الصحافي والكاتب السياسي حسن سلامة
……….
قلق من مقامرة صهيونية للعدوان الواسع على لبنان لتوجيه الانظار عن الإبادة بغزة؟
……..
من المؤكد وفق كل وسائل الإعلام الصهيونية والعديد من المسؤولين السابقين،، مدنيين وعسكريين أن كيان العدو يعيش حالة بائسه جراء ما يتعرض له من خسائر على كل المستويات،، وبالاخص منبين قواته من ضباط وجنود،، نتيجة الضربات المتلاحقة التي توجهها له المقاومة في غزة وما يتعرض له الجيش الصهيوني على الجبهة الشمالية مع لبنان،، ونكتفي هنا بإلإشارة إلى ما أقر به جيش ألإحتلال نفسه قبل ساعات من سقوط العشرات بين ضابط وجندي بين قتيل وجريح في عمليات المقاومة في القطاع خلال أقل من ٢٤ ساعة،، كما أن صحيفة ” يديعوت أحرونوت” الصهيونية عنونت صفحتها الأولى قبل يومين قائلة : إلى أين نحن ذاهبون. لقد وقعنا في حفرة عميقة وليس هناك من مستقبل والحرب مستمرة ولا أحد يستطيع إخراجنا منها “،، بهذا التوصيف تصف الصحفية واقع الدولة الصهيونية بعد الذي أصابها من هزائم وخسائر”.. لكن نتانياهيو وعصابته يتشدقون يوميا بوهم تحقيق إنجازات وبأنهم مستمرون في عدوانهم..حتى ألقضاء على حماس وإطلاق سراح الأسرى من الجنود والضباط الإسرائيلين، مع أن ٩٧ يوما من التوغل والتدمير المجازر لم يحقق نتانياهيو وحكومته اي من أهداف حربه.
إذا،، فبعد فشل وزير الخارجية الأميركية أنطوني بلينكن خلال جولته الأخيرة بإقناع ، نتانياهيو بالنزول عن شجرة الجنون وهستيريا المصالح الشخصية،، باتت إدارة بايدن أمام حلقة مفرغة،، بعد تغطيتها الرفض الصهيوني بوقف شامل لإطلاق النار، في وقت يتنظر أن تبدأ معركة الإنتخابات الرئاسية الأميركية نهاية الشهر المقبل وبالتالي،، ستكون في حال أضعف مما هي عليه اليوم، مع ما يستتبع ذلك من الخضوع لما يريدية نتانياهيو عبر اللوبي الصهيوني،، خصوصا أن هذا اللوبي يتحول إلى القوة ألاكثر تأثيرا في مجرى ألإنتخابات الأميركية مع إن إنطلاقتها المتوقعة ،، مع مايعني ذلك،، أنه أذا لم تتمكن إدارة بايدن من وقف الحرب قريبا ،، فهي ستتحول إلى مجرد ” ديلفري” عند نتانياهيو وصقور العدوان،، خصوصا أن لقاءات بلينكن في تل أبيب أعادت التغطية الأميركية لإستمرار العدوان عبر صدور متزامن عن للبيت الأبيض يرى أن الوقت غير مناسب لوقف شامل لإطلاق النار،، بينما أعطى الوزير الاميركي الضؤ الأخضر لحكومة الحرب الصهيونية للبدء بما يسمى المرحلة الثالثة من العدوان،، مضمونها عناوين خادعة وتحديدا دعوة أهالي شمال غزة للعودة لمناطق الشمال المهدمة بالكامل من قبل ألعدوان الإسرائيلي ليتبع ذلك عمليات قصف مركز على ما تبقى من وسط القطاع وجنوبه،، وبما يدفع النازحين والسكان هناك للنزوح للشمال المهدم، ، حيث يزعم قادة ألإحتلال أن قادة حماس والأسرى الصهاينة متواجدين في مناطق الجنوب.،، فيما تصريحات بلينكن بعد جولته لعدد من دول الشرق الأوسط تثير السخرية لكونها تفتش عن حلول لهزيمة نتانياهيو،، من خلال الضغط على بعض حلفاء واشنطن في المنطقة للمشاركة بقوة مزعومة،، مهمتها ألإنتشار في غزة،،، وبالتالي تغيير الواقع السياسي للقطاع،، مع إن المقاومة في غزة التي هزمت المحتل هي من ستفرض شروطها.
