الصحافي والكاتب السياسي حسن سلامة
……………
نتانياهيو،، ثور مذبوح يرفس في كل ألإتجاهات : إجتياح رفح سيشعل الشرق الأوسط.
……………
أصابت الهستيريا نتانياهيو ومجلسه الحربي لمجرد سماع عناوين رد حركة حماس والفصائل الفلسطينية على الورقة التي كانت تسلمتها الفصائل عن نتائج إجتماع باريس،، لإقرار هدنة في قطاع غزة،، فإستنفر قادة ألإحتلال كبيرهم وصغيرهم رفضا لورقة الفصائل ومهددين ومتوعدين بإستكمال حرب التدمير والمجازر الوحشية بحق المدنيين في منطقة جنوب رفح وبشن عملية عسكرية هناك،، لتدمير كل مقومات الحياة بما تبقى من قطاع غزة،،فبات المجرم نتانياهيو مثل الثور المذبوح الذي يرفس في كل ألإتجاهات حتى بإتجاه الغرب وحلفائه العرب.
إذا ،، ما هو واضح من إصطفاف كل قادة القتل داخل ألإحتلال وراء نازية رئيس وزرائهم،، أن المخطط الصهيوني لن يتوقف قبل تدمير جنوب القطاع وتهجير كل أبناءه ،ما يتيح للمحتل تنفيذ أحد السيناريوهات التي كانت أعلن عنها سابقا ،، من تطبيق ” الترانسفير”،، وتهجير أهالي القطاع نحو الأراضي المصرية، أو إقامة إدارة مدنية تحت حكم الجيش الصهيوني، وإما أللجؤ لفرض حصار خانق بعد تدمير جنوبه يدفع المدنيين هناك للنزوح أفرادا أو جماعات نحو الأراضي دول العالم عبر فتح معبر بحري،، غربي القطاع لنقل كل من يريد مغادرة القطاع إلى أي مكان في العالم،، بحيث يتوهم العدو أنه تحت ضغط الحصار سيضطر الأكثرية من ألاهالي ترك بلداتهم هربا من جحيم العدوان والتنكيل الصهيوني،،بحيث بدءت شلة المجرمين في تل أبيب بتنفيذ محرقة جنوب القطاع،، وهو ما تأكد بعشرات المجازر التي إرتكبها نازيو الكيان الصهيوني في كل أنحاء مناطق رفح والمخييمات في الساعات الماضية.
وعلى وقع هذا الجنون لقادة ألإحتلال تعقد اللجنة الرباعية المكونة من ألأميركي،، بعد وصول مدير مخابراتها إلى العاصمة المصرية ممثلون عن قادة العدو وكل من قطر ومصر ، ووجود وفد حماس في القاهرة،، رفع مجلس الحرب للعدو ألإسرائيلي من سقف رفضه لمقترحات الفصائل الفلسطينية،، وقول نتانياهيو أنه يرفض معظم ما تضمنته الورقة التي رفعتها الفصائل،، مع أن كل بنودها لا تتجاوز الموافقة على هدن متتالية لثلاث مرات، كل هدنة لشهر ونصف وشروط أخرى لصون حياة أهالي القطاع من التنكيل والإجرام الإسرائيلي وإنسحاب قوات ألإحتلال منه وإدخال المساعدات الكافية وإطلاق سراح المعتقلين الفلسطينين مقابل الأسرى الصهاينة،، اي الكل مقابل الكل، وطلب ضمانات من الامم المتحدة ودول كبرى والدول المشرفة على المفاوضات حتى لايعود قادة الكيان النازي بعمليات أمنية بعد إنتهاء هذه الهدن ،، بينما ورقة باريس،، وهي ورقة أميركية _ إسرائيلية،، لا تتضمن أي دعوة جدية لضمان حياة وأمن أهالي القطاع وتوقف العدوان،، بل تحقيق ما يريده نتانياهيو.
وكل ذلك ،،يكشف مدى الهوة في مسار المفاوضات وما هو مطروح لإيقاف الحرب،، خصوصا أن مجلس الحرب الصهيوني،، يتوهم أنه يمكن له أن يحقق بالتفاوض ماعجز عن تحقيقه بالحرب والمجازر والتدمير،، أما رئيس مجلس الحرب المجرم نتانياهيو،، فحساباته الشخصية وقلقه على مصيره السياسي بعد توقف العدوان هي التي تهيمن على كل قراراته ،، وهو لذلك لا يهتم بكل مايحصل في كيانه من إنهيارات ومن خسائر لجيشه ومن دعوات معارضية لإقالة حكومته،، كما،، لا يهتم ولا يبالي بحشىر حلفاءه العرب في الزاوية ،، ولا بالغضب في معظم أنحاء العالم، خاصة على الصعيد الشعبي،، ولا حتى بدعوات حلفائه في الغرب،، بدءا من ألإدارة الأميركية لعدم التعرض للمناطق السكنية ،، ولا لما صدر عن هذه الإدارة من إعتراض ولو في العلن على مخططه الوحشي لدخول رفح ومحيطها،،وهو ما يتبين بوقاحة بعد إتصال نتانياهيو بالرئيس الاميركي جو بايدن عصر يوم الأحد،، دون إتضاح أي جدية للبيت الأبيض بالضغط على نتانياهيو لوقف مجازره، رغم ما ذكر عن خلافات في وجهات النظر بين الإثنين،، لكن تعمد قادة العدو لتنفيذ عشرات المجازر في رفح بعد ساعات قليلة من هذا الإتصال يؤكد أن نتانياهيو مطمئن لموقف الإدارة الأميركية،، حتى ولو كان هناك خلافات بين الطرفين،، لأن اي جدية أميركية،، عنوانها إتخاذ ولو إجراء جدي وحيد بحق ألإحتلال وقادته النازيين.
