Les actualités les plus importantes et les plus récentes du monde en français

النهار: هجمات عنيفة لـ”الحزب” و”حماس” وإسرائيل تتوعد

كتبت صحيفة “النهار”: اكتسب التصعيد الميداني العنيف عند خطوط الجبهة الجنوبية اللبنانية الإسرائيلية امس دلالات وابعادا عسكرية وسياسية طارئة وجديدة سواء جاءت كمؤشر لاتساع المواجهة اكثر فاكثر ضمن معادلة لا تزال تحت سقف تجنب الحرب الشاملة، او كانت نذيرا لاشعال لم يعد مستبعدا لهذه الحرب. ذلك ان كثافة الهجمات التي شنها “حزب الله” على مواقع إسرائيلية على خطوط المواجهة وابعد منها، ووقوع إصابات مدنية في الجانب الإسرائيلي، كما انضمام “حماس” الى اطلاق رشقات صاروخية من الجنوب على الجليل الأعلى، استتبع اطلاق تهديدات إسرائيلية “برد كبير” كما بتكثيف الغارات والقصف على العديد من المناطق الحدودية. ومع ان الأيام السابقة لم تكن قليلة الاحتدام على الجبهة، فان ابعاد التصعيد الذي شهدته امس لا يمكن عزلها عن المناخات التي تركتها مناخات ومقررات القمة العربية والإسلامية التي انعقدت في الرياض السبت ولا أيضا عن الخطاب الذي القاه الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله السبت أيضا. اذ انه رغم كل التفاوت الممكن في تقويم مقررات قمة الرياض فلم يكن تطورا عابرا ان تجمع 57 دولة عربية وإسلامية على جوهر المقررات التي شكلت ادانة كبيرة لإسرائيل وجرائمها المتوالية في غزة وشكل حافزا ضمنيا لاحتدام عمليات “المقاومة” بكل فصائلها ضد الجيش الإسرائيلي. كما ان كلمة نصرالله التي ترك فيها القرارات الحاسمة لـ”الميدان” بدا الكثير مما جرى امس في تكثيف هجمات “حزب الله” على المواقع والتجمعات العسكرية الإسرائيلية ترجمة لها.

والواقع ان الاحتدام الميداني بلغ ذروته مساء مع اعلان متحدث باسم الجيش الإسرائيلي عن إصابة 7 جنود جرّاء إطلاق قذائف هاون من لبنان تجاه مستوطنة المنارة. ثم أعلنت وسائل اعلام إسرائيلية لاحقا عن إصابة عشرة اشخاص بشظايا واصابات في الرأس في الجليل الأعلى بسبب القصف من لبنان .

واعتبر الناطق باسم الجيش الإسرائيلي ان “حكومة لبنان وحزب الله يتحملان مسؤولية أية عمليات تنطلق من الأراضي اللبنانية ولدينا خطة للتعامل مع الأوضاع على الحدود واللبنانيون سوف يدفعون ثمن ما حصل”. وأفادت وسائل اعلام إسرائيلية ان الكابينت الحربي الإسرائيلي عقد اجتماعا ثم تلاه اجتماع موسع للكابينت لاتخاذ قرارات حول لبنان .

وكتب المتحدث بإسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر حسابه على منصة “إكس”: “في الوقت الذي صرح فيه رئيس الوزراء اللبناني انه مطمئن من عقلانية أفعال حزب الله قام مخربو الحزب الارهابي باطلاق قذائف مضادة للدروع نحو مدنيين إسرائيليين من شركة الكهرباء ليصيب عددًا منهم. هذه هي هجمة ارهابية غير عقلانية استهدفت المدنيين وتخاطر بلبنان كدولة. أعتقد انه يجب على رئيس الحكومة اللبنانية الا يكون مطمئنًا بعقلانية أفعال”.

وقالت صحيفة “معاريف” الاسرائيلية إن “الجيش الإسرائيلي يستعد لرد كبير ضد “حزب الله” على خلفية تصعيد الهجمات”. وأشارت إلى أن “الجيش الإسرائيلي أمام مجموعة متنوعة من الخيارات لتوسيع الهجمات في لبنان دون التحريض على حرب”.

وانضمت “حماس” عصرا الى “حزب الله” مجددا في إطلاق 15 صاروخا من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل جرى اعتراض 4 منها. وأعلنت “كتائب القسام- لبنان” مسؤوليتها عن قصف شمال حيفا وشلومي ونهاريا .

وأفاد تقرير اجمالي عن اصابة 23 إسرائيليا بجروح، بعضها خطير للغاية، في سلسلة هجمات شنها “حزب الله” و”كتائب عز الدين القسام”.

 

“الكلمة للميدان”

وكان السيد نصرالله اكد في كلمته السبت “إنّ عمليات المقاومة الإسلامية مستمرة على الرغم من كل إجراءات الاحتلال الوقائية”. ولفت إلى أنه “حصل ارتقاء في عمليات المقاومة على مستوى العمل الكمّي وفي نوعية السلاح، كاستخدام المسيرات الهجومية ونوع الصواريخ، وأنّ المقاومة بدأت باستخدام صواريخ “بركان” التي يصل وزنها إلى نصف طن في عملياتها”.

