الصحافي والكاتب السياسي حسن سلامه
………..
جنون نتانياهيو وتفلت إجرامه يقابله عجز واشنطن عن ردعه يسرع تدحرج الحرب؟
……………
من هل تحمل الايام القريبة مؤشرات لتصعيد أوسع وأشمل في كل الجبهات مابين أطراف محور المقاومة وكل من ألإحتلال إلإسرائيلي وحليفه ألإدارة الأميركية؟
وفق أكثر من معطى وحدث،،حصل في الايام الماضية فقد وسع تحالف العدوان،، وبخاصة الحكومة المتطرفة في كيان العدو لعمليات الإغتيال التي طالت كل من نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الضاحية الجنوبية لبيروت ومستشار حرس الثورة الأيراني في العاصمة السورية دمشق وأيضا حصول ألإنفجار المجرم في مدينة كرمان الإيرانية وقبله ألإعتداء الاميركي على ثلاث زوارق تابعة لأنصار الله في اليمن ما أدى لإغراقها وإستشهاد عشرة عناصر من مقاتلي انصار الله،، وكذلك لجؤ ألطيران الحربي الاميركي لقصف أحد مواقع الحشد الشعبي في العراق في قلب العاصمة بغداد ما أدى لإستشهاد أحد قيادي الحشد الشعبي وعدد من المنتسبين له،،، كل ذالك يشير إلى أن أطراف محور المقاومة لن تترك بمرور هذه الجرائم دون ردود قاسية،،، حتى يتعظ ألعدو الصهيوني ومعه داعمه الاميركي بأن أي جريمة أو إعتداء يقومان به،، ستكون أثمانه باهظه. وما يرفع من تسارع التدحرج السريع للحرب عجز واشنطن أو عدم رغبتها باللجؤ إلى خطوات ضغط جدية على نتانياهيو تلزمه ببعض ما تطلبه منه واشنطن،، وبخاصة عدم التصعيد مع لبنان وشن عدوان عليه،، ولذلك،، فقد إستقبلت تل أبيب وزير الخارجية الاميركي بجريمتين الأولى،، تمثلت بإغتيال القيادي في قوة الرضوان التابعة للمقاومة في لبنان والثاني تعمد تل أبيب لأحراق أكثر من ١٦ سفينة تابعة للحرس الثوري الإيراني.
صحيح أن المقاومة في لبنان كانت ردت بما إعتبرته رد أولي على جريمة إغتيال العاروري في الضاحية الجنوبية،، عبر إستهداف قاعدة ميرون الجوية ب٦٢ صاروخ من أنواع مختلفة ما أدى لحصول أضرار كبيرة في القاعدة،، بينما لم يأذن جيش ألإحتلال ألإسرائيلي لتصوير ما تعرضت له القاعدة،،، الا بعد يومين من عملية القصف،، كما طلبت قيادة جيش ألإحتلال إجراء تحقيق بالأسباب التي مكنت المقاومة من أصابة القاعدة إصابات مباشرة،، نتيجة عدم فعالية صواريخ القبة الحديدية وعجزها عن إعتراض الصواريخ.
ورغم أهمية قاعدة ميرون عند المحتل الإسرائيلي لما كانت تشكله من مركز للتجسس وتسهيل إعتداءات الطيران الحربي الصهيوني،، فإن قادة حزب الله بدءا من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله،، أكدوا أن إستهداف هذه القاعدة هو رد أولي على جريمة إغتيال العاروري،،، وبالتالي فإلإحتلال يترقب توابع الرد الاولي للمقاومة في لبنان وما هي طبيعة الهدف الذي يتوقع أن يتم إستهدافه،،، ما يعني مزيدا من الرسائل النارية لحكومة العدو وقادة جيشه بأن أي عدوان مهما كانت طبيعته على لبنان،، سيكون هناك ردود عليه أكبر بكثير مما يتصوره هذا العدو ،، وقد رفع إغتيال القيادي وحدة الرضوان في المقاومة وسام حسن الطويل وهو داخل سيارته في بلدته خربة سلم قبل ساعات من أرجحية توسيع المقاومة في لبنان لوتيرة ردودها على هكذا أعمال جبانة يلجآ إليها العدو الصهيوني.
