أعلن النائب ملحم خلف، في تصريح ادلى به في المجلس النيابي، انه “في اليوم الـ 342 لوجودي داخل مجلس النواب، أقول بعد جولة ميلادية على عدد من قرانا الجنوبية من حاصبيا الى الكفير، القليعة، دير ميماس، رميش، عين ابل وبنت جبيل، اسمحوا لي ان اكون صريحا لا يمكن ولا يجوز للقوى السياسية والاستمرار في عملية انكار ما يجري من حرب على حدودنا الجنوبية”.
وقال: “هناك 44 قرية حدودية تعيش الحرب بكل ما للكلمة من معنى، ضحايا وشهداء، اقفال محلات، تعطيل للحياة اليومية، قلق، خوف، تدمير. جميع اهالي هذه القرى يدفعون فاتورة كاملة عنا، فيما نحن ندفن رؤوسنا في جلسات تحضيرية، لا تقارب، لا أولويات ولا قلق الناس، تساير الحكومة العاجزة ولا تسائلها”.
واشار الى “ان اهالينا الصامدين يسألون، هل نعيش واياكم في نفس الوطن، هل التضامن الوطني المطلوب يشعركم بما نعيش في قرانا. اين انتم من همومنا، اين المسؤولون عنا وعن طمأنينتنا. اسئلة محقة لا جواب لها”.
وسأل: “أين نحن من صمود اهالينا، إرادتهم في الصمود لا شيء يزعزها، ارادتهم في التشبث بالارض لا مثيل لها، ارادتهم في البقاء داخل قراهم لا يماثلها ارادة، انما يسألون من المسؤول عن حياتهم وعن بقائهم وعن مستقبل اولادهم، من المسؤول الذي يمكن افادته عن طمأنينتهم حين أطرح السؤال”.
وقال: “لا حاجة بنا للذهاب في غياهب التمييز، ما بين سنة وموارنة وشيعة ودروز وارثوذكس وكاثوليك وانجيليين، فيما هم جميعا مواطنون لبنانيون يطالبوننا بالاجوبة الواضحة والصريحة، يسألون عن الدولة القادرة العادلة الحاضنة لمواطنيها”.
وتابع: “نعم، من ذا الذي يمكن ان يفيدهم عما يجري داخل قراهم، لا رئيس للجمهورية، حكومة عاجزة، مجلس نيابي لم يعط اي اولوية لهذه المعاناة، السلطة تحللت، الدولة تسير وعين الله حجبت عنها، الدولة تسير من دون قبطان، من دون حكومة ومن دون مجلس نيابي، ونحن نكتفي ببعض الكلمات لتحرير هؤلاء الناس وتبرير هذه الازدواجية التي نعيشها داخل وطن يفقد التضامن ما بين ابنائه ويجنح نحو اللامبالاة واعلان العجز”.
ورأى انه “الانقلاب على الجمهورية، الانقلاب على الدولة ومؤسساتها ومفاهيمها، انه زمن انحطاط الجمهورية التي تنتظر عودة الانتظام العام اليها، انه زمن المجاهرة بتحصين الجبهة الداخلية، بموقف وطني جامع يعيد تكوين السلطة والتمتع بسيادة القانون”. وقال: “هلموا ايها السادة النواب لانتخاب رئيس للجمهورية قبل فوات الاوان”