أقام “حزب الله” مراسم تكريمية في “الذكرى 41 لعملية فاتح عهد الاستشهاديين أحمد قصير”، في مكان تنفيذه العملية عند مدخل مدينة صور، بحضور عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسين جشي، وعدد من العلماء والفاعليات وعوائل الشهداء.
بعد تلاوة سورة الفاتحة، أدت ثلة من مجاهدي المقاومة الإسلامية قسم العهد والولاء بالسير على نهج الشهداء، وضع بعدها أكليل من الورد أمام النُصب التذكاري لقصير.
وكانت كلمة لجشي قال فيها: “في يوم الشهيد نجدد العهد للشهداء الكرام بأننا ماضون على نهجهم وهديهم، وسنبقى أوفياء لدمائهم الزاكية التي تنير لنا الطريق، وتدك جبروت الطغاة والمستكبرين من الصهاينة وحماتهم المجرمين وعلى رأسهم الشيطان الأكبر النظام الأميركي”.
وتوجه “لعوائل الشهداء الصابرين المضحين”: “إن أبناءكم اليوم أضحوا مفخرة الأمة، وتاجاً على الرؤوس، والوقائع أكدت على مدى العقود الأخيرة، أن المقاومة المسلحة هي الخيار الأوحد والأجدى في مواجهة الصهاينة المجرمين، علماً أنه بالمقاومة المسلحة حصل التحرير عام 1985 وعام 2000 من دنس المحتلين، والتحرير الثاني عام 2017 من الإرهابيين التكفيريين. العدو اليوم مردوع بفضل سواعد المقاومين ونيران بنادقهم وصواريخهم، وهو يفكر الآن كيف يحمي كيانه المتزلزل بعد طوفان الأقصى، فيما كان سابقاً يرفع شعار إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات”.
ورأى أن “طوفان الأقصى حفر هزيمة مدوية في تاريخ هذا الكيان، ولن يمحى أثره لا بهدم البيوت والمشافي ولا بقتل الأطفال والنساء”. وقال: “تهافت الأميركي والغربي لإنقاذ الصهاينة، يؤكد على أهمية الدور الذي يقوم به هذا الكيان لخدمة مصالحهم بالسيطرة على موارد وثروات هذه المنطقة، وقد صرّح بعض الساسة الأميركيين بوضوح بالقول إن دعم إسرائيل استثمار جيد لأميركا، لذا فإن الأميركي بادر فوراً ومباشرة إلى إدارة المواجهة مع المقاومة الشجاعة في غزة العزة، وذلك بسبب الاحباط والانهيار الذي أصاب الكيان صبيحة 7 تشرين الأول. الأميركي المجرم هو الذي يؤمن الغطاء الدولي والسياسي ليمعن هؤلاء الصهاينة بارتكاب مئات المجازر بحق أهلنا في غزة والضفة، وهو يتحمل مسؤولية ذلك مع شركائهم الأوروبيين”.
واعتبر أن “تكتم العدو عن ما يمنى به من خسائر بشرية عسكرية، مردّه إلى استعانته بالمرتزقة، ومن جهة أخرى لحفظ معنويات جنوده وضباطه المنهارة، فضلاً عن الرأي العام الداخلي للمحتلين الصهاينة”. وقال: “ما يقوم به العدو من مجازر بقتل وجرح عشرات الآلاف من أهلنا في فلسطين، يؤكد للأجيال الشابة اليوم بشاعة وعدوانية وإجرام هذا الكيان بحق الإنسانية جمعاء، ويوفر علينا أن نشرح ذلك لأولادنا وما ارتكبه من مجازر على مدى 75 عاماً، من دير ياسين إلى حولا والعباسية وقانا مرتين وصبرا وشاتيلا وغيرها من المجازر، ولن يثنينا ذلك عن مواجهته بصبر وصمود وعزيمة وبأس شديد”.
وختم: “نرى ارتقاء المزيد من الشهداء على طريق القدس بشائر نصر بالتحرير العاجل للقدس الشريف ولفلسطين العزيزة، وإن الدماء الزاكية التي تسيل والدماء البرئية التي تراق، ستجرف هذا الكيان المصطنع والمتزلزل عما قريب”.
بعد ذلك، توجه الحضور إلى مكان تنفيذ عملية مدرسة الشجرة الاستشهادية في صور، ووضعوا إكليلا أمام اللوحة التذكارية، ومن ثم توجهوا إلى مكان تنفيذ العملية الاستشهادية في بلدة برج الشمالي، فوضعوا إكليلاً من الورد أمام النُصب التذكاري للشهيد، لتختتم الجولة في روضة شهداء المقاومة الإسلامية في مدينة صور، بوضع إكليل ورد عند ضريح الاستشهادي هيثم دبوق وشهداء المقاومة الإسلامية، وتلاوة السورة المباركة الفاتحة لروحه وأرواح كل الشهداء.
ديرقانون النهر
وأمام نُصب الاستشهاديين أحمد قصير وعلي صفي الدين، أقام “حزب الله” المراسم التكريمية للشهيدين، بمشاركة عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن عزالدين، وعدد من العلماء والفعاليات والشخصيات وعوائل الشهداء، وحشد من الأهالي.
وبعد أن أدت ثلة من المجاهدين قسم العهد والوفاء بالسير على نهج الشهداء، وضع عزالدين إكليلا من الزهر أمام النصبين، ثم قال: “لو لم يكن هناك مقاومة في لبنان خبرها العدو وعرف قدراتها، لكان العدو اليوم يتجاوز كل الخطوط الحمراء والقواعد والمواثيق والقوانين والمعاهدات، ولعله يفعل بلبنان أكثر مما فعل ويفعل في غزة، ولكن المقاومة في لبنان تردعه. نعاهد الشهداء ونقول لهم إننا ما زلنا على هذا النهج باقون ومستمرون في جهادنا ومقاومتنا ونصرتنا لفلسطين وأهلها والأقصى ولمسرى رسول الله، ولن نفرط بقطرة دم روت هذه الأرض الطاهرة وحررتها من رجس الاحتلال”.
وختم: “نريد لهذا الوطن أن يكون على شاكلة هؤلاء الشهداء العظماء، عزيزاً وقوياً وقادراً ومقتدرا”.