وفي موازاة ما ينتظر أن تقوم به المقاومة في لبنان،، فإن جهات عليمة محسوبة على أحد أطراف محور المقاومة تؤكد حسب معلوماتها أن هناك ردود أتية على المحتل ألإسرائيلي وعلى ألإعتداءات الأميركية التي طالت انصار الله في اليمن والمقاومة في العراق.. وتشير إلى أن الأطراف الثلاث ضمن محور المقاومة سترد في وقت قريب على كل هذه ألإعتداءات وبالتالي لن تمر هذه الإعتداءات دون عقاب يطال العدو الصهيوني وحليفه ألأميركي.. ويوضح أن لاأحدا يستطيع التكهن بطبيعة الرد من الأطراف الثلاث،،، فكل طرف من هذه الأطراف هو الذي يقرر اين سيرد،،والغاية الأساسية من هذه الردود المنتظرة إفهام الاميركي بشكل خاص أن زمن العربدة في الشرق العربي إنتهى وأن اي عدوان تقوم به حكومة النازيين في دولة ألإحتلال لن يبقى دون ردا موجعا.
ورغم ان السؤال الأول يتصل بطبيعة الردود لأطراف محور المقاومة،، لكن السؤال الاخر ألاكثر إلحاحا إلى أين يدفع نتانياهيو ووزاء حزبه الصراع والحرب في كل الشرق الأوسط؟
من الواضح أن رئيس حكومة العدو ووزرائه المتطرفين، لا يهتمون كثيرا لرغبة إدارة بايدن بالحد من المجازر في قطاع غزة، ولا حتى من الطلب ألأميركي بعدم لجؤ قادة تل أبيب لتفلت الحرب نحو صراع مفتوح في كل الشرق الأوسط.
ففي قطاع غزة ،، لم يلتزم نتانياهيو بما طلبته إدارة بايدن عبر وزير الخارجية أنطوني بلينكن وغير بالإنتقال للمرحلة الثالثة،، أي سحب قوات الاحتلال لغلاف غزة،، وحصر العدوان بعمليات منتقاة تستهدف المقاومة وقادتهم في القطاع.. نتانياهيو ومعه وزير دفاعه وكابينيت الحرب يريد توسيع العمليات العسكرية في وسط وجنوب القطاع لإستكمال تدمير كل مقومات العمران والحياة هناك، ىكما فعلوا في جنوب القطاع بزعم السيطرة على معبر فيلادلفيا مع مصر لزعمهم أنه لا زال يشكل مكانا التهريب السلاح للقطاع،، كما يسعى كابينيت الحرب الصهيوني ليكون الأنساب من شمال القطاع فرصة لتوسيع دائرة ألإغتيالات لكل من يستطيعون الوصول إليه من قادة حماس وباقي الفصائل الفلسطينية، وهذا يعني أن حكومة النازيين في تل أبيب لا تزال تسعي لتفجير الحرب الشاملة.
كذلك،، يدفع نتانياهيو ومعه خاصة الوزراء المتطرفين،، لدفع الوضع على الجبهة الشمالية،، أي مع لبنان،، للإنفجار الشامل،، ومحاولة توريط ألأميركي بالحرب، رغم أن إدارة بايدن حذرت نتانياهيو أخرين من مغبة تفجير الحرب مع لبنان وقد كان هذا الموضوع أحد أهداف زيارة بلينكن لتل أبيب،، لكن رئيس حكومة العدو إستبق وصول الوزير ألأميركي بزيارة لمستعمرة المطلة بالقرب من حدود لبنان ومن هناك رفع نتانياهيو سقف تهديداته للبنان وحزب الله،، مذكرا بما أرتكبه جيش المجرم من محرقة نازية ضد قطاع غازية،، وترافقت زيارة رئيس حكومة العدو مع قيام طائرة مسيرة صهيونية بإغتيال القيادة في وحدة الرضوان وسام الطويل في بلدته مجدل سلم،، كما أن وزير الحرب الصهيوني غالانت،، هو أيضا هدد وتوعد لبنان قبل وصول بلينكن.
