الصحافي والكاتب السياسي حسن سلامة
………….
بايدن بدأ يطلق النار على رأسه وحكومة العدو أمام خيارات صعبة ومرة؟.
…………….
سؤال كبير وغير مسبوق يطرح لأول مرة منذ بدء العدوان ألصهيوني _ الاميركي _ الغربي _ والإنهزامي للنظام الرسمي العربي،، هل يتدحرج الشرق الأوسط وبسرعة عالية نحو إلإنفجار الشامل والمفتوح ومن دون حدود وضوابط،، آم _ كما يقول المثل المعروف _ إشتدي أزمة تنفرجي “،، بمعنى خضوع إدارة بايدن وحكومة المتطرفين في الكيان الصهيوني لشروط المقاومة في قطاع غزة،،، وبالتالي وقف شامل لإطلاق النار،، تحت ضغط ما يصييب هذا التحالف الوحشي من خسائر على جبهة قطاع غزة بشكل خاص وعلى جبهات الضفة الغربية المحتلة وشمال فلسطين المحتلة ومع جبهات المساندة الأخرى من اليمن، إلى العراق،، وحتى إيران مع العمليتين الكبيرتين لحرس الثورة في إيران ضد مواقع تجسسية للعدو إلإسرائيلي في أربيل ومواقع الإرهابيين شمال سوريا؟.
إنها مرحلة تصعيد غير مسبوقة دخلها الشرق الأوسط في الايام الاخيرة،، وهي تنذر بإلإنفجار الكبير في الفترة القريبة،، طالما أن إدارة البيت الأبيض تغامر بعدوانها وطالما أن حكومة نتانياهيو لم تخرج من أوهامها بهزيمة حماس ومحو قطاع غزة.
لا شيء يشي حتى الآن يشير بأن ألأميركي والصهيوني يتجهان نحو وقف العدوان على قطاع غزة،، ولا،، توقف المهوسين في البيت الأبيض عن إستهداف جبهات المساندة لأهالي قطاع غزة ومقاومته،، بالتوازي مع معلومات لمصادر مختصة بالشأن الصهيوني،، أن حكومة نتانياهيو وأجهزته الأمنية لن يتوانوا عن محاولات إستهداف قيادات من محور المقاومة في أي ساحة إستطاعوا الوصول إليها.. كما أن العقل النازي الذي يضرب قادة العدو أو أكثريتهم على الاقل يرجح قيام تل أبيب بتصعيد التدمير الوحشي في وسط وجنوب قطاع غزة ، ، وتوسيع دائرة العدوان على قرى ومدن الضفة الغربية،، ولا حتى القيام بمغامرة عسكرية تجاه لبنان،، خصوصا أن نتانياهيو لم يعد لديه مايخسره طالما لم يتمكن منكد تحقيق أي إنجاز عسكري في القطاع،، وطالما إنه يستدرج إدارة البيت الأبيض لتكون شريكا كامل مواصفات العدوان،، ليس فقط ضد القطاع،، بل أيضا بوجه كل جبهات مساندة المقاومة الفلسطينية.
وإنطلاقا،،من توسيع ألأميركي لعدوانه بإتجاه اليمن والعراق ولا تفعل شيئا لمنع حكومة نتانياهيو من إستمرار حرب القتل والمجازر بحق المدنيين في وسط وجنوب القطاع،، بينما مجلس العدوان في تل أبيب يمعن في إجرامه وتدميره في القطاع ويرفع من تهديداته ضد لبنان وحزب الله بالتوازي مع توسيع إعتداءاته على قرى وبلدات مقابل شمال فلسطين المحتلة وحتى إلى أبعد مما يطلق عليه قواعد الحرب القائمة مابين المقاومة في جنوب لبنان وجيش ألإحتلال إلإسرائيلي،، وبالتالي،، فلا ضمانات بأن الحرب يمكن أن تبقى تحت سقوف لا تؤدي للحرب الشاملة والمفتوحة،، كما أن لا أحد يضمن أن لا يغامر المجرم نتانياهيو واركان حربه بشن عدوان واسع على لبنان،، وبالأخص عبر موجات التدمير بالطيران الحربي،، كما يزعم قادة العدو،،، رغم كل الرسائل الساخنة التي وجهها الأمين العام لحزب الله لكيان ألإحتلال من مغبة اي مقامرة عسكرية بإتجاه لبنان.
وعلى نفس خطى التصعيد الصهيوني،،، الواضح أن إدارة بايدن تمعن في دفع البحر الأحمر نحو حمام دم غير مسبوق،،، طالما تواصل وحتى توسع بعدوانها الجوي على أنصار الله في اليمن،، متكئة على مزاعم كاذبة تتصل بعدم تعرض الحوثيين للسفن التجارية في البحر الأحمر،، مع أن قادة اليمن والجيش وانصار الله يؤكدون يوميا أن عملياتهم داخل البحر الأحمر تستهدف السفن المتجهة لمرافىء العدو،، ولا مشكلة مع أي سفن تتجه لأماكن ودول غير الكيان الصهيوني وإن كل السفن التي إستهدفت كانت تتجه لموانىء العدو.
