رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” الشيخ علي دعموش في كلمة ألقاها خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه “حزب الله” للشهيد على طريق القدس فاروق محمد علي حرب في حسينية الحلوسية الجنوبية، أن “ما يحصل في غزة ليس حرباً، بل عملية قتل ممنهجة وتدمير وإبادة للبشر والحجر، وما يشجع العدو على التمادي في العدوان وارتكاب المجازر والتدمير والتجويع، هو الشراكة الأميركية الكاملة في العدوان والتساهل والصمت العربي المخزي على الجرائم التي يرتكبها العدو في حق الشعب الفلسطيني في غزة”.
وشدد الشيخ دعموش في كلمته، على أن “السكوت عن جرائم العدو ووقوف العالم موقف المتفرج على مشاهد قتل الأطفال والإبادة الجماعية وحرب التجويع في غزة، إعلان صارخ عن موت الضمير الإنساني، وانعدام المشاعر الإنسانية، وسقوط منظومة الحقوق والقيم الأخلاقية لدى الكثير من الدول والمنظمات الحقوقية والدولية، وفي مقدمها الإدارة الأميركية ومجلس الأمن الدولي العاجز حتى الآن عن اتخاذ قرار بوقف إطلاق النار بسبب الفيتو الأميركي”.
وقال:” إن حرب التجويع التي يمارسها العدو بغطاء أميركي في حق الشعب الفلسطيني في غزة، هو وصمة عار على جبين أميركا، لا يمحوها إسقاط فتات المساعدات الأميركية جوا فوق غزة، ولا الحديث عن ضغوط أميركية على إسرائيل للسماح بإدخال المساعدات براً إلى غزة ، لأن أميركا هي المسؤول الأول عن كل الجرائم والمآسي الإنسانية في غزة، وهي التي ترسل السلاح للعدو لقتل أهل غزة، وهي التي تستخدم حتى اليوم الفيتو في مجلس الأمن لمنع صدور قرار وقف إطلاق النار، وهي التي تفرض على الدول والأنظمة الخاضعة السكوت عن الجرائم الصهيونية وتمنع من دعم غزة، وتعتدي على كل من يساندها كما يحصل في اليمن والعراق وسوريا”.
واعتبر أنه “أمام التوحش الإسرائيلي والغطاء الأميركي والعجز الدولي والعربي عن وضع حد للتمادي الصهيوني في العدوان على الشعب الفلسطيني وشعوب منطقتنا، فإن العبرة التي نستخلصها من كل ما جرى ويجري هي أنه ليس أمامنا من خيار للدفاع عن أهلنا ووطننا والحفاظ على وجودنا ومستقبلنا إلاّ المقاومة، والاعتماد على أنفسنا وقوتنا وقدراتنا وإرادتنا، لأن كل الخيارات الأخرى سقطت، والرهان على الدول والأنظمة العربية وعلى المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية للدفاع عن حقوق الشعوب المظلومة والوقوف إلى جانبها أثبت فشله، وباتت هذه الدول والمؤسسات والأنظمة إمّا شريكة في العدوان أو متواطئة أو عاجزة عن فعل أي شيء، وبالتالي لم يبقَ أمامنا وأمام شعوب المنطقة لحماية وجودنا وحياتنا ومستقبلنا ومستقبل أبنائنا والأجيال إلاّ المقاومة”.
وشدد على “أننا متمسكون بمقاومتنا ووجودنا على كل شبر من أرضنا، طالما أننا في دائرة الاستهداف الاسرائيلي، وقرار المقاومة هو الرد بحزم على كل اعتداء أو استهداف لقرانا وأهلنا وكوادرنا ومدنيينا، لردع العدو ومنعه من التمادي في عدوانه”.
وأكد أننا “مستمرون في هذه المواجهة، ولن يوقفنا لا تهديد ولا تهويل ولا تخويف ولا ضغوط ولا الوسطاء عن القيام بواجبنا في الدفاع عن بلدنا وأهلنا ونصرة المظلومين في غزة، ففي المقاومة لا أحد يعبأ بالتهديد والتهويل والضغوط ومحاولات الابتزاز، والوسطاء الذين يضغطون وينقلون التهديدات ويبدون خوفهم من تمدد الحرب في غزة إلى لبنان والمنطقة، عليهم العمل على وقف العدوان على غزة ومعالجة السبب الذي دفع بحركات المقاومة في لبنان واليمن والعراق وسوريا إلى فتح هذه الجبهات المساندة لغزة، لا معالجة التداعيات والمسببات وممارسة الضغوط لوقف هذه الجبهات وترك العدو يستفرد بغزة ويتمادى في مجازره وقتله للأطفال وتجويعه لأكثر من مليون محاصر، فنحن في المقاومة الإسلامية في لبنان لا يمكن أن نتخلى عن مسؤولياتنا في الدفاع عن بلدنا ونصرة غزة مهما كانت التضحيات”.
ورأى أنه “بعد تعثر المفاوضات حول غزة وفشل الوساطات في لبنان وعجز العدو عن تحقيق أهدافه في غزة وفي لبنان، فإن استمرار العدوان هو خيار بلا أفق، لأنّ العدو وصل إلى طريق مسدود، وفشل أمام ثبات وإرادة وصلابة المقاومة، واستمرار العدوان لن يؤدي إلاّ إلى المزيد من الفشل والهزائم للعدو، ولن يتمكّن هذا العدو من تحقيق ما يريده، وليس هناك من خيار أمامه سوى وقف العدوان والقبول بشروط المقاومة”.