قال وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال القاضي محمد وسام المرتضى في دردشة مع مندوبي “الوكالة الوطنية للإعلام” في طرابلس عن التحديات الراهنة وعن سبب انتقاله لممارسة مهامه كوزير للثقافة في طرابلس:” جواباً على سؤالكم أجدّد ما صدر عنّي قبل ايام في الندوة التي اقمناها احتفالاً بأمير الشعر بالمحكية المبدع جرمانوس جرمانوس ومفاده انّه وعلى الرغم من كلّ المآسي التي تواجهنا في لبنان سنبقى مصرّين على مقارعةِ أدوات الموتِ بإرادةِ الحياة، وعلى مواجهةِ القذيفةِ بالقذيفة وبالقصيدةِ، وإطفاءِ الحرائق الفوسفورية بالقصفِ المضادّ وبلوحاتٍ ألوانُها من زيتِ الجنوب.”
أضاف :” نحن متيقّنون بأن صيغتَنا اللبنانية القائمةَ على التنوع المبدع ضمن إطار العيش الواحد، وعلى احترام القيم الإنسانية الكبرى، هي النقيضُ المباشر للكيان العنصري المقيتِ المزروعِ نبتةً غريبةً بالقرب من أرضنا. والذي لن يألو جهدًا في سبيل تدمير وطننا، لا على المستوى العسكري أو الأمني فحسب، بل الاجتماعي والاقتصادي والثقافي أيضًا.”
تابع:” ومثلما أعددنا لعدونا الوسائلَ الحربيةَ لدحر أي اعتداء قد يفكر به، ينبغي لنا أن نُعِدَّ له الوسائلَ الثقافية أيضًا، وأولها تأكيد الوعي حول المخاطر الوجودية التي تكتنفُنا بسبب وجود كيانه، والعملُ على تأكيد تشبّثِنا بالعيشِ الوطني الواحد الذي يحترم الحريةَ والتنوّع والحوار، ويؤدّي إلى حِفظِ السيادة وبناءِ الغدِ الأفضل. ”
ختم:” ولأجل هذه المعاني كان قرارنا الانتقال إلى طرابلس، في دوامٍ أسبوعي، لإيمالننا بأن حقيقةَ الفيحاءِ تجسد كل هذه القيم، ولكي نواكبَ عن كثب التحضيرات الجارية لإطلاق احتفالية طرابلس عاصمة للثقافة العربية لعام 2024 ونحن وجميع القوى السياسية والفعاليات الثقافية والاجتماعية في طرابلس ومحيطها الذي تتفاعل معه ويتفاعل معها مؤمنون بأنه بتعاوننا وتضافر جهودنا سوف نجعل من هذه الفعالية فرصة لإخراج طرابلس من كبوتها المزمنة ولجلاء الانطباع الذي لا أساس له الذي روّجته دعاية الشرّ والسنته واقلامه عن هذه المدينة البهيّة النموذجية في انفتاحها هي وأهلها الشرفاء الطيّبون.”