لذلك،، تبين بما لا يقبل الشك،، أن ما قامت به إدارة البيت الأبيض من قرصنة وإعتداءات ضد اليمن يؤكد أن ما تريده واشنطن من وراء تصعيدها وحليفتها حكومة سوناك في بريطانيا،، يهدف إلى آمر وحيد وهو حماية العدو الصهيوني مجازر جيشه في قطاع غزة،، مع إبقاء هيمنتها على الطرق البحرية وكل ما يتصل بالسيطرة على بحار العالم،، بدءا من البحر الأحمر والبحر المتوسط.
ومع هذا إلإمعان الاميركي بالتدحرج نحو ما يسعى له رئيس وزراء العدو نتانياهيو،، تبقى إمكانيات تفلت حدود الحرب إلى مواجهة شاملة،، خصوصا إذا ما وسع البيت الأبيض عدوانه على اليمن،، وإذا لم يعمل جديا لوقف إطلاق نار شامل في قطاع غزة،،، حتى ولو كان بايدن وكبار مسؤوليه يدعون أنهم لا يريدون وصول الصراع لحرب شاملة،، فهم يقولون الشيء ونقيضه،، كما أن تحركهم في الميدان وفي كل الجبهات المساندة للقطاع،، لا زال يعمل الإطالة آمد الحرب والعدوان الإسرائيلي في القطاع لمرحلة غير واضحة،، فالبيت الأبيض،، يمدد بإستمرار الوقت أمام حكومة النازيين في تل أبيب لمواصلة محرقتها ضد أهالي القطاع،، وكل هذا الخداع الاميركي وما يرتبط به من تصعيد لعدوانيته في الشرق الأوسط،، فيما نتانياهيو وإركان حربه يواصلون تدمير القطاع،،، ومعه التهديد والوعيد للبنان،،، فالصراع يمكن أن يتفلت دون ضوابط،، خصوصا أن رئيس وزراء الكيان لاشيء يخسره ولذلك يمكن أن يصاب بالجنون ويطلب إطلاق العدوان المفتوح على جبهة لبنان.
ومن خلال كل هذه المعطيات التي تنذر بالحرب الشاملة،،، فهل هناك من مؤشرات قد تمنع أو تحول دون الحرب الشاملة؟.
وفق الأجواء الملبدة والتوسع المستمر للعدوان الاميركي _ الصهيوني،، تبقى هناك بعض الآمال بتفادي ألإشتعال الكامل،، ولو أن نسبتها اقل من نسب الإنفجار الكبير ولعل أبرزها الاتي :
١_ العجز الصهيوني عن تسجيل اي إنجاز بمواجهة المقاومة في قطاع غزة وأيضا ما كشفته جبهة جنوب لبنان من قلق صهيوني في حال تفحر هذه الجبهة بشكل مفتوح.
2_ الأزمات التي تواجهها دولة إلإحتلال ورئيس حكومتها من إنهيارات متتالية،،، خصوصا أن نتانياهيو تواجهه جبهات متعددة داخل كيانه،، وفي ألاساس في ذلك الخلافات السياسية التي تعصف بمجلسه الحربي وفي وحكومته ومع قادة جيشه.
٣_ رغم أن إدارة البيت الأبيض لا تريد أن يصاب حليفها كيان ألإحتلال بهزيمة كبرى،، وتلجأ في سبيل ذلك للعدوان على اليمن والعراق وترفض حتى الآن وقف إطلاق النار في قطاع غزة،،، لكنها في الوقت ذاته قلقه جدا من تداعيات الإنفجار الشامل،، ليس فقط على حليفتها تل أبيب،، بل، مع إنخفاض شعبية بايدن إلى مستويات لم تشهد مثيلا الإنتخابات الأميركية،، وبالتالي في حال أمعن بايدن بتغطيىة العدوان والمشاركة فيه،،، عندها سيكون بايدن كمن يطلق النار على رأسه،، في وقت تكشف كل إستطلاعات الرأي الاميركي ان الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب يتقدم بما يزيد عن عشرة نقاط عن الرئيس الحالي،، إلى جانب الرفض الواسع داخل إدارته لمشاركته البيت الأبيض في المجازر والتدمير وإطالة وتوسيع العدوان.
٤ _ الثبات والصمود لأطراف محور المقاومة، بالتوازي مع السعي حتى لا يبلغ الصراع مراحل يصعب العودة عنها،، إلا إذا الاميركي والصهيوني غامرا بفتح الصراع نحو الجنون الكامل.
وفي الخلاصة،،، الواضح حتى الآن أن الفرص امام بايدن لإطالة الحرب تتقلص بإستمرار،،، كما أن نتانياهيو ومجلسه الحرب الذي تضربه الإنشقاقات والحسابات الخاصة،، وما يصيب كيانهم وجيشهم من إنهيارات وهزائم،، سيضطرون قريبا،، ولو طالت الفرصة بعض الوقت،، إما إلى الرضوخ لمطالب المقاومة وإما الهروب إلى الإمام بما يجعل كيانهم يدخل النفق الاخير.