أنا والآخر ….
أحيانا يتبادر في أذهاننا سؤال ألا وهو هل وجود الآخر مهم في حياتنا ؟
حتما سيكون الجواب نعم فالمجتمع لا يكتمل إلا بوجود هذا الثنائي” الذات والآخر” فلو كنت مدير مؤسسة سيكون لديك عمال ولو كنت صاحب شركة سيكون لديك فريق عمل وإن كنت موظف يوجد إدارة مسؤولة عنك وكذلك إن كنت صاحب أسرة فأنت مسؤول عن أفرادها وكل راع مسؤول عن رعيته. الإنسان لايستطيع العيش وحده لأن كلمة الإنسان مشتقة من الأنس أي يأنس ويؤنس به فالآخر ضروري وهذا هو الركن الإجتماعي الطبيعي.
مع الآخر سأتفاعل ويتفاعل معي سيشجعمي وأشجعه، لهذا علينا ان نتقبل إختلاف الثقافات والجنسيات ومن هنا تأتي مهارة الحوار وحسن الإستماع لكي نحقق التواصل الإجتماعي فأتفق تارة وأختلف تارة أخرى وأتغافل عن بعض الزلات من أجل أن تسير الأمور .
فالتعاون مع الآخرين ضروري لنستطيع أن نحقق التكامل والتقدم والإزدهار في المجتمع وأن نتحد لتكون وحدتنا فوق كل إعتبار ونبتعد عن التعصب بالرأي وإفساح المجال للجميع بإبداء رأيهم وتقبله من خلال الإنصات الجيد مع إحترام ما يبديه الآخرون من أفكار ،فمعظم مشاكلنا هو أننا لا نستمع لآراء بعضنا فيما يخدم مصلحتنا بل كل فرد يريد أن يثبت نفسه ويفرض رأيه على حساب الآخر دون مراعاة مشاعره ولو على حساب المصلحة العامة وهذا مايؤدي إلى إنتشار العداوة والكراهية في حين أن تقبل الآخر يعزز التآخي والشعور بالأمان وتمكين الروابط بين الأفراد وهنا تبرز مهارة التواصل والإحتواء.
فمن لايؤنس بنفسه وبالله لايستطيع أن يأنس بمن حوله، “فالأرواح جنود مجندة ما تعارف منها إئتلف وما تناكر منها اختلف” .
نوعية حياتنا تتوقف على أسلوبنا بالإتصال مع الله ثم أنفسنا ومن ثم سماع الآخر دون مقاطعة والتركيز على الرسالة التي يحملها الشخص في كلامه.
لذلك حبذا لو نستخدم النقاش وليس الجدال للوصول الى ما نريد ففي النقاش أنت تحاول أن تصل الى حل يرضي جميع الأطراف أما في الجدال فكل واحد يريد أن يثبت رأيه ويفرضه على المستمعين من حوله فأسلوب النقاش ضروري في مختلف نواحي الحياة وخصوصا العائلية فلا الرجل يتشبث برأيه مع زوجته ولاالمرأة تمارس أسلوب العناد في معاملتها لزوجها فتسير الأمور على ما يرام ويستطيعوا بذلك إيجاد حل لجميع مشاكلهم الحياتية .
فمفتاح العلاقات هو بالتواصل والمناقشة لتبادل الآراء والأفكار حول شتى المواضيع .
⭐”حسناء شحادة”⭐