أشار الأمين العام لحزب “البعث العربي الإشتراكي” علي يوسف حجازي أن “الناس يموتون على أبواب المستشفيات في لبنان كل يوم، وإحدى المستشفيات رفضت إدخال سيدة إلى غرفة العمليات، وهي بين الحياة والموت، إذا لم تدفع شقيقتها مبلغ 15 ألف دولار. أقله على هذه الحكومة، وعلى القوى السياسية جميعها، ونحن منها، أن لا تحرم الناس من فرصة الطبابة والإستشفاء، وإن كنتم عاجزين عن إيجاد حل لهذا الموضوع، أعيدوا للناس حقوقها وأموالها وودائعها. ولكن أن تسلبوا الناس أموالها وتحرموها من الطبابة والتعليم فهذا أمر مؤسف وخطير”.
جاء ذلك خلال حفل تأبيني في بعلبك لمناسبة ذكرى أسبوع النقابي علي عادل عواضة، بحضور النائب غازي زعيتر، المعاون السياسي لأمين عام “حزب الله” حسين الموسوي، الوزير السابق الدكتور حمد حسن، أمين سر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى عبد السلام شكر، رئيس قسم محافظة بعلبك الهرمل دريد الحلاني، رئيس بلدية بعلبك بالتكليف مصطفى الشل، وفد قيادة حركة “أمل” في إقليم البقاع برئاسة الدكتور أيمن زعيتر، وفاعليات دينية وحزبية وقضائية وأمنية وعسكرية وبلدية واختيارية ونقابية واجتماعية.
وقال حجازي: “الرفيق علي عادل عواضة أحب هذه المدينة وأحبته، فكان دائم الحضور في مناسباتها حاملا همها، وأيضا عبرت بعلبك عن حزنها يوم تشييعه وفي مراسم التعزية، واليوم من خلال حضور كل فعالياتها وعائلاتها. كما أن الرفيق “أبو حسين” حمل السلاح يوما في صفوف حزب البعث العربي الاشتراكي، وكان حاضرا في كل مكان انتشار حزبنا، ونحن نحتاج إلى الوفاء والثبات والولاء الراسخ غير المتقلب بحسب الظروف، وإلى المخلص لبيئته ومدينته وحزبه ودينه وعقيدته، وهذا ما كان عليه رفيقنا علي”.
وتابع: “من مزايا الرفيق علي الوفاء لفلسطين التي تتعرض اليوم لحرب كونية أميركية غربية بآلات صهيونية، ولكن فلسطين نجحت بأن تصمد وتنتصر، وأن تقول لكل العالم لا يستطيع أحد في هذا العالم أن ينتصر على أصحاب الأرض والقضية والمبدأ، وشاهدنا الأسقف الأسرائيلية والأميركية التي أعلنت عند انطلاق الحرب على غزة، وها هي اليوم قد سقطت كلها، فلم تسحق حماس، ولم تهزم المقاومة، ولم يخرج الأسرى بالقوة”.
ورأى أن “الهدنة التي أعلنت هي بداية انكسار العدو الصهيوني، وتأكيد بأن نتيجة الحرب قد حسمت يوم 7 تشرين الأول. فلسطين تحتاج منا اليوم الوفاء والحضور والثبات والدعم وهذا ما عبر عنه محور المقاومة بكل دوله وحركاته، وهذا ما لم تستطع ان تعبر عنه دول عربية وإسلامية اجتمعت في قمة أصدرت بيانا لا يشبه المرحلة وخطورتها، ولا يمكن أن يكون معتمدا للمقاومة في فلسطين”.
وأكد أن “المقاومة عبّرت بحضورها عن قدرة على الانتصار بفضل صمودها، أما الصهاينة فقد انتصروا بقصف المستشفيات والمدارس والجوامع والكنائس والأطفال الخدج والمباني والأبرياء طيلة 48 يوما من المواجهة، وللأسف يحاول البعض ان يُظَهِّر نجاح دخول العدو الصهيوني إلى بعض الأراضي الفلسطينية بأنه بداية انتصار وهذا ليس صحيحا، لأنهم اختاروا الخاصرة الرخوة لغزة حيث لا يوجد أنفاق، وفي حال عاد العدو الصهيوني واستمر في حربه، فإن ما ينتظره أصعب بكثير مما تعرض له في المرحلة الأولى من الحرب. والعدو كلما تعمق في الأراضي الفلسطينية سيواجه المزيد من الأبطال الشجعان الذين ينتظرون وصوله إلى المناطق التي ينتشرون فيها لتلقينه درسا لن ينساه أبدا”.
وأردف: “المقاومة في لبنان وقفت سندا لغزة، وإلى جانبها، وعبّرت عن موقف وطني وعربي وقومي شجاع. ولمن يسال لمن القتال؟ فالقتال من أجل فلسطين وشعبها ومقاومتها، من أجل غزة وأطفالها ونسائها والأبرياء، ومن أجل الابرياء في غزه ونصره المقاومة في فلسطين”.
