الصحافي والكاتب السياسي حسن سلامة
……..
واشنطن تلعب بالنار وتعسكر البحر الأحمر حماية لإرهاب تل أبيب؟
……………..
مع تمادي العدوان الصهيوني على قطاع غزة بدعم وتشجيع من الإدارة الأميركية،، بالتوازي مع إستنفار واشنطن لحلفائها لمحاولة ثني انصار الله في اليمن عن منع السفن الذاهبة او الآتية منمن المرافئ الصهيونية.
ومن خلال كل هذا التصعيد الاميركي،، يبدوا أن إدارة بايدن تعيش حال من التخبط العشوائية من جهة ولا ترى في الشرق الأوسط سوى مصلحة حليفتها تل أبيب، بينما اضرب بعرض الحائط مصالح كل حلفائها الاخرين من الأنظمة العربية،، وبالتالي فهذه السياسية للولايات المتحدة، تطرح أسئلة لاتعد ولا تحصى عن ما تريده من وراء عسكرة كل الشرق الأوسط ووضعه على برميل وبارود يمكن أن يشتعل بأي لحظة ؟.
، لذا من الواضح أن مايفعله الرئيس الاميركي جو بايدن و إدارته،، بما خص التعاطي مع العدوان المشترك مع العدو الصهيوني ضد قطاع غزة،، ومعه إستنفار حلفائه في الغرب وبعض الدول العربية ضد أنصار الله في اليمن من جهة وممارسة شتى أنواع ألإبتزاز والضغوط على أطراف محور المقاومة للحؤول دون تمدد الحرب لكل الشرق الأوسط من جهة ثانية والأمر الثابت في كل هذه السياسة أن الإدارة الأميركية لم تغير في سياستها المعادية للقضايا العربية وحتى لا تخدم مصالح حلفائها، فعنوان هذه السياسة يقوم على إزدواجية المعايير وفيه محاولة مكشوفة لإستفراد لكي يستفرد الكيان الصهيوني وحكومته المتطرفه بأهالي القطاع،، لتدميره وتهجير أهله وترك العدو يرتكب ماإستطاع من مجازر وقتل بحق الأطفال والنساء، مع علم الإدارة الأميركية أنه بعد شهرين ونصف من العدوان على القطاع لم يتمكن جيش ألإحتلال المدعوم بأحدث انواع الأسلحة الأميركية من تحقيق أي إنجاز عسكري في مواجهة المقاومين في قطاع غزة،، بل بالعكس،، فكل يوم يمر على إستمرار العدوان يتعرض الجيش الصهيوني الخسائر لم يعهدها منذ إنشاءه.
ومن ذلك،،، فالكلام الاميركي عن رغبتها بعدم تمدد الحرب،، لا يستند إلى أي فعل يفضي لمنع إتساعه ،، فخلال الايام الماضية فقط، ،، حتى لا نعود إلى ألإستتفار الاميركي الشامل لدعم تل أبيب منذ بدء العدوان على القطاع،، يتضح جليا أنه خلال زياتي كل من مستشار الأمن القومي الاميركي،، وبعده زيارة وزير الدفاع الاميركي لتل ابيب،،جددت واشنطن تبنيها لرواية حكومة نتانياهيو بكل ما يتصل بمسار عدوانها على القطاع،، إن من حيث إطلاق اليد لنتانياهيو وجيشه بمواصلة العدوان،، مع إبقاء الجسر العسكري الجوي الاميركي لتزويد جيش الاحتلال بكل ما يحتاجه من سلاح حديث ومتطور لإستكمال تدمير قطاع غزة وقتل أطفاله ونسائه،، وإن من حيث مخطط نتانياهيو وحكومته ،، لتهجير أهالي القطاع، نحو الأراضي المصرية،، فلو كانت واشنطن تعارض مخطط تل أبيب الأسود لكان يفترض بها وفي أقل تقدير منع كيان الأحتلال من ملاحقة المدنيين، حتى في المناطق التي يطلب فيها جيش الأحتلال من السكان التوجه إليها،، وأيضا عدم فعل أي شيء لإدخال المساعدات الإنسانية لأهالي القطاع، وكذلك وقوف واشنطن بوجه اي سعي في مجلس الأمن الدولي لإصدار قرار يطلب وقف نار شامل في غزة،، وأيضا إستنفار الأدارة الأميركية عبر إعلان وزير دفاعها من تل أبيب أنشاء حلف عسكري لمحاولة تخويف أنصار الله ومنعهم من التعرض السفن التي تنقل بضائع من وإلى كيان الاحتلال ، وحتى لا يستبعد أن تعمد الإدارة الأميركية مع حلفائها لمهاجمة أنصار الله في اليمن،، مع الإشارة إلى أن واشنطن ارسلت قبل ساعات حاملة الطائرات أيزنهور للبحر الأحمر مقابل الحدود البحرية لليمن،، ووجود أيضا عشرات السفن الحربية الأخرى التابعة للسلاح الاميركي ودول غربية مثل بريطانيا وفرنسا،،، وكل هذه العسكرة الأميركية للشرق الأوسط يترافق مع تهديدات يومية الأطراف كل المقاومة التي تعمل لمساندة اهالي قطاع غزة،، إن في جنوب لبنان او العراق وسوريا ، ناهيك عن أنصار الله.
