توافق البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب، على ضرورة الاسراع في عقد قمة روحية لمناقشة الاوضاع السائدة في لبنان والمنطقة في هذه الظروف العصيبة.
وأكد العلامة الخطيب “الاستعداد لاستضافة هذه القمة في مقر المجلس الشيعي في الحازمية، فوافقه البطريرك الراعي على ذلك، واتفق على التواصل مع المرجعيات الروحية لمناقشة الترتيبات في هذا الصدد”.
وكان الصرح البطريركي في بكركي شهد اليوم لقاء مثمرا بين البطريرك الراعي والعلامة الخطيب على رأس وفد من المجلس الشيعي ضم: المفتي الشيخ عبد الامير شمس الدين والمفتي الشيخ حسن عبد الله والمستشار الخاص الدكتور غازي قانصوه والمستشار الاعلامي لرئاسة المجلس واصف عواضة ومعاون العلاقات العامة في المجلس علي الحاج.
وحضر اللقاء المطران بولس الصياح والمطران سمير مظلوم والمسؤول الاعلامي في الصرح وليد غياض والاعلاميان جورج عرب وسركيس ابو زيد.
تبادل كلمات
وبعد كلمة للاعلامي جورج عرب باسم “منتدى الفكر”، تحدث العلامة الخطيب، فاعتبر أن هذا اللقاء “أكثر من ضروري في هذه الظروف الصعبة التي تمر على لبنان وما يحصل في فلسطين المحتلة وانعكاساته على وطننا لبنان”، مشددا على “ضرورة الوحدة الوطنية لانها هي الاساس وهي التي تحافظ على الوطن وسيادته”.
وقال:” إن المجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني في غزة ضد الشعب الفلسطيني على مرأى من العالم أجمع، تعنينا بشكل مباشر انطلاقا من عدالة القضية الفلسطينية والشعب المظلوم الذي يعاني منذ 75 عاما في الوطن والمنافيم ثلما تعنينا فلسطين بقدسها الشريف ومدنها المقدسة وهي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وموئل السيد المسيح وموقع المسجد الأقصى وكنيسة القيامة”.
أضاف :”كما تعنينا من منطلق ارتداداتها على لبنان، ولا مجال للحياد في هذا الموضوع.
لذلك جئنا الى هذا الصرح لكي نتشاور مع صاحب الغبطة في ما يمكن القيام به لمواجهة هذه الظروف”.
ورأى الخطيب أنه “من الضروري ان يكون اللبنانيون في موقف واحد امام العالم ويجب الا تنعكس الانقسامات السياسية على الوحدة الوطنية”، واشار الى اننا “كمرجعيات روحية لسنا حياديين على ما يجري من اعتداءات على سيادة لبنان، لذلك على اللبنانيين ان يكونوا شعبا واحدا وان يكون لهم موقف واحد وان نضع الخلافات السياسية جانبا ، وان نضع الخلافات السياسية جانبا وان نؤجل الخلافات السياسية وألا ينعكس ذلك على المواطنين”.
وشدد على “ان الشعب يجب ان يكون له موقف واحد وموحد”، وقال:” نحن حرصاء على وحدة اللبنانيين وان يبقى لبنان وطنا واحدا لجميع ابنائه وان نقف جميعا في وجه الاخطار في موقف يحفظ سيادة وكرامة لبنان وشعبه”.
البطريرك الراعي
من جهته رحب البطريرك الراعي بالوفد، معتبرا أن “الحرب على غزة تجعلنا ندرك ان الهدف هو اطفاء القضية الفلسطينية ولكن هذه القضية لا تموت”، وقال: نحن أمام مأساة كبيرة من تاريخ البشرية ونصلي الى الله لكي يضع حدا لهذه الحرب”.
وقدم البطريرك الراعي التعازي بالشهداء الذين سقطوا وآخرهم نجل النائب محمد رعد، وقال:” سنتصل بالنائب رعد لتعزيته بنجله ولتكن دماء الشهداء من اجل لبنان حفاظا للبلد ليظل ارض التلاقي والعيش المشترك”.
كما أعرب عن أسفه لشهيدي قناة الميادين فرح عمر وربيع المعماري، موجها التعازي للقناة.
وطالب البطريرك الراعي بضرورة “عقد قمة روحية في أسرع وقت لاراحة الشعب اللبناني ولاتخاذ موقف واحد”. وقال:”الجميع خاسرون في الحرب، وهي لن تحل يوما اي قضية، وإله السلام يريد السلام لكي يعيش الناس في طمأنينة وأمان”.
رد الخطيب
ورد الشيخ الخطيب على كلام الراعي في موضوع القمة الروحية، وقال:” هذه القمة جيدة وسيكون لي لقاءات مع مختلف المرجعيات الروحية للتوصل الى تعيين موعد لها. والمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى مستعد لاستضافتها في مقره في الحازمية”.
ورد البطريرك بالموافقة على هذا الاقترح.
أسئلة
وبعد اللقاء تحدث العلامة الخطيب إلى الصحافيين مركزا على مواقفه أمام البطريرك.
وسئل عن موضوع التمديد لقائد الجيش فأكد “أن هذا الموضوع هو في يد السلطات المعنية من حكومة ومجلس نيابي”، مشددا على “معالجة هذه القضية بعيدا عن الخلافات السياسية”.
وشدد العلامة الخطيب على وجوب انتظام المؤسسات في لبنان وانتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن وتشكيل حكومة لمواجهة الظروف الصعبة.