أكد وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي في خلال زيارته اليوم، إدارة حصر التبغ والتنباك اللبنانية “الريجي” في الحدث أن “الدولة اللبنانية ستقدم ما في استطاعتها” لمساعدة “الريجي” على ان تحقق المزيد من النجاحات”، معتبرا أن “تعاملها مع المزارع يجعله قادرا على ان يصمد ويستمر”، فيما توقع رئيس “الريجي” مديرها العام المهندس ناصيف سقلاوي “ان تكون حصة الخزينة اللبنانية من إيرادات إدارة الحصر عن عام 2023 نحو “270 مليون دولار أميركي”، مشددا على رفض “القضاء على مصدر رزق ولقمة عيش” 25 ألف مزارع “بجرة قلم أو نتيجة مسايرة أو رضوخ لموقف دولي من هنا أو هناك من دون تأمين البدائل لهم”.
جولة
وبعد اجتماع مع سقلاوي في مكتبه، جال مولوي على مختلف أقسام “الريجي” واطلع على العمل فيها، ثم أقيم لقاء عام حضره محافظ جبل لبنان القاضي محمد مكاوي ورئيس بلدية الحدث جورج عون وأعضاء لجنة الإدارة ورئيس نقابات المزارعين حسن فقيه وممثلو الشركات الأجنبية ووزارة المال.
سقلاوي
ورحب سقلاوي بالوزير مولوي “رجل دولة عصامي منفتح يعمل بصمت بعيدا من الضوضاء والأضواء، ويصب كل جهده على العمل ولا شيء الا العمل ويكافح لكي تستمر الأجهزة الأمنية بالقيام بواجباتها الوطنية على الرغم من الظروف الاقتصادية والسياسية والمعيشية الضاغطة”.
ولاحظ أن “من أكثر المفاهيم الخاطئة شيوعا هو أن المرافقَ العامة في لبنان لا تحقق النجاحات وأنه إذا كان هناك من إنجاز فهو حتما صنيع القطاعِ الخاص أو القطاعات المخصخصة”، مشددا على أن “الريجي أثبتت بالأدلة الدامغة والنجاحات المتراكمة عدم صحة هذا المفهوم وأن المرافقَ العامة قادرة على أن تكون حديثة ومنتجة وحيوية”.
وقال: “خير دليل على ذلك أننا اول مرفق عام يحصل على اعتراف عالمي بالتزام افضل معايير الجودة أيزو 9001 والصحة والسلامة المهنية أيزو 45001 وكنا أول مرفق عام يستمر دونما انقطاع بتأمين ايرادات ضخمة لخزينة الدولة رغم حجم التهريب الهائل الذي لا يخفى على أحد، وأول مرفق عام يطبق خطة للتنمية المستدامة تتوجه الى كامل المجتمع اللبناني وخصوصا إلى البلديات والمزارعين وتركز على تنمية القرى الزراعية ومحاربة عمالة الاطفال وترشيد استهلاك الطاقة ومعالجة النفايات، ونفذنا من خلال البلديات أكثر من 246 مشروعا تنمويا في عكار والجنوب والبقاع”.
وذكر سقلاوي بأن “الريجي” كانت “اول مرفق عام يبادر الى إطلاق مؤتمر وطني بمستوى عالمي لمكافحة التهريب في لبنان وبذلت كل جهد ممكن للحد من هذه الآفة، وتمكنت من خلال جهاز مكافحة التهريب في العام 2023 وحده من تسطير 228 محضر ضبط بلغت قيمة غراماتها 213,360,447,000 ل.ل وتمت مصادرة 78 طنا من المواد التبغية المهربة”.
وأضاف: “أما الرعاية فيوفرها دولة الرئيس نبيه بري كما توفرها لنا مشكورة وزارة المال، واليوم نعول على دعمكم وآمالنا معقودة عليكم وعلى الأجهزة الأمنية”.
وشرح أن “الريجي تشغل صناعيا 15 خط اتناج تصنع أكثر من 60 صنفا وطنيا وعالميا. وزراعيا يشكل قطاع التبغ شريانا أساسيا يغذي 25 ألف عائلة ويخلق دورة اقتصادية في الارياف عدا عن انه يثبت المزارعين في قراهم. وتجاريا تتعامل الريجي مع شبكة من 800 مورد ومعمل مواد اولية محلية تشغل عددا ضخما من الموظفين ما يخلق فرصا وظيفية مستدامة ويحرك عجلة الاقتصاد”.
