ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، اعتبر فيها أن “لا شيء أهم مما يجري في قطاع غزة، وما يجري في غزة له صلة ببلدنا وأمنه وسيادته، وواقع لبنان من ترتيب موازين المنطقة ومصالحها، وهو ما تدركه المقاومة بدقة، ولذلك شَطَرت جهود تل أبيب العسكرية إلى جنوب وشمال، وسط ضغط لا نهاية له على القسم الشمالي، وصريخٍ ووساطة تدفع بها تل أبيب عبر واشنطن وغيرها فقط لإيقاف جبهة الجنوب اللبناني، ولن تقف جبهة الجنوب دون إيقاف آلة الحرب على قطاع غزة، ولا عزّة للبنان بلا مقاومته، ولا تضحية أعزّ وأشرف وأعظم مما تقدّمه المقاومة للبنان الكيان والشراكة الوطنية”.
وأكّد “أن الحرب التي تشنّها تل أبيب بالشراكة مع واشنطن والأطلسي على غزة تستدعي من كل ضمير حيّ في هذا العالم، وبالأخص أهل الديانتين المسيحية والإسلامية، رفع الصوت وتجنيد كل الإمكانات لإدانة تل أبيب وواشنطن، فضلاً عن الوقوف بوجه طغيانها الصهيوأطلسي الذي يرتكب أسوأ كارثة في القرن الواحد والعشرين”… مضيفاً: “وما أخفّ ميزان العرب عند الله، وما أسوأ موقفهم يوم يرفع الله دماء أهالي غزة ويضعه بكفة الميزان، إلا قلّة آثروا الحق على الباطل وعلى رأسهم أهل لبنان واليمن والعراق”.
وتوجه إلى للبنانيين بالقول:”لا يهولنّ عليكم بعض المرتزقة بمختلف أدوارهم الإعلامية والسياسية والفنية وغيرها، وكلّ العار على هذا الصنف الذي يتنكّر للمصالح الوطنية العليا”… مؤكّداً أن “ما تقوم به المقاومة على الجبهة الجنوبية حرب سيادية لها آثارها الوطنية والإقليمية الكبيرة، وهي تدمّر كل يوم الآلة الصهيونية وجندها، وتضع الجبهة المواجِهة كلّها تحت الرعب، وجاهزية المقاومة فوق ما يتصورّه أي أحد في هذا العالم”.
واعتبر المفتي قبلان أنه “لا يمكن للدولة أن تقوم بوظيفة دولة دون تأمين مالية الصحة وضبط قطاع الاستشفاء حتى لا يبقى سوق ارتزاق. وبصراحة أكثر: المطلوب من الدولة أن تعود دولة، ووضع حدّ لما يجري في الإدارات الرسمية وغيرها من مؤسسات الدولة التي ينهشها الفساد، وعلى عينك يا تاجر”… مشدداً على أنه “من الواجب أن نتخلّص من الغطاء السياسي، لأن وضع الدولة ومؤسساتها أشبه بمقبرة، وعلى الحكومة إنعاش نفسها من جديد لأن رائحة الموت كريهة، ولذلك نريد حكومة عمل لا تقاعد عن العمل، والتعطيل الحكومي للكيدية كارثة، وربط العمل الحكومي بالتسوية الرئاسية ضياع للبنان وناسه، والمطلوب من البعض واقعية سياسية لا طوباية خيالية”.