اعتبر رئيس “تكتل بعلبك الهرمل” النائب الدكتور حسين الحاج حسن، أننا “أمام عجز إسرائيلي عن فرض أي شرط على المقاومة في غزة، بل على العكس نحن أمام مقاومة تستطيع أن تقاتل لفترة طويلة، وأمام جيش إسرائيلي جرار مدجج بجميع أنواع الأسلحة وأكبر القذائف، ولكنه لا يستطيع أن يحقق أي إنجاز عسكري إلا قتل المدنيين، وآخر إنجازاته البربرية والهمجية، قصف قناة الأقصى واستشهاد عدد كبير من العاملين فيها، إنه يقتل النساء والأطفال، ويقتل الطواقم الطبية والتعليمية والإعلامية، ويدمر البيوت ويرتكب المجازر بحق المدنيين، ويعجز أمام المقاومين”.
وقال خلال لقاء حواري سياسي نظمته العلاقات العامة ل”حزب الله” في بعلبك: “عملية طوفان الأقصى هي عملية استراتيجية كبيرة، وتداعياتها سترافق المنطقة لسنوات طويلة جدا، ستكون تداعياتها معنا إن شاء الله سلسلة من الانتصارات، اما على عدونا فستكون سلسلة من الهزائم”.
ورأى أن “الذي تغير خلال السنوات والعقود الماضية أن الأمة أصبحت مقاومة ولديها مواصفات، أولها الإيمان واليقين المطلق بالله وبقدرته، ولديها إيمان عميق بقدرات الأمة، ولديها قيادة حكيمة، رحل بعض القادة واستشهد بعضهم، وأتى قادة أكملوا المسيرة بتصميم وإيمان وعزيمة وتضحيات. في مسيرتنا القادة وأبناء القادة شهداء، ولدى هؤلاء القادة رؤية وتخطيط واستعداد وتصميم وإدراك وإلهام وقدرة على القيادة والإقناع. ولدى هذه المقاومة أيضاً قاعدة شعبية حاضنة وبيئة صامدة وثابتة وصابرة وولادة لأجيال من المقاومين والمجاهدين، من الرجال والنساء، لدى هذه المقاومة مجاهدون صابرون محتسبون ثابتون راسخون صنعوا الإنتصارات في لبنان عام 2000 و2006 وعام 2017 على الإرهابيين الممولين والمدعومين والمهيئين من الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها الغربيين ومن بعض الدول العربية والإسلامية. ونتحدث أيضاً عن انتصارات متراكمة في غزة والعراق واليمن، ويحققون في هذه الأيام المزيد من الإنتصارات”.
وأشار إلى أن”الجيش الإسرائيلي الذي كان يعتبر قوة لا تقهر وجيشا لا يهزم، هزم في لبنان وغزة، وقادته يتحدثون عن إخفاقاته في 7 تشرين الأول. خلال 78 يوماً غزة تقاتل، والإسرائيلي لم يحقق أي إنجاز عسكري يعتد به حتى الآن، بل على العكس المقاومة الفلسطينية مقتدرة، قوية، راسخة، وتصر على موقفها، وهي ثابتة في الميدان”.
وتطرق إلى”عجز مجلس الأمن عن القيام بمهامه، خصوصا في ما يتعلق بفلسطين. منذ عام 1948 لغاية اليوم، لم يستطع العالم بأن يلزم العدو الصهيوني بتنفيذ القرارات الدولية 194 و 242 و 338 و 425 ولا أي قرار آخر، السبب ليس قوة الصهاينة، بل الأميركي المستكبر وحلفاؤه من بعض أعضاء مجلس الأمن”.
وأضاف: “الذي يتحمل المسؤولية عن كل هذا التاريخ الدموي للكيان الصهيوني هو الإدارة الأميركية، وحلفاء أميركا، وتخاذل بعض الدول العربية والإسلامية، وعندما ندين الإجرام الصهيوني والبربرية والهمجية الصهيونية، فإننا ندين معها المسؤولية الأميركية، الشريك الكامل في البربرية والهمجية والإرهاب”.