وبينما يغرق ألإحتلال إلإسرائيلي وجيشه أكثر،، فأكثر في وحول القطاع ،، ما إضطره لإخراج معظم قواته من شمال القطاع تحت وطآة الخسائر اليوميه من ضباطه وجنوده تبدي مصادر دبلوماسيه عليمه قلقها من لجؤ ألمحتل الصهيوني لمحاولة القيام بعمليات قصف واسعة في جنوب القطاع لإنهاء ما تبقى من مقومات الحياة هناك بعد الشمال ومعظم مناطق الوسط، حتى يتحول كامل القطاع لمنطقة يستحيل فيها الحياة لأكثر من مليوني فلسطيني مع عمليات أمنية أيضا في المناطق الأخرى بزعم أنها أماكن التمركز حماس أو المقاومين… وأن تتزامن جريمة التدمير والهمجية الجديدة مع قيام حكومة الحرب والعدوان في تل أبيب لتوسيع عمليات القصف والعدوان بأتجاه جبهة جنوب لبنان،، لإعتقادة النازي نتانياهيو ووزير دفاعة ووزائه المتطرفين أن توسيع العدوان على جبهة جنوب لبنان سيمكن ألعدو من إصطياد أكثر من عصفور بحجر واحد،، منها،، التغطية على المجازر الجديدة بحق جنوب قطاع غزة،،، و التوهم بإمكان إبعاد المقاومة في لبنان إلى شمال الليطاني،، والهدف غير المعلن محاولة وضع جعل عملية تهجير أهالي القطاع إلى الأراضي المصرية أمرا لا بديل عنه تحت وطآة المعاناة ألإنسانية لأهالي القطاع.
ولذلك يعتقد المصدر الدبلوماسي أن حكومة نتانياهيو ستنتقل في الفترة القريبة لمحاولة إعطاء الجبهة الشمالية للإحتلال،، أي جبهة جنوب لبنان _ ألاولوية لما مثلته ولا تزال من مشكلة مستعصية لدى حكومة العدو،، نظرا لإنعدام الأمن على طول خط المواجهة مع جبهة جنوب لبنان وبقاء ما يزيد عن ٢٥٠ الف مستوطن صهيوني خارج مستعمراتهم،، في وقت بات من المستحيل تحقيق ألامن على هذه الجبهة دون وقف إطلاق شامل في قطاع غزة،، بعكس ما يتوهم نتانياهيو وقادة حربه ومعهم ألأميركي.
وهذا السيناريو الذي يضرب رؤوس النازيين في مجلس الحرب الصهيوني ومعهم وزراء الليكود والمتطرفين ترجم مؤخرا في الميدان من خلال رفع نتانياهيو وعصابته الوضع مع لبنان نحو حافة الهاوية في ،،، فلجأ إلى تجاوز كك الخطوط الحمراء في أكثر من مرة وأكثر من إعتداء،، في لبنان وسوريا،، عبر مجموعة إغتيالات طالت نائب رئيس المكتب السياسي لحماس في الضاحية الجنوبية والقيادي في وحدة الرضوان وسام حسن الطويل في بلدته خربة سلم، كما إعتالت في سوريا المستشار في الحرس الثوري الإيراني رضي الموسوي والقيادي الميداني في حماس حسن عكاشه،، إلى جانب توسيع دائرة القصف للقرى والمنازل وإنتهاء بالقرصنة التي تعرض لها مطار بيروت.
وفي الخلاصة،، يبدي المصدر حذره من محاولة لجؤ نتانياهيو ومجلس حربه للمقامرة،، عبر توسيع العدوان بإتجاه لبنان ليطال في الحد الأدنى جنوبي الليطاني،، بوهم إبعاد مقاتلي حزب الله إلى شمال النهر،، وفي الوقت نفسه للتغطية على مايعد من حملة قصف مركزة لتدمير جنوب القطاع،، وبالتالي محاولة رئيس وزراء العدو لتسجيل اي إنجاز ولو شكلي،، رغم كل مخاطر هذه المقامرة على كل الشرق الأوسط،، وعلى الكيان الصهيوني نفسه،، لما سيطاله من ضربات في حال إشتعال الحرب المفتوحة وبلا ضوابط… ولو أن المصدر يدعو لترقب نتائج زيارة الموفد ألأميركي إلى لبنان آموس هوكشتاين التي بدآها اليوم،،، مع إن وسائل الأعلام الصهيونية تحدثت عن فشل زيارة الموفد الاميركي ووزير خارجيته بلينكن إلى تل أبيب وتحدثت عن حصول صراخ كلام حاد في إجتماع بلينكن مع مجلس الحرب الصهيوني.