ومن خلال كل ذلك تلاحظ الجهات ،،المعنية في أحد أطراف محور المقاومة أن نتانياهيو يكذب على الاميركي ويقول له شيئ ويفعل نقيض مايقوله في قطاع غزة وعلى جبهة لبنان وذلك بهدف إشعال الحرب ودفع الاميركي للمشاركة بها،، رغم أن الأخيرة أوصلت رسائل عدة لحكومة نتانياهيو أنها لا تريد توسيع الحرب ولذلك لجآت الاسبوع الماضي لسحب حاملة الطائرات جيرالد فورد من البحر الأحمر، كما أن تمارس ضغوطا على نتانياهيو حتى لا ينفذ ما يطلبه منه وزرائه المتطرفين،، من أيتمار بن غفير إلى سلمئيل غوترتش.
إلا، أن هذه الجهات توضح أنه إذا ما حاول المحتل الصهيوني توسيع عمليات إستهداف قادةمن أطراف محور المقاومة في غير ساحة من ساحات المواجهة،، من القطاع، إلى الضفة الغربية ولبنان وسوريا وصولا إلى إيران،، فهذا يعني تجاوز كل الخطوط الحمراء،، وعندها لن يكون هناك من خطوط حمراء لدى أطراف محور المقاومة يمنع إستهداف اي موقع صهيوني مهما كانت أهميته الاستراتيجية بالنسبة للعدو،،، وأما أذا تجرأ بفتح الحرب على لبنان،، ستكون الحرب كما أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله خارجة عن أي ضوابط.
من كل ذالك،، يتبين أن ما يرفع من إحتمالية توسيع الحرب وتمددها،، إستمرار الغطاء الاميركي لحكومة نتانياهيو لتمارس كل أنواع الأرهاب والقتل في قطاع غزة الضفة الغربية وجبهة جنوب لبنان فكل ما قامت به حكومة نتانياهيو من إغتيالات أما حصل بغطاء أو مباركة أميركية ،، رغم وجود بعض التباينات بين ألإدارة الأميركية ورئيس حكومة الإحتلال نتيامين نتانياهيو، لكن هذه الخلافات أو التباينات التفصيلية لا تغير في موقف إدارة بايدن الذي يعمل لتهجير أهالي القطاع وفي الحد الأدنى فرض إدارة على القطاع تتحرك كما يريد العدو الإسرائيلي مع نشر قوات من دول مطبعة مع تل أبيب ، وهذه الخطة بحثها وزير الخارجية الاميركي خلال زيارته لعدد من الدول العربية، إلى جانب تركيا واليونان،،،وبالتالي لم يطرح الوزير الاميركي في جولته اي توجه لوقف العدوان على قطاع غزة،، وإنما دعوة الأحتلال الإنتقال نحو المرحلة الثالثة،، في مقابل حث تل أبيب على منع توسع الحرب .
إذا، فهذه المعطيات والمؤشرات التي تتحكم بطبيعة عدوانية حكومة نتانياهيو إستعداد الاخير لفعل أي شيئ ليبقى على رأس حكومة الإحتلال حتى لا تطير حكومته مع وقف العدوان وبالتالي دخوله للسجن ،،ما يعني أن العدوان مستمر ولو بطرق وأليات مختلفة،، لكن إستمرار العدوان وتماديه في ألأجرام، مع تمنع إدارة بايدن عن باللجؤ لأي خطوة عملية تلزم نتانياهيو وحكومته بوقف العدوان، فهذا يبقي كل سيناريوهات التصعيد قائمة،، وإمكان تحوله الصراع إلى حرب شاملة ، خصوصا مع كل هذا الجنون والهستيريا التي ضربت عقول النازيين من نتانياهيو إلى وزرائه المتطرفين وحتى الجمهور الصهيوني الداعم لهم،، رغم حرص أطراف محور المقاومة المساندة لأهالي القطاع على عدم تفلت الصراع لحرب مفتوحة شاملة.