اجتمعت الهيئات الإقتصادية مع سفير فرنسا في لبنان هيرفي ماغرو، بمشاركة رئيس القسم الإقتصادي في السفارة الفرنسية فرانسوا سبورير ونائبه Louis Mangenot، حيث جرى البحث في الأوضاع الإقتصادية والمالية والإجتماعية في لبنان ومتطلبات النهوض، لا سيّما الدور الأساسي الذي يمكن أن تلعبه فرنسا في هذا الإطار.
وذكر شقير أنّ “ما يهمنا هو تقوية العلاقات الاقتصادية بين لبنان وفرنسا على مختلف المستويات لا سيما زيادة التبادل التجاري وتشجيع الإستثمارات، علمًا أنّنا أول الداعمين لهذه العلاقات التاريخية وأول المشجعين للإستثمارات الفرنسية في لبنان إن كان في مجال الطاقة والكهرباء والنقل وغير ذلك”.
وشدد شقير على “ضرورة التركيز على عوامل أساسية يمكن أن تلعب فرنسا دوراً اساسياً فيها لعل ابرزها ترسيخ الثقافة الفرنكوفونية، وفي هذا الإطار لا بد من دور فاعل لفرنسا في مجال التعليم لأنه يشكل ركيزة أساسية لهوية لبنان ودوره في المنطقة، وضرورة إيجاد برامج لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، لتفعيل الإبتكار والإبداع والحفاظ على الشباب اللبناني في وطنهم، والمساعدة لإيجاد حلول للشق الإجتماعي الذي نوليه إهتماماً خاصاً، إن كان شبكات الأمان الإجتماعي وكذلك إيجاد حلول لتعويضات نهاية الخدمة للعمال والموظفين التي تآكلت ولم يعد لها اي قيمة”.
وإذ ثمّن “عاليًا ما تقوم به فرنسا لإبعاد شبح الحرب الدائرة في غزة عن لبنان”، نبّه إلى أنّ “لبنان لا يمكنه على الإطلاق تحمل أي حرب التي ستكون كلفتها عالية على كافة المستويات خصوصًا على الإقتصاد الوطني الذي يتهاوى أصلًا”، مشددًا على أنّ “مفتاح الحلول في لبنان على كافة المستويات، هو استقامة الوضع السياسي عبر إنتخاب رئيسٍ للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة لتنفيذ إصلاحات شاملة لا بد منها”.
من جهته، أكّد السفير الفرنسي هيرفي ماغرو “أهمية اللقاء بين الجانبين لتبادل الأفكار والمعلومات حول الوضع الإقتصادي في لبنان والحلول المرجوة”، ناقلًا عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنّ “لبنان سيبقى أولوية بالنسبة له”، مشيرًا إلى أنّه “بالنسبة لفرنسا الأولية الآن هي إبعاد لبنان عن شبح الحرب الدائرة في غزة، وكذلك وضع خارطة طريق لإنتخاب رئيس للجمهورية”.
وإذ أشار إلى “الدور الهام الذي يلعبه القطاع الخاص والمغتربين اللبنانيين في الإقتصاد اللبناني والنشاط الهام الذي تلعبه الشركات اللبنانية”، إلا أنّه شدد على “ضرورة حصول إصلاحات جذرية في موازنة الدولة وفي إداراتها”، مشدداً على “ضرورة توفير بيئة اقتصادية تسمح للاقتصاد بالاستمرار في العيش”. وقال: إنّ “مسألة الإصلاحات بالنسبة لي هو أمر ضروري، ولا يمكن أن تستمر على هذا النحو”، وأضاف “بعد القيام بالإصلاحات المطلوبة التي تبدو معقدة، يجب أن يكون هناك نظام مصرفي قادر على القيام بدوره في الإقتصاد كاملًا”.
وأكد السفير ماغرو أنّه “علينا أن نعمل معًا لخلق فرص عمل للشباب، بهدف توفير مستوى معيشي أفضل”، مشددًا على أنّه مهتم جدًا في موضوع الحفاظ على مستوى التعليم في لبنان. وإذ أكد “انفتاحه على كل الأفكار”، اعتبر أنّ لبنان يتمتع بكل المقومات اللازمة للانطلاق مرة أخرى بسرعة كبيرة.
كما أكد إهتمامه بالشركات الصغيرة والمتوسطة، والنظر في كيفية العمل على مساعدتهم في ظل وجود مشاكل إقتصادية كبيرة وغياب النظام المصرفي، “من خلال السماح لهم بالحصول على الحلول التمويلية الصغيرة أو غيرها من أنواع التمويل؟ لذلك نحن ملتزمون بالفعل بالتفكير في هذا الأمر لأننا نعتقد أنه من الضروري بالفعل مساعدة هذه الشركات التي تساهم في إعادة البلاد إلى المسار الصحيح”.