الصحافي والكاتب السياسي حسن سلامة
………..
بعد هزيمة وإنهيار كيان ألعدو : هل يهرب نتانياهيو لإشعال ألجبهة الشمالية؟.
…………
لا يمر يوم دون لجؤ قادة ألإحتلال إلإسرائيلي لإطلاق التهديد والوعيد ضد لبنان وحزب الله،، وأنه سيدمر لبنان كما فعل في قطاع غزة ، وترافقت هذه الهستيريا مع تهديدات أطلقها وزير الخارجية الصهيوني إيلي كوهين في الساعات الماضية ،، مهددا بإغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.
طبعا، ،،فكلام هذا الإرهابي،، لا يستأهل الرد،، لأن هذه ألهلوسه هي أحلام يقظة،، طالما أن السيد نصرالله يمثل الكابوس الذي يؤرق هذا الكيان ووجوده.
لكن يبقى السؤال، الذي يقلق هذا ألإحتلال،، يتمثل بالرعب الذي يخيم عليه مما تشكله الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة على كيانه وما تمثله قوة المقاومة في جنوب لبنان من تهديد وجودي عليه وعلى إرهابه ،، وبالأخص في ظل ماأصاب هذا الكيان جراء ماتقوم به المقاومة دعما لأهالي قطاع غزة ومقاومته،، حيث تسبب بنزوح ما يزيد عن مائة ألف مستوطن من شمال دولة ألإحتلال أو المحاذية لحدود لبنان الجنوبية. مع ألعلم أن تهديدات قادة ألإحتلال ضد لبنان ليست جديدة،، وهي يوميات ساسة هذا الكيان الإرهابي وداعميه في كل أنحاء الدنيا.
وعلى خلفية كل هذا التهديد والوعيد ،، هل يتجرآ قادة الكيان على توسيع الحرب ضد لبنان،، لإعتبارات مختلفة، أولها،، أوهام العدو بإبعاد المقاومة إلى جنوب الليطاني،، بزعم تنفيذ القرار ١٧٠١،، وثانيها،، إعتقاد نتانياهيو وحكومته المتطرفة أنهما،، قد يسجلان إنجازا عسكريا ولو بسيطا يعوض لهذا العدو الهزيمة المذلة التي تعرض ويتعرض لها بمواجهة المقاومين الفلسطينين في قطاع غزة،، وثالثا،، مايدعيه ألإسرائيلي عن تأمين الأمان المستوطنين في الجبهة الشمالية،، ورابعا، وقف النزيف الكبير الذي يتعرض له الكيان الصهيوني في هذه الجبهة..
من ألأكيد أن هذا العدو يتوهم أنه يستطيع تحقيق أي من هذه الأهداف،، من خلال توسيع العدوان على لبنان بالقصف والتدمير متوهما أنه بذلك سيدفع المقاومة للإنسحاب إلى شمال الليطاني،،، بعد سقوط كل محاولات تحقيق ذلك،، بالصراخ والتهديد وبدعم غربي ودعم جهات لبنانية معروفة. .
وعلى خلفية الحقد الصهيوني والتوهم بالقدرة على ضرب المقاومة ،، تحاول حكومة نتانياهيو بكل أساليب النفاق والخداع دفع ألأدارة ألأميركية لتكون شريكا في توسيع العدوان ،،، في وقت ترفض حكومة العدو ومعها البيت الأبيض حتى اليوم وقفا شاملا لإطلاق النار في قطاع غزة،، مايعني إستمرار النزيف الصهيوني على الجبهة الشمالية،، بما في ذلك ضغط نزوح المستوطنين،، مهما إرتفع الصراخ والتهديد الصهيوني.
لكن هذه الإدارة تحاول تجنب تفلت الصراع بشكل مفتوح وواسع،، وهذا يعبر عنه الرئيس الاميركي جو بايدن وكل أركان إدارته ، ليس حرصا على شعوب المنطقة ،، بل لأن البيت الأبيض يسعى لتجنب هذه الحرب ،، مع قرب إنطلاق معركة ألإنتحابات الأميركية،، لأن إشتعال أي جبهة ، سواء في لبنان او اليمن وغيرهما، سيؤدي حكما لإشتعال مفتوح لكل جبهات المنطقة،، ما سيؤدي للقضاء نهائيا على حظوظ بايدن الترشح لدورة ثانية ،،، لكن البعض يرى أن مايمثله اللوبي الصهيوني من قوة مالية وسياسية وإعلامية داخل الولايات المتحدة وبالاخص على الإدارة ألحالية قد تلزم البيت الأبيض بالدخول مباشرة في الحرب ولو أن هذا الإلتزام تبقى نسبته ضعيفة.
