك في بيروت خلال زيارة الموفد الخاص للرئيس الأميركي أموس هوكشتاين ،حيث حمل في مواقفه تهديدا مبطنا للبنان بقوله ” ،، إن الهدنة في غزة لا تعني بالضرورة هدنة في الجنوب ،وإنه في حال نشوب حرب في الحدود الجنوبية للبنان فإنها لن تكون قابلة للإحتواء ،،اي أن بلاده أن تكون قادرة على منعها وهذا الموقف اللافت يكشف الخداع الأميركي وتغطيته لإحتمال شن عدوان واسع على لبنان ،( لمن لا يعرف فإن هوكشتاين كان مجندا في الجيش الصهيوني …) ،،وأما ألإضاءة على أسباب هذا الحلف الشيطاني بين واشنطن وتل أبيب وأسبابه منذ العام ٤٨ ،،سنتحدث عنه يوم غد ببعض العناوين ألإستراتيجية التي تربط الدولة العميقة في الولايات المتحدة بهذا الكيان المصطنع في فلسطين المحتلة .