وتابع: “نحن لسنا بحاجة إلى أن نبرر لأحد، فحينما حضر كل هذا العالم لينصر العدو في حربه على غزة ومقاومتها، لم يقدم أي تبريرات. نحن نقاتل من أجل فلسطين وشعبها بالدم وبالشهداء، وبأبناء القادة الذين يرتقون شهداء، نقاتل من أجل ان نقول نحن لا نطلق شعارات حينما نتحدث عن المقاومة. والذين يتهموننا اليوم باننا قصرنا مع فلسطين، هم جيوش التطبيع، هم أصوات التطبيع، هم الذين غدروا بالمقاومة عام 2006، وسيغدرون بالمقاومة في كل مرة تواجه المقاومة حربا مع هذا العدو. نحن لم نرسل أكفانا لشعب غزة، نحن أرسلنا صواريخ، وخضنا اشتباكات مباشرة طوال 48 يوما. وبالمناسبه من يريد أن يعرف حجم هذه المواجهة في جنوب لبنان، عليه ان لا ينتظر الشاشات العربية، بل عليه أن ينتظر ماذا سيقول الصهاينة أنفسهم عن ما واجهوه في جنوب لبنان. علما بان المقاومة في لبنان حتى الساعة لم تكشف إلا عن القليل القليل مما تملكه وما أعدته لأي حرب مقبلة”.
ورأى أن “سوريا التي تُستهدف في كل يوم، لا تُستهدف عن عبث، ولا تُستهدف لأن الطائرات الاسرائيلية لا يوجد لديها أهداف، بل تستهدف لأن إسرائيل تدرك جيدا ما هو دور سوريا في هذه المواجهة، وأن السلاح الذي تقاتل به المقاومة في فلسطين هو إما من إنتاج سوري، أو من خبرات سوريا، وإما نقل عبر سوريا. علما بأن سوريا منذ 15 آذار 2011 تواجه نفس المشروع الذي تقاتله المقاومة اليوم في فلسطين، ونقاتله نحن في لبنان. ومن يعتقد أن في سوريا معارضة، أو أن في سوريا محاولة لبناء نظام ديمقراطي هو واهم، في سوريا محاولة حقيقية وجدية لاقتلاع آخر قلاع المقاومة في هذه المنطقة على مستوى النظام الرسمي العربي. والعراق البطل الشجاع تستهدف مقاومته في كل يوم القواعد الأميركية في العراق وفي سوريا. كما أن اليمن الشجاع البطل، بالرغم من كل ما واجه من قصف وتدمير وحرب كبيرة، ها هو اليوم يصر على أن يكون شريكا في المواجهة والمقاومة ويطلق صواريخه متجاوزا كل الخطوط التي وضعت في وجهه. وكنا نتمنى ان يكون في كل دول جوار فلسطين مقاومة أو رئيس يدعم المقاومة كالرئيس بشار الأسد في سوريا”.
واعتبر حجازي أن “إيران لا تزال تعاني من الحصار الجائر لأنها تدعم حركات المقاومة على مستوى المنطقة. فنحن وكل الذين يحملون السلاح، تتوفر فينا الإرادة والشجاعة والقدرات والكفاءات لنقاتل، ولكن كنا نحتاج لمن يدعم ويسلح، ولمن يساهم في تعزيز قوة المقاومة، فكانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحدها السند الحقيقي لكل حركات المقاومة”.
وألقى كلمة العائلة الإعلامي أحمد عواضة، فقال: “الموت هو القدر الحتمي الذي يأخذ منا أعز من نحب، ويترك حزنا ودموعا في عين من كان قدره البقاء دون من يحب. إن الموت حق على جميع البشر، ونحن لا نملك إلا التسليم بقضاء الله وقدره والدعاء لمن نفارقهم، ونحن نجتمع اليوم في حفلنا التابيني هذا تكريما لابن بعلبك البار المأسوف على شبابه “أبو حسين” الذي أفنى عمره من أجل الحفاظ على تراث بعلبك، والعمل من سبيل تنميتها وخدمة أهلها، وهو الذي تميز بغيرته على مدينته، فكان حلمه تميز بعلبك بنظامها ونظافتها، وعمل من أجلها في كل المواقع التي شغلها في مختلف الميادين في حزب البعث العربي الإشتراكي، ولجنة مهرجانات بعلبك الدولية، ونقابة أصحاب المؤسسات والمحال التجارية، وجمعية تجار بعلبك. لقد خسرناك وخسرتك بعلبك وكل من عرفك وأحبك، ولكننا لا نقول إلا ما يرضي الله إنا لله وإنا إليه راجعون”.
وختاما تحدثت باسم أسرة الفقيد كريمته المحامية ميرنا، مشيرة إلى مناقبية والدها الذي رافقها في كل محطات حياتها، “الذي كان حبيبا ومؤنسا لكل من عرفه، يحترم الكبير، ويحن على الصغير، وصاحب كلمة حق وابتسامة دائمة، ويشهد الجميع لسيرته الحسنة”.