لطالما اثبتت ثقافة المقاومة و الأدب المقاوم أنهما سلاح الأدباء والشعراء و كذالك المنتفضين حيث اتخذوا من اقلامهم صوتا و سلاحا يخط حروفا تعبر عن شعب أنهكه الاضطهاد و القهر كذلك نصرة لقضايا مصيرية و عرفانا لرموز قدموا أرواحهم فداء للاوطان.
كما تعد الكلمة و الأدب و الثقافة المقاوِمة سلاح للرد و للمجابهة واستنهاض الهمم و تجذير الهوية.
و في هذا السياق و نصرة للقضية الفلسطينية أصدرت الأديبة “منا بعزاوي” قصة قصيرة تعد فريدة من نوعها تندرج ضمن أدب المقاومة بثلاث لغات تتمثل في اللغة العربية و الفارسية و كذلك الإيطالية إذ كانت فكرة كتابتها من خلال ديوانها الذي كان قصيدة واحدة دون عنوان حيث كانت تبحث عن عنوان يليق بفلسطين فوجدت ان “الأرض التي لن تموت ” هو أفضل عنوان يعطي القضية الفلسطينية و ورموزها حقهما فجمعت بين ثلاث لغات باختلاف ثقافة كل منها حتى تبلغ رسالة نبيلة مفادها بأن الأرض الفلسطينية هي للشعب الفلسطيني بكل اللغات و بأن الهدف من ذلك هو ترسيخ و توعية الشباب والأطفال و كذلك الاجيال القادمة بالقضية الفلسطينية و برموزها
يعد هذا دليلا على أهمية المتن بمختلف محاوره لما اعتمدته الكاتبة “منا بعزاوي” من عبارات دقيقة و رموز سيخلدها التاريخ حيث سيكون له تأثير على القارئ كون القضية الفلسطينية و المقاومة كل لا يتجزأ بالادب و الفكر و الدفاع عن ثوابت الأمة لأن الأدب ارهاص للتحرر.
تطرح القصة ثلاثة محاور أساسية أولها طرح أهمية الأرض الفلسطينية و الدفاع عن شعبها.
اما المحور الثاني يتخذ صبغة تربوية إذ يحث على التمسك بالهوية العربية و الإسلامية و الدفاع عنها.
و يقدم المحور الثالث بطاقة هوية لفلسطين و يمجد تاريخها.
كما أكدت الأديبة “منا بعزاوي” عبر إذاعة تونس الثقافية ان اختيارها لشخصيات الشهيد القائد الرمز قاسم سليماني قائد فيلق القدس و رفيق دربه ابو مهدي المهندس في متن “الأرض التي لن تموت” ليس اعتباطيا كونهما مدرسة يحتذى بها و يستلهم منهما كل مقومات المقاومة فجاء ذكرهما في القصة اعترافا بالتضحيات الجسام التي قدموها من أجل القضية الفلسطينية.
قصة “الأرض التي لن تموت” قصيرة لكن تمتلك مقومات النجاح من خلال رموزها و صياغتها بعبارات نضالية ووسائل تعبيرية منتفضة حيث عكست ملامح المقاومة و كما قال أديب المقاومة الشهيد الفلسطيني “غسان كنفاني” (أن كتابة ادب المقاومة لا تعني ان يمتلا الأدب بالسلاح و الشعارات والخطب وأوضح ان تكتب قصة قصيرة ناجحة فهذا أدب المقاومة) وهذا ما تجلى لنا في قصة “الأرض التي لن تموت”
وقد خضعت القصة للتدقيق اللغوي باللغة الفارسية “الدكتور هادي اجيلي” و اللغة الإيطالية البروفيسور “فابيو”
الخط المعتمد في المتن هو النستعليق اما الصورة البارزة على الغلاف فهي لمسجد قبة الصخرة
بقلم: ع م