رأى رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” السيد هاشم صفي الدين أن “الذي يحصل في غزة اليوم هو النمط الأميركي من قتل ودمار وحصار وتجويع وإفقار، علما أن غزة بالأساس كانت تعيش الجوع والحصار والإفقار بفعل الضغوط الأميركية”، معتبرا أن “هذه المشاكل الحياتية والمعيشية والاقتصادية الموجودة في غزة بسبب الولايات المتحدة الأميركية، كانت أحد عوامل وأسباب تحرك المجاهدين لإنجاز عملية طوفان الأقصى”.
كلام صفي الدين جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه الحزب للشهيد الشيخ علي كاظم فتوني، في حسينية بلدة الصوانة الجنوبية، في حضور عضوي كتلة “الوفاء للمقاومة” النائبين حسن عز الدين وحسين جشي، مسؤول منطقة جبل عامل الأولى في “حزب الله” عبد الله ناصر وفاعليات.
وقال:”طوال كل المراحل السابقة، كنا في معركة حقيقية مع الأميركي الذي كان يضع بوجهنا الإسرائيلي ليستفيد هو والإسرائيلي معا في المعارك نفسها التي كانت تخاض في وجهنا، ولهذا كله لا يجوز على الإطلاق أن نغفل عن طبيعة هذا العدوان الذي يحصل اليوم في غزة، وعن طبيعة المعركة الدائرة في منطقتنا، ويجب أن يُبنى على فهم هذه الطبيعة للمستقبل”.
وشدد على أن “أميركا ليست قدرا لا يقاوم، وهي ليست إرادة لا تهزم، فأميركا التي تمتلك كل السلاح في العالم المتطور والتكنولوجيا، بإمكانها أن تقتل الأطفال وتدمر البيوت وتحاصر بلدانا بأكملها وتعاقب كما تشاء، ولكنها بسلاحها وكل أساطيلها لا يمكن أن تهزم إرادة سلّمت نفسها لله رب العالمين، وجربت وجاهدت وقاومت وانتصرت وكسرت الإرادة الأميركية والإرادة الإسرائيلية”.
ورأى أن “ما يحصل في غزة هو مآس كبيرة، وبطولات وتصد لكل هذا المشروع الأميركي والإسرائيلي، ونحن على ثقة كاملة وتامة أن المقاومة في غزة قوية ومقتدرة وباسلة، وأن الشعب في غزة قوي ومجاهد ومعطاء وصابر ومحتسب، وأن كل مكر أميركا ومن معها وكل ضغط إسرائيل بالقذائف الأميركية والقتل والمجازر، لن يفيد ولن ينفع. ففي نهاية المطاف هم سيتعبون، ولا سيما أنهم يراهنون على أنه سيأتي يوم يقول مجاهدو حماس والجهاد الإسلامي وكل المقاومين أننا تعبنا، ولكن هذا اليوم لن يأتي أبدا، لأن مجاهدي المقاومة الفلسطينية من حماس والجهاد وكل المقاومين الأبطال، مجربون وأشاوس وقادرون على القتال كما شاهدناهم على شاشات التلفزة بكل قوة وقدرة وعزم وإرادة، ويقفون بوجه الدبابات ويدمرونها، وبالتالي، هؤلاء يستحيل أن يستسلموا، فسيثبتون وسينتصرون، والذي سيتعب في نهاية المطاف هو الأميركي والإسرائيلي، وسينهزمون ويتراجعون”.
وختم : “مع هذه التحديات الجديدة نعود إلى قوتنا التي نستلهما من الإيمان والتوحيد، وإلى ما كنا عليه قبل أربعين عاما وكذلك قبل سنوات في سوريا، وإلى ما كنا عليه عام 2006 وفي كل المواجهات بغض النظر عن طبيعة المواجهة ومداها ومستواها ومحتواها”، لافتا الى أنه ” في كل هذه التحديات، فإن الذي يعطينا القوة والثبات، هو دم وعلم وثقافة وإيمان وجهاد الشهداء، وثباتنا جميعا رجالا ونساء وشبانا في هذه المواقع، لنثبت من جديد أن هذه المقاومة هي مقاومة الانتصار والعزم والسيد عباس والشيخ راغب والحاج عماد وكل الشهداء، فهذه المقاومة لا تنكسر ولا تهزم ولا تهدد، بل هي حاضرة وجاهزة وقادرة بإذن الله تعالى”.