استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، وفدا من منتدى حوار بيروت برئاسة النائب فؤاد مخزومي، ضم ممثلي العائلات البيروتية ورجال أعمال وإعلام.
اثر اللقاء قال مخزومي:”نتوجه بأحر التعازي لعائلة وذوي الأطفال الأبرياء الذين استشهدوا أمس في عيناتا، ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى ونؤكد ضرورة العمل على توحيد اللبنانيين في مواجهة المجازر التي تستهدف المدنيين وتحييد لبنان، وعدم إقحامه في أي مواجهات أو حروب. وأكدنا ضرورة التفاف جميع القوى الوطنية والإسلامية حول دار الفتوى وسيدها ، لما تمثله هذه الدار من مرجعية وطنية ترسخ نهج الاعتدال وحصنا للمجتمع اللبناني في وجه التعصب الأعمى، وعدم الانزلاق بالخطاب والممارسة إلى الشعبوية الرخيصة الهدامة”.
وتابع:”شددنا على ضرورة نصرة الشعب الفلسطيني وأهل غزة والوقوف إلى جانب مطالبهم المحقة بالتحرر من الاحتلال ورفع الظلم عنهم، وفك الحصار عن القطاع وتأمين دخول المساعدات الإنسانية من دواء وغذاء ومياه ومحروقات بما يؤمن مقومات الحياة الكريمة لأهلنا في غزة، وطلبنا من سماحة المفتي من موقعه الوطني والإسلامي، أن يتوجه بدعوة المراجع السياسية الرسمية والشعبية كافة، من رئاسة مجلس الوزراء وإلى النواب ومختلف القواعد الشعبية والمجتمعية الى تقديم الدعم الإنساني والمناصرة لأهلنا في غزة في كل المحافل وتحديدا الدولية منها، ودفع المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار وضمان الوصول المستدام للمساعدات الإنسانية”.
واضاف:”وأكدنا موقف المنتدى الرافض للحرب في غزة وعليها، ودعمنا للشعب الفلسطيني الصامد في وجه آلة الحرب الإسرائيلية التي يدفع ثمنها المدنيون والأبرياء في القطاع، وشددنا أيضا على ضرورة الوقف الفوري للأعمال العدائية، وتطبيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بإقامة دولته وفقا لحل الدولتين بناء على المبادرة العربية للسلام التي أقرت عام 2002 في بيروت.وإذ شددنا على تمسكنا بالقضية الفلسطينية، أكدنا أهمية الحرص على الاستقرار والأمن في لبنان، وذلك من خلال تحييد بلدنا وتطبيق القرار الدولي 1701 بكل بنوده، وعدم خلق معادلات جديدة كمعادلة قواعد الاشتباك، التي تخرج لبنان عن مظلة الدستور وقرارات الشرعية الدولية”.
وختم:”قمنا بإدانة استهداف إسرائيل لمدنيين عزل وأطفال أبرياء في جنوب لبنان، وأكدنا أنها جريمة موصوفة وجددنا الدعوة الى حماية لبنان واللبنانيين من تداعيات ما يجري في المنطقة.وأشرنا إلى أن لبنان يعيش اليوم أوضاعا اقتصادية واجتماعية ومعيشية في غاية الصعوبة، والمطلوب حماية بلدنا وعدم الزج به في أتون الصراعات وتحييد لبنان عن الحرب، والعودة إلى الدستور، والتمسك باتفاق الطائف، وضرورة انتظام الدولة ابتداء بانتخاب رئيس للجمهورية وحكومة كاملة الصلاحيات والثقة وانتظام المؤسسة العسكرية. وطالبنا الحكومة اللبنانية بالعمل بشكل جدي على توفير الإمكانيات المالية واللوجستية اللازمة لتطبيق خطة الطوارئ، وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين في هذه الظروف الصعبة، واكدنا استعداد وجهوزية مؤسسة مخزومي للوقوف الى جانب أهلنا كما اعتادوا عليها لأكثر من 25 سنة.”