الصحافي والكاتب السياسي حسن سلامة
…………
مع توسيع العدو لإرهابه وتزايد أعداد النازحين : حكومة لبنان غائبة وفي عالم أخر !.
……………
مع إقتراب العدوان الصهيوني على قطاع غزة من الخمسة أشهر ومعه الإعتداءات الهمجية لهذا العدو على أكثر من ٦٥ بلدة وقرية لبنانية على طول الحدود مع فلسطين المحتلة ومعها العديد من القرى الأبعد نسبيا عن هذه البلدات وأدت هذه إلإعتداءات من قصف جوي وبري إلى إضرار كبيرة في كل هذه المنطقة وإستشهاد عشرات المدنيين وما يزيد عن مائتي مناضل من المقاومة ، .من حزب الله بشكل خاص ومن حركة أمل والحزب السوري القومي إلإجتماعي وقوى أخرى .
وقد نتج عن هذا العدوان المستمر على مدار الساعة ليطاول يوميا عشرات القرى ،،ما أدى لنزوح ما يزيد عن مائة ألف مواطن جنوبي ،،بحيث تقدر جهات معنية عدد العائلات بأكثر من ٤٠ ألف عائلة ،،،كما أدت القصف الوحشي لتدمير أكثر من ثلاثة ألاف منزل تدميرا كاملا ، ومؤسسات صحية ومعظم البنى التحتية في كل المناطق التي تعرضت للقصف ،،وتضرر أكثر من ٤٠ ألف منزل بأضرار مختلفة ،،، مع محتوياتها .
وفيما ،،يوسع العدو الإرهابي من وتيرة قصفه وتعرضه للمدنيين يوميا ،، بلغ على سبيل المثال مادمره العدو حتى اليوم في بلدة بليدا أكثر من ٣٠٠ منزل وتضرر مئات المنازل الأخرى وايضا تدمير بعض مركز الهيئات الصحية ،،بينما جزء كبير من النازحين لم يحصل من السلطات المعنية على أي مساعدات من أي نوع كان ،،وبخاصة خارج مناطق الجنوب ،،وأما النازحين الذين أقاموا في قرى وبلدات الجنوب البعيدة نسبيا عن مناطق ألإعتداءات اليومية فكل ما خصصته لهم السلطات المعنية وتحديدا عبر حكومة تصريف الأعمال هو ٣ ملايين دولار حول لمجلس الجنوب ولم تكلف الحكومة نفسها لعقد جلسة تبحث بشكل جدي وفعلي في أليات تقديم الحد الأدنى من المساعدات للنازحين وللذين رفضوا ترك قراهم ومنازلهم ،، وهؤلاء من كل الطوائف والأحزاب .
وهذا المبلغ المتواضع الذي ” منت به ” به الحكومة العظيمة على مايزيد عن مائة ألف نازح وما يزيد عن نصف هذا الرقم لا زال صامدا في بيوته على طول قرى والبلدات الحدودية ،، صرف الجزء الأكبر منه خلال فترة قصيرة ،،أي منذ بدء النزوح وحتى حوالي الشهرين من خلال تأمين حاجيات ضرورية للنازحين لداخل قرى الجنوب ،،من أغطية وفرش أسفنج وأمور أخرى متواضعة ،،وايضا تقديم حصتين غذائيتين لحوالي ٢٥ ألف عائلة نزحت نحو قرى وبلدات قريبة من القرى التي نزحت منها ،،أي لحدود صور والنبطية وكلفت كل حصة غذائية حوالي ٤٠ دولار ،،كما جرى إنفاق جزء من مبلغ ال ٣ ملايين دولار لإستشفاء من أصيب بعوارض صحية بعد النزوح ،،فيما المبلغ المتبقي من المبلغ المذكور يتم إنفاقه بكثير من ألتأن على مسائل ضرورية تخص النازحين وعوائل الشهداء.أما النازحون خارج مناطق الجنوب ،،،فلم تسأل عنهم الحكومة ولا أي من الوزارات المعنية ،،وكل ما يحصل عليه هؤلاء ما يقدم لهم من حزب الله وحركة أمل وبعض ألاحزاب الداعمة للمقاومة ،،وكل حزب يقدم وفق إمكاناته المتواضعة .
