قال عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسين جشي خلال الوقفة التضامنية التي نظمها “حزب الله” في منطقة جبل عامل الأولى مع فلسطين وأهلها ومقاومتها عند دوار الاستشهادي هيثم دبوق في مدينة صور: “إننا نقف تضامنا مع غزة الأبية والضفة وشعبها الفلسطيني الصابر والمجاهد والمضحي، ونقول لكم ما قاله الأمين العام المفدى سماحة السيد حسن نصر الله، نحن معكم في قلب المعركة، وقد دخلناها في اليوم التالي لعملية طوفان الأقصى، ونقدم عشرات الشهداء قرابين على طريق القدس”.
وشدد على أن “طوفان الأقصى حفر هزيمة مدوية في تاريخ هذا الكيان، ولم يمحَ أثره لا بقتل الأطفال والنساء ولا بهدم البيوت وضرب المستشفيات، وهو زلزل كيان هذا العدو، فصار يترنح إلى أن حضر الأميركي على عجل، وتدخّل على كل المستويات السياسية والأمنية والعسكرية واللوجستية لمنع هذا الكيان من السقوط”.
ورأى جشي أن “وضع كيان العدو اليوم المأزوم والمحبط والمربك والقلق على المصير بعد عملية طوفان الأقصى ليس كما قبلها، ولذلك يسعى جاهداً عبر كل أدوات القتل والتدمير والإجرام ليعيد الصورة التي كان عليها في السادس من تشرين الأول، أي قبل عملية طوفان الأقصى، وهذا لن يحصل مهما فعل، لأن القتل للأطفال والنساء وتدمير البيوت على رؤوس ساكنيها وارتكاب المجازر، لا يصنع نصراً”.
وأشار إلى أنه “قد مضى 44 يوماً من العدوان على غزة العزة، ولم يتحقق أي من أهداف العدو المعلنة، ولم يحرروا أسيراً واحداً، بل إن العدو لم يعلن حتى اليوم عن تحقيق أي إنجاز عسكري في مواجهة المقاومين الأبطال في غزة، وإن قادتهم الذين يديرون الحرب، يتحدثون عن تعقيدات وعوائق، وبعضهم يعبر بأنهم يخوضون حرباً قاسية في غزة، والبعض الآخر يقول، نحن نقاتل أناساً لا نراهم”.
وأضاف: “اليوم نرى التخبّط والارباك عند قادة العدو، حيث إن بعضهم يصرح، بأنه بعد التوغل من جهة الغرب باتوا على مقربة من الوصول إلى الأنفاق، ثم في اليوم التالي يصرح البعض، بأننا ما زلنا في بداية البداية للمعركة، وهذا يدل على أن العدو لا يزال ضائعاً ولا يهتدي إلى السبيل لتحقيق بعضاً من أهدافه المعلنة، ومنها تحرير الأسرى والقضاء على حماس”.
وقال: “إن الأميركي والأوروبي يتحمّلان مسؤولية تغطية هذا العدوان على أهلنا في فلسطين، ومن يصمت أمام هول مئات المجازر التي ارتكبت، وأمام حصار وتجويع شعب بأكمله، هو عديم الأخلاق والإنسانية، ولا يحق له بعد اليوم أن يتكلّم عن حقوق الانسان. نحن نعرف الأميركي المجرم والمنافق جيداً، وقد قال الإمام الخميني قبل أربعين سنة، فليعلم العالم أن كل مصائبنا هي من أميركا، وأن إسرائيل هي جزء من أميركا، وأن أميركا هي الشيطان الأكبر، وكان القائد الراحل جمال عبد الناصر يردد، إسرائيل هي أميركا، وأميركا هي إسرائيل، وبايدن نفسه يقول، “ليس شرطاً أن تكون يهودياً لتكون صهيونياً، وإذا لم تكن إسرائيل فعلينا اختراع إسرائيل”.
وتابع: “من هنا نتوجه إلى حكام التطبيع بالقول، إن الأميركي الماكر والمخادع، هو عدو الأمة جمعاء، وهو يظهر لكم بمظهر الوسيط، ووعوده شيطانية، وسرعان ما يتخلّى عن أتباعه، كما حصل مع شاه إيران، وحسني مبارك، وغيرهما، ونقول لكم، بأن رهانكم على التطبيع مع العدو الصهيوني هو رهان خاسر، لأن هذا الكيان اليوم عاجز عن حماية مستوطناته، فكيف له أن يؤمّن الدعم والحماية لأنظمتكم، وللأسف لم تتخذوا حتى الآن موقفاً عملياً، في ما أن بعض دول أميركا اللاتينية طردت سفراء العدو”.
وأردف: “ليعلم الجميع، أن ما يقوم به العدو، من قتل وتدمير وضرب البنى التحتية والمستشفيات في غزة، ليس حرباً ضد حركة حماس فحسب، وإنما يريد العدو تهجير كل الفلسطينيين من القطاع، ويريد انعدام إمكانية الحياة في غزة، وهذا المشروع ليس جديداً، بل قبل عقود، حيث طرح رئيس وحدة الأبحاث والتخطيط في الجيش الإسرائيلي المدعو “غيورا إيلاند” مشروعاً قضى بنقل فلسطينيي غزة إلى سيناء بمساحة 720 كلم مربع، وإعطاء مصر مساحة مقابلها في صحراء النقب، ولكنه جوبه بالرفض، وطرح شارون المشروع مجدداً عام 2002 عندما هاجم المدن الفلسطينية حينها، وسمّى العملية حينها بالسور الواقي، ويصرح مؤخراً أصدقاء العدو العسكريين للقناة 12 الإسرائيلية، بأنه ليس في غزة أناس أبرياء، وغزة دولة نازية، ولذا على حكام وقادة الدول العربية والإسلامية أن يعلموا، بأن ما يقوم به العدو ليس تصفية الحساب مع حركة حماس والمقاومة في غزة وفق أهدافه المعلنة، وإنما هدفه الحقيقي، هو تصفية القضية الفلسطينية بالكامل وعلى مراحل، وهو الآن يسعى لتهجير أهالي غزة من أرضهم إلى مصر والأردن، وهذا لن يتحقق”.
وختم جشي: “يا أبطال غزة ويا أهلنا في فلسطين العزيزة، ويا ليوث الوغى وفرسان الهيجاء، أرادوا لغزة أن تعزل عن القضية الفلسطينية، فأصبحت غزة عنواناً للقضية، وقلب فلسطين النابض، الذي يضخ دماء العزة والشرف والكرامة في عروق الأمة، ونحن معكم وإلى جانبكم، ولن نترككم، ونحن وإياكم مع النصر المؤزر عما قريب إن شاء الله”.