ورغم ذلك ،، تبقى إحتمالات جنون قادة العدو بشن عدوان واسع على لبنان ممكنة لإعتقاد نتانياهيو وغيره أنهم بذلك يضعون إدارة بايدن تحت الأمر الواقع للدخول مباشرة في الحرب ،،، خصوصا إذا ما إستمر العدوان على قطاع غزة وتمادى العدو بأعمال القصف والمجازر
إذا فقبل الحديث عن ماتمثله المقاومة في جنوب لبنان من قوة ردع وقلق للعدو،، من الواضح أن هناك مشكلات كبيرة يعاني منها كيان ألعدو ومنها بالأخص :
_ هل لدى ألإحتلال القدرة العسكرية للقيام بعدوان واسع على لبنان،، إذا ما تجرأ على ذلك بدون ضؤ أميركي،، في وقت تتحدث وسائل الأعلام ألإسرائيلية عن شح بالقذائف المدفعية وصواريخ الطائرات لدى الجيش ألصهيوني،، فلولا الجسر الجوي ألاميركي على مدار الساعة نحو دولة ألأحتلال لما كان بمقدور العدو ليقوم بما يقوم به من تدمير وقتل ومجازر في قطاع غزة،، وحى لو كان هناك ضؤ أخضر أميركي،، كما أن البنتاغون ألاميركي هناك علامات إستفهام حول قدرة وزارة الدفاع الأميركية القدرة على توسيع الجسر الجوي أكثر بكثير مما هو عليه اليوم،، بعد كل ما قدمته أميركا من سلاح للنظام ألأوكراني،، وما تواجهه الولايات المتحدة من تحديات في كل أرجاء العالم .
_ هل لدى جيش الإحتلال القدرة،. ليس تنفيذ ما يدعيه قادته من القيام بعملية برية في جنوب لبنان،، إنما مواجهة ما يمكن أن يحصل من دخول لخلف خطوط العدو في الجليل وغيره من مجموعات المقاومة وبالدرجة قوات الرضوان.
_كذلك هل يستطيع كيان العدو تحمل فتح جبهات أخرى من جبهة الجولان المحتل، إلى إشتعال كامل للعمليات في الضفة الغريبة وما قد يحصل من مفاجآت من جبهة ألاردن،، إلى جانب توسيع آنصار الله في اليمن والمقاومة في العراق لعمليات القصف الواسعة بإتجاه كيان ألإحتلال وكل المواقع الحساسة فيه.
_الإنهيار الذي تعرض ويتعرض له كيان ألإحتلال على كل المستويات السياسية والعسكرية والإقتصادية والمالية،، وألخطر ألاكبر إنهيار بنية المجتمع الصهيوني والخلافات التي تضرب ما بين كل قيادات الإحتلال وأخرها الخلاف الحاد وغير المسبوق بين رئيس وزراء ألإحتلال نتانياهيو ووزير دفاعه يفانت غالانت،، بعد أن جمد الأول حضور وزير دفاعه لمجلس الحرب ألإسرائيلي محملا إياه مسؤولية الهزيمة التي أصابت كيان ألعدو.
فالعدو يدرك ما سيصيبه في حال تفلت جبهة الشمال في حال إشعال الواسع لجبهةالجنوب ، فهذا الكيان يعيش حال دائمة من القلق والخوف مما سيواجههة من رد حاسم لم يتخيله حتى في الأحلام، في حال لجؤه لإشعال هذه الجبهة بشكل واسع،
ودون ألإطالة في الحديث عن إمكانات المقاومة وقدراتها العسكرية والصاروخية،، مع أن لدى المقاومة مفاجآت كثيرة ستفاجئ بها كيان ألإحتلال، إذا ما غامر وتورط بعدوان واسع،، لذا نكتفي هنا بالإشارة إلى مثال وحيد لما يعيشه كيان ألإحتلال من خوف وجنون، إذا فتحت جبهة الشمال،، حيث قال حاخام صهيوني قبل أيام قليلة ،، : أنه عندما يسمع صباح كل يوم على وسائل ألإعلام ألإسرائيلية بأن وزارة دفاع العدو سمحت بنشر حدث معين، يصاب المستوطنون بالرعب،، لأن ذلك يعني مقتل جندي صهيوني على جبهة جنوب لبنان “، ويضيف : أن مايصيبهم في قطاع غزة اليوم هو، لاشيء أمام ما سيصيبهم في جبهة الشمال من حزب الله عندما تشتعل هذه الجبهة،، قائلا : ياويلتاه على الاوراح التي ستسقط عندها ” .