وفي ظل هذه الهستيريا الصهيونية، من الصعب خروج إجتماعات القاهرة بألية إتفاق لوقف النار ،، رغم أن قادة المحتل يتوهمون أنهم بإرتكاب المجازر في رفح ومحيطها قد يدفعون قادة المقاومة في القطاع لتخفيض سقف شروطهم بما يناسب نتانياهيو،، لكن مثل هذه الاوهام لن تجد طريقا لقبولها من الفصائل الفلسطينية، ولذلك،، فالواضح أن نتانياهيو سيطلق بعد إجتماعات القاهرة،، ألعنان لجيشة الوحشي بالهجوم على جنوب القطاع ،، عبر عمليات قصف مركزة وشاملة،، جوا وبحرا وبرا،، مع تسريع عمليات التوغل في رفح ومحيطها وحتى القفز فوق ما كان أعلنه نتانياهيو من أن عملية رفح تقوم على معطيين،، ألاول إخراج النازحين من جنوب القطاع وبعدها تبدأ العمليات العسكرية ،، وتأكيدا لما يبيته مجلس الحرب الصهيوني،، أعلن قادة جيش ألإحتلال أنهم أمروا قواتهم بأن تبدأ عمليات التوغل من محور فيلادلفيا،، أي المنطقة المنزوعة بين القطاع والأراضي المصرية)( بعرض ٤٠٠ متر وطول ١٤ كلم) ،، وهو ما يعني أولا،، خرق ألإتفاق الموقع بين سلطات العدو والنظام المصري عام ٢٠٠٥،، عندما إنسحب العدو من القطاع،،، ويعني ثانيا،، أن القرار السياسي في حكومة نتانياهيو إسقاط ألأسلاك الشائكة بين القطاع ومصر،، بما يمكن العدو من محاولة دفع أهالي القطاع للنزوح نحو الأراضي المصرية،، تحت وابل عمليات القصف الوحشية والمجازر والتدمير،، وبالتالي،، فحؤول المحتلين من تنفيذ هذا السيناريو يتوقف عندها على ماسيقوم به النظام المصري في مواجهة هذا المخطط الجهنمي لقادة العدو الصهيوني.
وإذا ، ،ماحال الموقف المصري دون تهجير أهالي القطاع نحو سيناء المصرية،، رغم الكثير من الضبابية حيال موقف مصر،، يبقى عندها، أمام نتانياهيو خيار وحيد وهو الدفع مايزيد عن مليون ونصف نازح في رفح ومحيطها إلى مناطق الوسط والشمال في القطاع،، لتطبيق حصار خانق لاحقا،، يفضي لترحيل الاهالي أو جزء كبير منهم نحو دول العالم والباقي يفرض عليه ألإحتلال الإدارة العسكرية،، لكن مصدر فلسطيني مطلع،، يتحدث عن شبه إستحالة لدفع النازحين في رفح التوجه نحو وسط وشمال القطاع،، أولا،، لأن المدنيين هناك يرجح أن لا يخضعوا لإرادة المحتل،، وثانيا،، أن القادة العسكريين في دولة ألإحتلال أكدوا أن إنتهاء معركة خان يونس لا تزال تحتاج لوقت بعيد،، وبالتالي إستمرار التدمير والقصف الصهيوني هناك، وثالثا،، فإذا كان مايصل من مساعدات مقومات للحياة للنازحين في جنوب القطاع عبر معبر رفح قليل جدا،، فمن أين ستصل المساعدات للنازحين في وسط أو شمال القطاع،، عدا عن فقدان أي مكان يأوي الأهالي هناك،، وهو يعني _ بحسب المصدر _ أن أمام سكان رفح ومحيطها،، عندها سوى الموت أو التوجه نحو البحر وهو الموت أيضا،، رغم أن المقاومة في القطاع مستمرة وستستمر في كل مناطق القطاع،،تكبد جيش ألإحتلال خسائر ضخمة يوميا،، خصوصا أن المقاومين هناك، لا زالت بأيديهم أمكانات كبيرة لمواصلة وملاحقة الجيش الصهيوني لفترات طويلة.
وفي الخلاصة،، فهذا الجنون النازي للكيان النازي وإجتياحه لرفح تحت أي سيناريو ممكن ،، فذلك سيقود المنطقة كلها إلى مخاطر لا يمكن التكهن بنتائجها،، إن داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة من الضفة الغربية إلى أراضي ٤٨،، وإن على الصعيد ألإقليمي،، من حيث إشتعال كل جبهات المساندة لقطاع غزة،، وبالأخص على جبهة جنوب لبنان،، بحيث لا يستبعد في ظل محرقة العدو في رفح أن يتوسع العدوان على لبنان،، للتغطية على المجازر في رفح أو محاولة تسجيل إنتصار وهمي ،، وأيضا فكل جبهات المساندة لغزة سترفع من عملياتها العسكرية بوجه المحتل الصهيوني وداعمه الاميركي وحتى لا يستبعد إشتعال جبهات في غير ساحة عربية مثل الجبهة المصرية،، في حال بلغ الجنون الإسرائيلي ألإعتداء على السيادة المصرية.
![](https://i0.wp.com/www.sla-news.com/wp-content/uploads/2024/02/Screenshot_20240212_155734_Google.jpg?fit=1080%2C644&ssl=1?v=1707753522)