رأى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أن “الوضع العام في لبنان غامض جدا وغير مستقر، باعتبار ان كل الاحتمالات واردة، اذ ان أحداث “7 تشرين” ما زالت تتفاعل بشكل كبير وباتجاهات مجهولة النتائج، فتداعياتها وصلت الى منطقة البحر الاحمر، مع التوقف عند اغتيال صالح العاروري في الضاحية، بالاضافة الى الانفجار الذي شهدناه في ايران عند مرقد قاسم سليماني، ناهيك عن القصف الذي استهدف القياديين في فصيلة النجباء في العراق”.
كلام جعجع جاء خلال لقائه مخاتير من مناطق مختلفة، في حضور الأمين العام لحزب “القوات” اميل مكرزل، الأمين المساعد لشؤون المناطق جورج عيد، رئيس هيئة التفتيش في “القوات” ادغار مارون، مستشار “رئيس الحزب” للشؤون الداخلية جوزيف ابو جودة، مساعد الأمين العام لشؤون الانتخابات جاد دميان، رئيس مكتب الشؤون الإختيارية ميشال حرّان، منسقي المناطق ورؤساء روابط المخاتير.
وتطرق رئيس “القوات” الى الوضع في الجنوب، فقال: “إن “حزب الله” لا يريد التدخل في الحرب، على ما يبدو، بل جل ما يسعى اليه اثبات تواجده وتعزيز العمل على تحقيق القدر الأكبر من المكاسب الداخلية الى جانب تحقيق ايران مكتسبات اضافية على مستوى المنطقة”.
أضاف: “لكن اسرائيل غير راضية عن استمرار الحال في الجنوب كما هو عليه اليوم، فهي تضغط اما باتجاه انسحاب “حزب الله” كليا من المنطقة حتى جنوب الليطاني، ولو انني أرى ان هذا التراجع سيقارب الـ10 كلم، او ستحقق ذلك بالقوة. فهي تطالب بانسحاب “الحزب” من دون رجعة، وليس كما حصل في العام 2006، ليتسلم عندها الجيش اللبناني الحدود، بشكل جدي، بالتعاون مع القوات الدولية.”
استطرد: “انطلاقا من هنا، نشهد حركة مفاوضين وآخرها زيارة آموس هوكشتين في الاسبوع المقبل، بغية اقناع “الحزب” الابتعاد عن الحدود كي لا ندخل في حرب فعلية في الجنوب. الى الآن، ردة فعل “حزب الله” ما زالت غير معروفة، ولكن كل الادلة تشير الى عدم قبوله السير في هذه التفاهمات، والأشهر القليلة المقبلة ستظهر ما اذا كان سينسحب “الحزب” “بالتي هي احسن” او سيتطور الوضع”.
وطرح علامات استفهام حول عملية اغتيال العاروري، لافتًا الى ان “حزب الله كان يؤمّن عناصر حماية لنائب رئيس حركة حماس منذ تواجده في لبنان، مع الاشارة الى ان الاستهداف تم في منطقة تابعة للحزب بامتياز”. وقال: “ثمة سؤال في هذا السياق، هل هناك تواصل او اتفاق بين الحزب او ايران من جهة والولايات المتحدة الاميركية من جهة آخرى غير المفاوضات التي تُجرى في عمان؟ وفي حال كان هناك اتفاق فعلي، فلماذا لم ينسحب حول قضيتي البحر الاحمر والعراق؟ مجموعة علامات استفهام تشكّلت لا اجوبة عليها”.
أما بالنسبة الى الملف الرئاسي، فأسف جعجع “لغياب المؤشرات الجدية في هذا الاتجاه ولا سيما ان الفريق الآخر ما زال متمسكا بسليمان فرنجية، رغم كل ما يحدث”، معتبرا انه “طالما حرب غزة مستمرة لن يتراجع هذا الفريق عن دعم مرشحه وبالتالي “لن يبدل اي طرف اوراقه”.
وكان رئيس “القوات” قد رحّب بالحضور، مؤكدا أهمية دور المختار في بلدته “فهو المركز الأول في السلطة واللصيق بالمجتمع اللبناني وله تأثير على مواطنيه”.
وقال: “إننا نعيش ازمة تعمّقت في السنوات الأخيرة، لها اسباب مختلفة، حلُّ بعضها بيد كل لبناني، كما مصير البلد، في حال أحسن الاختيار عند كل استحقاق، في ظل نظامنا الديمقراطي الذي يسمح بأن يكون القرار الفعلي بيد المواطن اللبناني”.
واذ رأى ان “تحقيق التغيير المنشود في السياسة يتطلب قوى سياسية تتمتع بالقوة والقدرة وتعمل في الاتجاه الصحيح”، شدد جعجع على ان “بلدنا يحتاج الى معارك وتضحيات جمّة، اذ لا مستقبل دون وطن لذا يتوجب على اللبناني التفكير بمصلحة بلده لتأمين مستقبله”.
من هنا، أكد على دور المختار الاساسي في “ادخال هذا المفهوم في عقول الراي العام وضرورة توعيته على حسن الاختيار”.
تخلل اللقاء الذي قدّمته ميرا حلبي كلمة لحرّان سلّط الضوء فيها على مكتب الشؤون الإختيارية ومهامه بالاضافة الى اهمية الدور الوطني للمختار على كل المستويات، الى جانب عمله الاداري.