واعتبر أن”حرب غزة اسقطت الزيف الذي حاولت أميركا وبعض الدول العربية أن تضفيه على الكيان خلال التطبيع، إذ كانوا يحاولون تقديم الكيان الصهيوني بأنه واحة ديمقراطية وإنسانية، ولكن بعد كل ما يجرى في غزة من همجية غير مسبوقة، ومن الأمثلة أن الضابط الاسرائيلي يتصل بمسؤول في منظمة الصحة العالمية ويقول له اتركوا المستودع الفلاني للأدوية في غزة سنقصفه، أي أنه على علم بأن المكان الذي سيقصف هو مستودع أدوية لمنظمة الصحة العالمية، حتى لا يبقى دواء ولا يعالج المرضى في غزة، ويتصلون بمدير المستشفى ويأمروه بإخلاء الجرحى، ثم يقتلون الجرحى على الطريق ويعتقلون مدير المستشفى والطاقم الطبي ويقومون بتعذيبهم، وجزء كبير من العالم يتفرج. كل من يشارك أو يدافع عن الكيان الصهيوني هو فاقد بشكل كامل لإنسانيته وشريك في الجرائم الصهيونية، أما الساكت والصامت والمحايد فهو فاقد لجزء كبير من إنسانيته”.
ووجه التحية إلى”الشعب والجيش اليمني، إلى انصار الله واللجان الشعبية، إلى كل شهيد وعائلته، إلى كل جريح وأسير ومجاهد في اليمن، الى السيد عبد الملك الحوثي وكل القيادة اليمنية، على الموقف العظيم والشجاع بنصرة فلسطين تحت الضغوط والتهديد”.
وتابع: “يثبت اليمنيون مرة جديدة أصالتهم وعروبتهم وإسلامهم والتزامهم. تأتي أميركا بأساطيلها وتهددهم وتتوعدهم فيعلنون الموقف أنهم سيكملون، ولقد حققوا نتائج أربكت العدو وحلفائه، وألحقوا الضرر بالاقتصاد الإسرائيلي، وارتفعت أسعار النقل والتأمين، وأربكت سلاسل التوريد، فضلا عن المسيرات والصواريخ التي أطلقوها على إيلات وأم الرشراش، بغض النظر عن نتائجها العسكرية، ولكن فيها إرباك وتهديد حقيقي للعدو الإسرائيلي. والتحية أيضاً للعراق، لقيادة الحشد الشعبي والمقاومة الإسلامية في العراق التي أربكت الأميركي الراعي والشريك والمدير للحرب على غزة، والتحية للشعب العراقي الذي يقف مع غزة وقفة حقيقية”.
وقال: “نحن في لبنان لطالما كنا مع القضية الفلسطينية ومع المقاومة الفلسطينية في الموقف والكلمة والدعم بكل أشكاله، ومنذ اليوم الثاني لعملية طوفان الأقصى، بدأت المقاومة الإسلامية في عملياتها، وقدمت الشهداء على طريق القدس نصرة لأهلنا الصابرين الصامدين في غزة، ودعما للمقاومة الشريفة والباسلة في غزة والضفة. استمرت عملياتنا طيلة 77 يوما، وسوف تستمر لطالما استمر العدوان على غزة. ولقد فعلت عملياتنا فعلها في العدو، إرباكا وقلقا وتوترا، وألحقت بالجيش الصهيوني خسائر فادحة، ومن الأدلة الكبيرة على تأثيرات هذه العمليات، تزاحم الاقتراحات والمبادرات التي يحملها البعض، والتي يتحدثون عنها في الإعلام، والتي لم تلق آذاناً صاغية”.
وختم الحاج حسن مؤكدا أن “عمليات المقاومة الاسلامية على طريق القدس هي عمليات فعالة ومجدية، وهي تنصر المقاومة في غزة، وتنصر أهل غزة بالواقع والحقيقة والفعل، ولها تأثيرات حقيقية وواقعية ومؤثرة على كيان العدو الصهيوني وعلى جيشه ومستوطنيه واقتصاده”.