عرض الزميل باسم الرواس المقيم في العاصمة القطرية الدوحة، في تحقيق بثته وكالة الصحافة الفرنسية، عن التحضيرات القطرية للعد التنازلي لاستضافة الدوحة كأس آسيا 2024 في كرة القدم في كانون الثاني المقبل.
وجاء في التقرير: “بهدوء يخرقه بعض الزائرين بحثا عن صور رمزية، تستقرّ “ساعة العد التنازلي” لكأس العالم 2022 في كورنيش الدوحة في قطر، بعد عام من أول مونديال في الشرق الأوسط.
وتبدو اللوحات الإعلانية التي تحمل شعار “كل شيء الآن”، مصطفة على الطرق السريعة في العاصمة، في انتظار استعادة الزخم الجماهيري مطلع السنة المقبلة، باستضافة كأس آسيا لكرة القدم للمرة الثالثة بعد 1988 و2011.
وأسند الاتحاد الآسيوي لكرة القدم تنظيم البطولة لقطر، بدلا من الصين المعتذرة بسبب سياستها للحد من انتشار فيروس كورونا، في ما بدا أنه أول استثمار للدولة الغنية بالغاز لإرثها المونديالي على مستوى الملاعب والمنشآت.
ويقول جاسم الجاسم، الذي كان يشغل منصب نائب رئيس العمليات في كأس العالم “قطر 2022″، لوكالة “فرانس برس” بعد مرور سنة على المباراة الافتتاحية للبطولة، “من الصعب للغاية أن تجد حدثا يتفوّق على كأس العالم. هذا أمر مؤكّد! لكننا كلجنة منظّمة محلية، سنقوم بتنظيم كأس آسيا، وكأننا ننظّم كأس العالم”.
يستذكر جاسم الساعات التي سبقت حفل الافتتاح، “في مثل هذا الوقت من العام الماضي، كان يوما متوترا للغاية، لكن أعتقد أننا كنا سعداء للغاية وفخورون جدا بما حققناه كدولة”.
وبعد نيلها شرف استضافة المونديال في 2 كانون الأول 2010، تحوّلت الدولة الصغيرة إلى ورشة كبيرة، إذ انطلقت المشاريع لإصلاح البنية التحتية الخاصة بالنقل والإقامة وملاعب الاستضافة.
يرفض الجاسم ما وُصف بأنه أغلى كأس عالم في التاريخ بتكلفة 220 مليار دولار، “طبعا، البطولة تستحق ما أُنفِق عليها من كل الجوانب، لكن ليس عدلا القول إن 220 مليار التي أنفِقت على البنى التحتية، بما في ذلك المطار والمترو وشبكة الطرقات، كانت من أجل كأس العالم”.
ويضيف “يمكن القول إن البطولة سرّعت في إنجاز بعض المشاريع، كالمترو، فضلاً عن أن كلفته تقلّصت 25 % عن تلك التي كانت مقرّرة في حال تم إنجازه عام 2026، كما كان مقرّراً”.
وأوضح الجاسم أن سبعة من ملاعب كأس العالم الثمانية في قطر شُيّدت بتكلفة 7 مليارات دولار.
وكان مقرّرا تقليص حجم الملاعب، بما في ذلك استاد لوسيل (80 ألف متفرج)، وتفكيك ونقل ملعب 974، المشيّد من حاويات الشحن، بالكامل، لكن وبحسب الجاسم، “كل هذه الخطط، علّقت مع استضافة قطر لكأس آسيا”، التي يتولى مهمة مديرها التنفيذي.
وأضاف “المستقبل الآن لاستاد لوسيل هو حفل الافتتاح والختام لكأس آسيا”، دون أن يوضح كيفية استخدام الملعب الذي شهد تتويج الأرجنتين باللقب العالمي، في أعقاب البطولة القارية المقرّرة في كانون الثاني المقبل.
ومن دون الخوض في التفاصيل، يقول جاسم إن “هناك خطة لاستاد 974، الذي لن يُستخدم في كأس آسيا، سيتم الإعلان عنها قريبا جدا”.
ورأى الجاسم أن “الهجمة التي تعرّضت لها قطر في الإعلام الغربي كانت بسبب رؤية البعض أننا لا نستحق استضافة كأس العالم، بدليل أنها توقفت بعد انتهاء البطولة”.
وعلى مسافة 7 سنوات من استضافة المغرب، بملف مشترك مع اسبانيا والبرتغال، لمونديال 2030، و11 سنة من الاستضافة السعودية لنسخة 2034، يعتبر الجاسم أن “قطر فتحت الباب لكل الدول بأن تحلم في تنظيم كاس العالم”.
ويضيف “إذا اردت الحديث مع أحد قبل 20 عاما انه من اصل 4 بطولات لكأس العالم سترى استضافة لدول مثل قطر، المغرب، والسعودية، سيكون من الصعب فهم ذلك أو حتى تصديق الأمر”.