وألأغرب أن الحكومة وأعداد واسعة من نواب الأمة العظيمة بطبقتها السياسية جميعها غائبة عن أي عمل أو تحرك يهدف لدعم النازحين أو دعم صمود الصامدين في قراهم ،،فلا الحكومة تكلف نفسها لعقد جلسة خاصة تبحث في أليات دعم النازحين والصامدين وأيضا في بحث دور وعمل الحكومة والجهات المعنية في حال لجأ المحتل الصهيوني لتوسيع عدوانه على القرى والبلدات ألامنة ،بينما اللجنة الوزارية التي شكلت لهذا الغرض فهي ” غائبة عن السمع ” ولا علاقة لها بما يحصل من عدوان يومي ومعاناة النازحين ،،في وقت يكرر قادة العدو يوميا دعواتهم و نواياهم العدوانية بالمغامرة وشن عمل عسكري واسع ضد لبنان ،
ومن خلال هذا إلإهمال المتعمد بحجة عدم وجود إمكانات مالية في الدولة ،،بينما تعمدت الحكومة ومعها مجلس النواب ،،، في خلال إقرار موازنة العام الحالي إعفاء أصحاب الثروات الضخمة وكل المعتدين على أملاك الدولة البحرية والبرية وكل الذين شاركوا في نهب المال ألعام ومن ثم تهريب أكثر من ٢٥ مليار دولار للخارج من أي محاسبة أو فرض ضرائب على قاعدة الضريبة المتصاعدة ولم يسأل أحد في هذه السلطة أي من كل هذه المافيات وكل الذين جمعوا ثروات خيالية من المال العام وفي مقدمهم مافيات المصارف ،،حتى مجرد كلمة ” يامحلى الكحل بعينك “… نعم هذه هي السلطة بكل مؤسساتها ،بدءا من الحكومة ،، وهذا هو التخلي بكل تجلياته عن مسؤولية الدولة وسلطتها في إحتضان ودعم أبناء الجنوب .
أما القوى السياسية التي تنظر إلى الجنوب والمقاومة بعداء وحقد وحتى تأمر ،،فهذه جميعها كل رهاناتها كان ولا زال على ضرب المقاومة وتهجير أهالي الجنوب حتى لخارج لبنان ،،بما يخدم حساباتهم الفئوية والمذهبية وبما يمكنهم من إلالتحاق بركب التطبيع و” السلام ” الكاذب مع المحتل الصهيوني ،، وبالتالي لا غرابة في صمت هؤلاء كاأهل القبور ،،طالما يراهنون على العدو ويتواطئون معه .
وهذا التواطؤ و” طمر الرؤوس في الرمال “،، ينسحب أيضا على كل المرجعيات الدينية الهيئات الدولية المختصة بكل تنوعاتها ،،بحيث لم يسمع المواطن ولم ير من ” جيوش ” الجمعيات بمعظمها ومن الهيئات الدولية أي تحرك أو توجه يهدف لدعم النازحين ،،وهذا الصمت المشبوه ليس غريبا ،،خصوصا أن من يحرك كل تجمعات السماسرة هو من يحركهم ومن يدعم ويحرض المحتل ألإسرائيلي على مزيد من الإعتداءات على جنوب لبنان ،،والأكثر غرابة ما أصاب التي تسمي نفسها جمعيات خيرية من كل الألوان والأشكال فهذه الجمعيات في عالم آخر ،،ولم يسمع الموطن أنها قامت بأي عمل إنساني أو قدمت مساعدات ،،فمعظمها بالأساس يفتش عن السمسرات وإلإرتزاق على حساب معاناة المواطن ،،كما حصل بعد الإنفجار المجرم الذي ضرب مرفأ بيروت ويومها جرى ” تفريخ ” مئات الجمعيات لنهب المساعدات وبيعها في السوق السوداء . أما ما يسمى منظمات ال ” N , G, O “,, فهؤلاء لا أحد يتوقع منهم أي فعل إنساني ،،،فكل دورهم ينطلق مما تكلفهم به سفارات الغرب ، فدائما يتحركون لهدف التخريب وخدمة الأجنبي .
وأما عربان أميركا ،،فحدث ولا حرج ,فهؤلاء همومهم وأفعالهم في مكان آخر ,, فهم ينفقون مليارات ،،بل عشرات مليارات الدولارات لأعداء أمتهم ولشراء الأسلحة التي تستخدم ضد بعضهم وضد شعوبهم ،أو تتحول لخردة في المخازن ،،وبالتالي ،،فهم يستكثرون جزءا يسيرا حتى مما ينفقون لحفلات إلغناء. المجون ،،وإذا كانوا يمتنعون عن تقديم أي مساعدات لأكثر من مليوني مواطن في قطاع غزة يعيشون في العراء دون غطاء يقيمهم من الصقيع ودون غذاء ودواء ،،ويصمتون ويتأمرون على قتل أهالي القطاع ،، ليس غريبا صمتهم حيال ما يعاني منه أهالي القرى الحدودية في لبنان .