Les actualités les plus importantes et les plus récentes du monde en français

قبلان: البلد شراكة بتاريخه وحاضره ومستقبله لا يقبل التقسيم وأيّ تفكير في هذا المجال انتحار

ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، اعتبر فيها أنه “لا شك ولا ريب أن الحرب التي تشنّها تل أبيب على قطاع غزّة بشراكة واشنطن والأطلسي هي أسوأ حروب العالم، وأخطر إبادة في تاريخ العالم المعاصر، ورغم ذلك فقد خسرت تل أبيب حربها وباءت بالفشل، والعالم تغيّر، ولعنة غزّة ستلاحق الصهاينة وتمحقهم، وزمن هيمنتهم انتهى، وسيبقى الشرق الأوسط لشعوبه، والتطبيع خيانة لا خيانة بعدها، وما بعد 7 تشرين الأول تاريخ جديد، والكيان الذي يعيش على حماية واشنطن والأطلسي مصيره الذل والزوال”.

وقال:” إن “ما يجري في باب المندب يؤكّد سيادة شعوب هذه المنطقة، وشجاعتها، وضمانتها الفعلية، ولعبة القوة البحرية الدولية بقيادة واشنطن مكشوفة، وحذارِ من دخول العرب في هذه اللعبة الخبيثة، لأنها خيانة لغزّة والقدس وأطفال ونساء فلسطين، فضلاً عن خيانتها لدين العرب وشرفها”.

أما بالموضوع الداخلي، فأكّد أن “البلد شراكة تاريخ، ووطن وأماني، والشراكة الإسلامية – المسيحية جوهر وجود هذا الوطن، ولبنان بتاريخه وحاضره ومستقبله لا يقبل التقسيم، وأيّ تفكير في هذا المجال انتحار، فلبنان وُجد ليبقى موحّداً مسلمين ومسيحيين إلى الأبد، ولعبة بعض الأوكار الخارجية مكشوفة، والخرائط والأدوات المستورة التي نعرفها جيداً لن تنفع، والتعويل على الأدوار الملوّنة والأقنعة المغسولة رهان خاسر”.

وأضاف:”منذ عشرات السنين يتأكّد للبنانيين أن المقاومة أكبر ضمانات سيادة لبنان واستقلاله، وما تقوم به المقاومة على الجبهة الجنوبية خدمة عظمى للبنان الكيان، بمسيحييه ومسلميه، ومطبخ الصريخ الدائم المدفوع الأجر سلفاً معروف الجهة والاسم ولا يخدم سوى مصالح تل أبيب، ولن نقبل بموطئ قدم لتل أبيب في أي قطاع أو دور أو نفوذ في هذا البلد، وحذارِ من البعض، لأن الأمريكي يعيد غسل بعض الأقنعة لإعادة توظيفها ضد مصالح لبنان، ولبنان حرّ وسيبقى حراً وسيداً وعدواً لتل أبيب، فما تقوم به المقاومة فخر لبنان والمنطقة والعالم”.

وختم المفتي قبلان قائلاً:”كعادته هرب المجتمع الدوليّ من الالتزام بما عليه لجهة النزوح في هذا البلد، رغم أنه الجهة التي قادت حرب العالم في سوريا، والمسؤول الأول عن كارثة النزوح، ورغم ذلك ما زال الغرب يوظّف النزوح بعملية الإغراق والضغط بمختلف القطاعات على بعض الدول وعلى رأسها لبنان، والمطلوب من الحكومة اللبنانية وأجهزتها القيام بمسؤولياتها اتجاه النزوح، وفتح البحر على أوروبا، إن لزم الأمر، وإغلاق الباب بوجه أي نقاش غربي في هذا المجال. والغرب الغارق بدماء غزة وأطفالها ونسائها، والشريك الأساس بأسوأ جرائم العالم المعاصر، لا يحقّ له أن يتكلّم بالقضايا الإنسانية والحقوق والعدالة والمساواة؛ وعلى الحكومة تطبيق قوانينها السيادية فقط، ومنها منع اليد الأجنبية وحماية السوق اللبنانية، وقمع أي مخالفة للنزوح على الأرض والبنية التحتية، بما في ذلك الوجود غير المشروع، ومنه الترحيل، والغرب لا يفهم إلا لغة القوة، تماماً كتلك التي يتلقاها في باب المندب، وزمن الصفقات انتهى، وحماية البلد وديمغرافيته وأمنه وأمن أسواقه ويده العاملة ومصالحه الاجتماعية من أكبر القضايا السيادية للبنان”.