الصحافي والكاتب السياسي حسن سلامة
…………
بايدن وإدارته شركاء بمحرقة قطاع غزة ” قاتل يشارك بتشييع من قتله” .
………..
كل ما يصدر من مواقف وتصريحات عن الرئيس الأميركي جو بايدن وكبار مسؤوليه بدعوة حكومة العدو الإسرائيلي لتفادي أستهداف المدنيين،، وصولا إلى كل الكلام الآخر عن الدعاية الواهية بأن الولايات المتحدة المتحدة يمكن انت تذهب الى حل الدولتين عبر مؤتمر دولي للسلام لا يتعدى كلام للاستهلاك الفارغ ،، وتتقصد بشكل خاص إيهام الرأي العام الأميركي اولا وحلفاء واشنطن من أنظمة التطبيع بأن الأدارة الأميركية تعمل لحل الدولتين.
وكل من يتابع مايجري داخل الولايات المتحدة من أعتراضات على كل المستويات في أميركا،، يكتشف سريعا أن مواقف بايدن وكبار مسؤوليه يتأكد انه موجه بالدرجة الأولى للداخل الاميركي لتهدئة المشاعر الشعبية والإيحاء بالعمل على حل سياسي يمكن ان يستثمره بايدن في معركته الإنتخابية ، وهي ايضا عملية تخذير وتهدئة للرأي العام الدولي الذي ضاق ذرعا بالمجازر الصهيونية ، ليس الأمر اكثر من عملية تهدئة خواطر تقودها الولايات المتحدة كسبا للوقت وترطيبا للجو الإنتخابي ، وترطيب خواطر حلفاء واشنطن من أنظمة باعت قضية الشعب الفلسطيني والذين لا يحركون اصبعا واحدا دون موافقة أميركية للتهدئة مع الحفاظ،، وبالتالي،، تخدير الواقع الشعبي والرسمي العربي، بعد أن أحي طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول الماضي وما تبع هذه العملية من عدوان إسرائيلي،، وعندما تنتهي هذه الحرب تعود الإدارة الأميركية إلى سياساتها السابقة التي كانت المشارك الأكبر خلال السنوات الثلاثين الماضية بمحاولة تصفية القضية الفلسطينية.
لذلك فاالادارةالاميركية تدرك اليوم خطورة ما يحصل داخل كيان الاحتلال وما يعانيه من أزمات بنوية،، وأيضا ما يحصل من غضب غير مسبوق على مستوى الشارع العربي، رغم تواطىء النظام الرسمي العربي، وبالتالي تبين مدى خضوع الإدارة الأميركية لحرب الإبادة والتدمير التي تمارسها حكومة نتانياهو بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وفي الضفة الغربية، حيث تأكد هذا الخضوع عبر تبني مستشار الأمن القومي الاميركي جيك سوليفان لوجهة النظر الإسرائيلية التي طرحها نتانياهو ووزير دفاعه، بدل ان يدفع سوليفان قادة العدو بوقف الحرب والإبادة والتوجه نحو الخيارات السياسية .
وفي كل الأحوال يتأكد يوما بعد يوم ان كيان الاحتلال بكل تنوعاته السياسية وقاده جيشه يرفضون بالمطلق اي بحث جدي بحل الدولتين ، وهي تدرك استحالة ذلك بعد التطورات التي شهدتها الضفة الغربية منذ ان بدأ هذا الحل يطرح على الطاولة ، على الرغم من أن رفض كيان العدو للسلام والقرار بحث الشعب الفلسطيني ليس جديدا، بل هو مستمرودائم منذ قيام دولة الاحتلال عام 1948، فهذا الكيان لم يتوقفيوما عن استخدام كل أساليب القتل والمناورة والخداع لتهجير ما تبقى من أبناء الشعب الفلسطيني وأقامة مايسمى الدولة اليهودية على عموم فلسطين وحتى يعبر كيان العدو عن أطماع أوسع وأشمل لتطال اقطارا عربية ، فقد سبق ان اعلن اسحق شامير رئيس الوزراء الإسرائيلي انه سيفاوض لمئة سنة قادمة دون ان يقدم تنازلات من منظوره الصهيوني .
لم تكن ظروف اسرائيل متمكنة من الضفة كما هو الحال حاليا ، ففي ذلك الحين لم يكن قد جرى بناء مئات المستوطنات ، حيث حوالي ٨٠٠ الف مستوطن يستولون على ٤٠% من الضفة الغربية ، ويقيدون حركتها، بالطرق الإلتفافية ، ويقيدون حركة تنقل الشعب الفلسطيني من خلال اكثر من ٢٦٠ حاجزا يقطع اوصال الضفة الغربية ويحول دون ترابطها الجغرافي ، رغم ذلك رفضت اسرائيل انذاك منطق حل الدولتين. واعلن شامير انه سيفاوض لمئة سنة قادمة .
من الواضح ان هناك تباينا في الرؤى بين الولايات المتحدة واسرائيل ، انطلاقا من رؤية كل منهما لمصالحه الخاصة ، فمن غير المحتمل ان تستطيع الولايات المتحدة اقناع اسرائيل بحل الدولتين حتى ارادت ذلك فعلا ،وحتى لو نجحت بتغيير الحكومة الحالية وانتاج حكومة اكثر مطواعية من حكومة نتنياهو ، فكل من لابيد وغانتس يرفضان ايضا حل الدولتين .
الحل سيكون بإستئناف الصراع مجددا لإنتاج ميزان قوى يسمح بفكرة التحرير ان تتحقق ، حتى لو توصل الاميركي حاليا الى صيغة تهدئة ، هي اقل من حل ، واكثر من حرب باردة بين اسرائيل والفلسطينيين .
قد يلجأ نتنياهو الآن الى حل جزئي بهدنة مؤقتة لتبادل الأسرى الذين باتت قضيتهم ضاغطة عليه لا سيما بعد مقتل عدد منهم جراء القصف الصهيوني ولتهدئة المناخ الدولي ، لكن حقيقة المشروع مرفوضة من قبله بسبب بنيته الفكرية المتطرفة والمبنية على ايديولوجيا تلمودية متطرفة .
منذ بداية احتلال فلسطين ونحن نقول ان الصراع مع هذا العدو هو صراع وجود لا صراع حدود ، وان الحديث عن دولة على حدود العام ٦٧ ليس سوى اكذوبة، فلا دولة على حدود ٤ حزيران العام ٦٧ .
كنا ندرك منذ البداية ان طموح اسرائيل يتخطى حدود فلسطين، الى ما هو ابعد جيوسياسيا واقتصاديا وامنيا وايديولوجيا ، وانه بناء على هذه الرؤية رسمت اسرائيل خطوط حدودها التي وضعتها على علمها ، وعينتها من الفرات الى النيل ، وهي كانت وما زالت تسعى لذلك من خلال عمليات التطبيع التي بدأتها، ومن خلال الخطة الإبراهيمية التي روجت لها بدعم من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب .
ليس على الفلسطينيين سوى التشبث بأهدافهم الإستراتيجية في تحرير ارضهم ووطنهم ، والعمل على تراكم المنجزات التي من شأنها انتاج ميزان قوى يتيح لهم الإتكاء على ارادتهم اولا. وعلى ميزان قوى اقليمي داعم لهم ثانيا ، يسمى محور المقاومة ، وهو المحور الذي يتبلور ويتطور كل يوم .
المهم الثبات وعدم تقديم التنازلات واسقاط الرهانات التسووية التي يمكن ان يسوقها بعض العرب بغطاء اميركي مسموم .