وأفاد بأن “القطاع التبغي في لبنان يحقق على صعيد الايرادات مبيعات سنوية بقيمة 657 مليون دولار ومن المتوقع ان تكون حصة الخزينة اللبنانية عن عام 2023 270 مليون دولار أميركي”.
وأضاف: “لمناسبة انعقاد مؤتمر منظمة الصحة العالمية تم التداول بتصريح من أحد المسؤولين عن وجود لوبي للتبغ. نعم نحن لوبي ونفتخر بذلك، نحن لوبي يحافظ على لقمة عيش 25 ألف مزارع تبغ وتنباك، ولن نقبل بأن يتم القضاء على مصدر رزقهم ولقمة عيشهم بجرّة قلم أو نتيجة مسايرة أو رضوخ لموقف دولي من هنا أو هناك دون تأمين البدائل لهم”.
ولاحظ أن “ثمة مفهوما خاطئا لدى البعض حول كيفية التعاطي مع القرارات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، والتي معظمها تنطبق على دول اقتصادها متين ونسبة التهريب فيها لا تتعدى 1 أو 2 في المئة”.
وختم سقلاوي آملا في تشديد “اواصر التعاون بين الريجي والأجهزة الأمنية لوضع الضوابط الرادعة ومكافحة اي نوع من اشكال التهريب”.
مولوي
ثم ألقى الوزير مولوي كلمة وصف فيها بأنها “مؤسسة ناجحة بالإيمان وبالإدارة وبالشراكة مع القطاع الخاص التي تحقق وفرا وخدمة وإنتاجية أفضل في بعض المجالات ونجاحا على نجاح لهذه المؤسسة”.
وقال:” إن “الجميع يشهد على نجاح هذا المرفق في الإنتاج والتنظيم والإدارة النظيفة والإنتاج النظيف”، مشيرا إلى أنه “لمس ذلك من كثب خلال الزيارة، مؤكدا أنها “إدارة ناجحة لا شيء فيها من الفساد”.
وأضاف: “مسيرتنا التي تعرفونها تؤكد وتركز على بناء دولة قوية ومستقرة وناجحة، والنجاح أنتم قدمتم عنه نموذجا ومثالا لمرفق عام نموذجي. ربما في ظروف الدولة الحالية قليلة هي المرافق العامة النموذجية، انما بالفعل هذا المرفق العام النموذجي الذي تخطى السنوات وتجاوز الظروف الصعبة التي عانت منها الدولة في حقب كثيرة، في الحرب او في الأزمات المالية والاقتصادية، تمكن ليس فقط من أن يحافظ، بل أن يزيد في البناء والتقدم والإنتاج وفي الدخل الذي يعطيه للدولة، وفي الوقت نفسه يحافظ على إنتاجه وعلى المزارعين، وهذا هو الاهم “.
ووجه “تحية لشتلة الصمود وتحية لشتلة التبغ وتحية للمزارع اللبناني الصامد في أرضه، تحية إلى المزارع في الجنوب الذي رغم الظروف الصعبة كلها، رغم ظروف الحرب وكل الظروف التي تحاول اقتلاعه من ارضه، متشبث بأرضه وبزراعته وبشتلة الصمود التي هي شتلة النصر، نصره في ارضه، نصر لبنان”.
وقال مولوي: “صمود المزارع في أرضه في الجنوب وفي عكار وفي كل لبنان يشكل قيمة مضافة لكم، لإدارتكم التي بفضل تعاملها معه تجعله قادرا على ان يصمد ويستمر. فالرعاية التي توفرها إدارتكم ليس فقط لهذه المؤسسة، بل لكل شخص يتعامل او يستفيد من هذه المؤسسة، هي رعاية مشكورة ومقدرة من قبل الدولة اللبنانية”.
وأضاف: “نحن لا نستطيع إلا ان نقدر نجاحاتكم وان نعدكم بأن الدولة اللبنانية ستقدم ما في استطاعتها لمراكمة نجاح على نجاحاتكم لكي تكونوا مثالا للنجاح والازدهار. ونحن في وزارة الداخلية جاهزون لدعم ومساعدة جهاز المكافحة في الريجي لمكافحة التهريب بما يمكن ان نؤمنه من امكانات لوجستية او مادية او ايٍ من إمكانات المساعدة”.
وختاما، أكد الوزير مولوي أن “وزارة الداخلية جاهزة وتكبر وتتشرف بأن تكون معكم كما أنتم مع لبنان ومع المزارع اللبناني وكما أنتم تتعاونون مع كل البلديات التي تركز على الزراعة وبقاء اللبناني في ارضه”.