معاناة الغربة للأفراد
الغربة كلمة يكثر تفسيرها هي نوع من الهجرة أو نزوح عن الوطن يضطر الإنسان أن يترك وطنه ويغادره بحثا عن الرزق بعد أن تضيق سبل العيش فيه وقد تقذفه الظروف المعاكسة إلى أن يغترب ويبتعد عن من يحبهم في سبيل العمل أو الدراسة وفي كل الأحوال يكون بعيدا عن أهله وناسه ، ومن يبتعد عن من يحبهم أصبح كالغريب بين الناس.
فيكون السفر رحلة من العذاب لأنك لا تعلم متى تعود وهل فعلا ستعود سالما أم كيف ستكون عودتك ؟ فالغربة جزء من حياة بلا روح ،،،،،
في البداية يكون هناك شيء من الحماس وبعد فترة من الزمن يتلاشى هذا الحماس ليحل مكانه القلق والملل والوحدة وهنا تبدأ المعاناة .
فكم من رجل ترك زوجته وعياله من أجل لقمة العيش وهو لا يعلم ماذا يخبىء القدر له فيعيش تحت ضغط نفسي وقد يفقد سنوات من عمره التي كان من المفروض أن يعيشها بجانب عائلته وأهله ولن يحس بمرور هذه السنوات، وهنا تبدأ معاناة الزوجة مع أولادها وحدها فيضطر الأب في بعض الأحيان أن يجلب عائلته إلى مكان إقامته في المهجر .
في بادىء الأمر تكون الأمور جيدة ومستقرة ومع مرور الزمن يكبر الأولاد وتبدأ المشاكل حيث يتتلمذ الأولاد بعادات وتقاليد غريبة عنهم ويتعلقون بثقافات غير ثقافاتهم ولا يستطيع الأهل أن يردعوهم .
إذا الغربة هي تضحية بالأصدقاء والأهل والأقارب وأحيانا بمستقبل الأولاد بحثا عن الماديات دون أن يكترثوا للصحة والمرض وفقدان الأحبة .
كم من عائلة إفتقدت حنان الأب أو الأخ وتعاني من لمة الأفراد في المنزل أو حول مائدة الطعام ؟ ففي كل أسرة عربية يوجد مغترب .
هل فكرتم بيوم من الأيام أن تسألوا المغترب ماذا ينقصه؟ بماذا يشعر في غربته ؟ لمن يفتقد ؟،،،،،،
أنظر إلى المغترب في العيد ستعرف معنى العائلة ولمة الأسرة……
أنظر الى المغترب في شهر رمضان ستعرف معنى الوحدة …..
أنظر إلى المغترب حين يمرض ستعرف معنى الذل …..
أيها الجالس في ربوع وطنك لا تقارن نفسك وأنت بين أهلك وناسك بالمغترب المحروم من كل هذه العواطف ولا تحسبها بالماديات فالأغلبية من المسافرين والمغتربين وإن ربحوا المال أحيانا خسروا أشياء كثيرة أثمن من الماديات وهي النفس المطمئنة وأصبحت مشاعرهم شبه محطمة .
ولكن للأسف لا أحد يشعر بأحاسيس المغترب إلا المغترب مثله .
فالغربة يا أحبائي تحتاج إلى قوة وتضحية وطاقة وصبر عالي جدا .
وهي إسم على مسمى غربة أي شيء غريب وجديد غير معروف فيها من الإيجابيات والسلبيات المتعددة والكثيرة ….
يتبع …..
حسناء شحادة