واوضح “إنّ المقاومة الإسلامية أبلغت العدو بشكلٍ رسمي أنها لن تتسامح مع استهداف المدنيين”. ورأى “أنّ هناك موقفا عاما في لبنان متضامنا مع غزة ومؤيدا أو متفهما لعمليات المقاومة، باستثناء بعض الأصوات التي تعتبر شاذة”. واعلن ان “سياسة حزب الله في المعركة الحالية هي الميدان، الذي يفعل ويتكلم ثم نحن نعبر عن التطورات”، مضيفاً: “نحن في معركة الصمود والصبر وتراكم الإنجازات، والوقت الذي تحتاجه المقاومة والشعوب ويلحق الهزيمة بالعدو . وأنّ التضحيات المتراكمة هي التي تؤدي إلى قبول العدو بالهزيمة والاعتراف بها وممارسة فعل الهزيمة” .

اما الرئيس ميقاتي فاعتبر ان “حزب الله يتصرف بوطنية عالية وأنا مطمئن على عقلانيته”. واشار في حديث تلفزيوني الى اننا “لسنا هواة حرب ولن نقوم بأي خطوة لإشعال مزيد من الحروب في المنطقة”، موضحا ان “لبنان يتمسك بالشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ويؤكد عليها”. ولفت الى ان “الحذر موجود ونأمل أن تؤدي الاتصالات إلى وقف إسرائيل إطلاق النار في جنوب لبنان”.

 

ملف التمديد

هذه التطورات لم تحجب ملف التمديد لقائد الجيش والمواقف منه. وفي هذا السياق إستقبل مساء امس الرئيس ميقاتي في منزله في بيروت وفدا من نواب المعارضة ضم النواب: سامي الجميل، غسان حاصبني، بلال حشيمي، اشرف ريفي، مارك ضو، وضاح صادق وميشال معوض. وقال النائب الجميّل : “أتينا كنواب معارضين لنبلغ باسمنا جميعا رسالة واضحة الى رئيس الحكومة تتعلق بالخطر الداهم على مؤسسة الجيش، فنحن حريصون على هذه المؤسسة وعلى عناصرها وضباطها، ونرى بأن هناك بلبلة كبيرة، وخطرا كبيرا عليها، ونحن نحرص ان ينتهي هذا الأمر في أسرع وقت ممكن، ولهذا أتينا الى هنا لنقترح على دولة الرئيس اتخاذ قرار سريع في الحكومة لتأجيل تسريح قائد الجيش لمدة سنة، حفاظا على هيبة الجيش، وعلى هيبة القيادة، وعلى هذه المؤسسة التي تحوز على إجماع اللبنانيين. فجميع اللبنانيين اليوم بكل طوائفهم وانتماءاتهم يؤمنون بهذه المؤسسة، ومن واجباتنا جميعا المحافظة عليها. وأي خيار خارج هذا الخيار يكون غير دستوري وغير قانوني.

أضاف: نعتبر بأن المسؤولية الكبرى في هذا الشأن تقع على الحكومة، وعلى وزير الدفاع أن يقوم بهذا الدور ويصدر قرارا بتأجيل تسريح قائد الجيش، لأنه في ظل غياب رئيس للجمهورية لا قدرة على التعيين، إنما اذا كان وزير الدفاع غير مستعد للقيام بهذا الواجب، فعلى الحكومة ورئيس الحكومة تحمل مسؤوليتهم وان يعتبروا الوزير متلكئا عن القيام بهذا الواجب وبالتالي إن يصدر هذا القرار عن الحكومة. هذه هي وجهة نظرنا وهذا ما أتينا نطالب به الرئيس ميقاتي لأنه الطريق الأسهل والأفعل لتحقيق هذا الهدف وحماية هذه المؤسسة وحماية الجيش خصوصا في هذا الظرف الصعب الذي نمر به”.

وفي المقابل عاود رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل التشديد على رفض التمديد لقائد الجيش معتبرا ان “كل تمديد بالوظيفة العامة هو ضرب للقانون” وقال : “كذبة أن الجيش ينقسم إذا لم يتمدد لقائد الجيش، ولا تقف المساعدات لأنها للمؤسسة وليست للشخص، ولا شيء اسمه فراغ بالمؤسسات الأمنية لأن الحلول كثيرة ومتوفرة، وأول وأحسن الحلول هو تولي الضابط الأعلى رتبة، وهو مسيحي لمن استيقظ اليوم على حقوق المسيحيين . الأمر الثاني هو التكليف كما حصل بكل إدارات الدولة، ويمكن التكليف بالتوافق على الإسم، وثالث الحلول تعيين القائد مع المجلس العسكري عبر مراسيم جوالة موقعة من 24 وزير يقترحها وزير الدفاع بالتوافق، وكل الكلام عن طرح آخر لي هو كذب”.