وفي مقابل هذا التصعيد الاميركي غير المسبوق في الشرق الأوسط، دعما لحليفتها كيان العدو،، فالواضح ان كل ماتعلنه إدارة بايدن عبر دعوتها الكلامية لتل أبيب للحد من إستهداف المدنيين في القطاع ، وايضا إدخال المساعدات الغذائية والمحروقات لابناء القطاع ،، وايضا وقف تل أبيب عن حربها المفتوحة بحق أهالي الضفة الغربية المحتلة، لم يتعدى الكلام العام “” وفق المثل القائل ل”رفع العتب ” والدعوات الشكلة،، فيما هي وصلت لحدود إعلان حرب عالمية ضد أنصار الله لمجرد منع السفن التي تنقل مواد غذائية وغير ذلك من الذهاب لكيان الإحتلال حتى، يتم إدخال المساعدات الغذائية لأهالي قطاع غزة،، وبالتالي،،، فكل هذا ألإنحياز الاعمي لهستيريا القتل والتدمير والتجويع التي تمارسها حكومة نتانياهيو بحق المدنيين في قطاع غزة،، يؤكد للمرة المليون أن بايدن و إدارته شركاء فعليين في إرتكاب المجازر والتدمير في غزة،، وكل كلام أخر،، يراد منه خداع العالم وإمتصاص الرفض الواسع داخل الولايات المتحدة لسياسات بايدن.
ومع كل هذا الأنحياز الاميركي الأعمى لإرهاب كيان العدو الإسرائيلي،، ومسارعتها للاعلان عن تحالف دولي لما تزعمه حماية الملاحة في البحر الأحمر،، فهل تغامر واشنطن بشن عدوان على أنصار الله في اليمن؟.
واذا كانت إدارة بايدن عجزت عن دفع دول عربية للإنضمام ألى تحالف العدوان الغربي ضد أنصار الله،، من السعودية، إلى مصر وإلأمارات،، رغم رفض هذه الدول الدخول في التحالف الاميركي يعود لمخاوف وقلق لدى هذه الدولة على أمنها ومصالحها،، خصوصا، إذا ما تجرأت واشنطن العدوان على اليمن،، وقد إقتصرت المشاركة العربية على مزرعة،آل خليفة في البحرين ،،كما أن المشاركة الغربية إقتصرت على تسع دول غربية إلى جانب الولايات المتحدة.
لكن كل هذا التهديد والوعيد الاميركي، لم يبدل ولو حرفا واحدا من إصرار انصار الله على منع السفن الذاهبة لكيان الاحتلال،، مع العلم، أن قيادة انصار الله أكدت أن الملاحة مفتوحة لكل السفن،، وبأي إتجاه،، بإستثناء السفن الذاهبة لكيان الاحتلال أو القادمة منه،، وبالتالي فأنصار الله يؤكدون يوميا، أنهم لا يستهدفون منع الملاحة في البحر الأحمر، بإستثناء التي يستفيد منها كيان العدو،، إلى حين رفع الحصار إلإنساني عن قطاع غزة.
وفي الخلاصة، فهذا التحالف العدواني الضعيف الذي شكلته الولايات المتحدة،، لا هدف له،، سوى حماية مصالح العدو الصهيوني،، وبالتالي،، فالتحالف ألأميركي أدخل منطقة البحر الأحمر وكل الشرق الأوسط في متاهات عسكرية قد تدفع لحرب واسعة، خصوصا إذا ما قامت الأساطيل الأميركية أو الدول المشاركة معها بعدوان على أنصار الله في اليمن،، فذلك يعني فتح كل الجبهات الآخرى بمواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل،، مع ألإشارة هنا أيضا أن الصين أعلنت مقاطعة كيان العدو، في مقابل دعمها للأجراءات التي يقوم بها أنصار الله. إن ما تقوم به ألإدارة الأميركية إشعال براميل النار في الشرق الأوسط بالتدرج، رغم زعمها أنها لا تريد توسيع الحرب، فواشنطن لن تتمكن من تحقيق أهدافها وأهداف حليفتها تل أبيب بأقل الخسائر ودون أن تدفع آثمانا مباشرة .