Les actualités les plus importantes et les plus récentes du monde en français

جنبلاط دعا الى فتح معبر رفح: حل الدولتين قد يكون مستحيلا! هل نستغني عن الجيش وهل يجوز أن يكون بلا قائد؟

لفت الوزير السابق وليد جنبلاط إلى أن “الحرب الأهلية في لبنان كانت داخلية، وكان لها ضوابط خارجية، سوريا والمملكة السعودية، وكانت ساحتها محدودة، أما في حرب العام 2006 فقد كان ثمّة دول تحاول تجنيب لبنان الحد الأدنى من الخسائر، وكان هناك جاك شيراك والملك عبدالله وحسني مبارك، فانحصرت الحرب في بعض المناطق، لكن اليوم لا أحد جانبنا في ظل الانحياز الغربي الهائل لإسرائيل، وتحديداً الفرنسي الذي كان ضد التوازن في أوروبا، فأوروبا مُلحق بأميركا، واميركا ملحق باسرائيل”.

وقال جنبلاط في مقابلة أجراها معه الإعلامي ألبير كوستنيان عبر محطة” lbci”: “(الرئيس الفرنسي ايمانيول) ماكرون بنظره وكأننا ما زالنا نعيش في الإستعمار الفرنسي في الجزائر، إحدى تصريحاته الشهيرة أنّه لم يكن هناك حضارة جزائرية قبل الاستعمار. وأذكّره هنا بإحدى كبار الشخصيات الجزائرية الأمير عبد القادر الجزائري. ماكرون أتى إلى فلسطين ورأى نتنياهو وتحدث عن حلف داعش حماس، وعندما ذهب على عمّان غيّر رأيه. لا تتشابه داعش وحماس، فحماس شيء وداعش منظمة إرهابية. كل أوروبا متورّطة، فالأميركيون ورّطوها كما ورّطوا الروس بهذه الحرب الهائلة، وفي الشرق العربي مشروع الدولتين الذي كان يجب أن يُنادى به منذُ خمسين عاماً تمّ نسيانه”.

وحول ما يجري في جنوب لبنان، قال جنبلاط: “حتى الآن الإيقاع العسكري جنوباً ضمن الحدود ومَدروس. لكن عندما تبدأ الحرب لا أحد يعرف كيف يُسيطر عليها. حتّى لو كان حزب الله يعلم تجربة 2006 ومآسيها، مع تلك الأساطيل الكبيرة التي لم تأتِ إلى البحر المتوسط كنُزهة، وهي أساطيل هجومية ستُشارك في حال اشتعلت جبهة الجنوب، أو في حال لم تكفِ مُهمّة الطيران الإسرائيلي في غزة، وهناك قوات مارينز التي تنزل على الأرض ستشارك في عمليات دلتا. الجيش الاسرائيلي يتباهى بهذه القدرة الهائلة، لكنه في النهاية جيشٌ جبان ومجرم والقتل هو عنوانه”.

وعن إجلاء السفارات لرعاياها من لبنان، قال جنبلاط: “كل السفارات طلبت من رعاياها مغادرة لبنان. انهم يتحاشون لبنان في حال حصول أي حدث، حتى الآن لبنان لم يُجر إلى الحرب، ولكن لا أحد يعرف متى يتم تخطّي الخطوط الحمر”.

وأشار إلى أنّ “قرار حزب الله لبناني، لكن قد يكون ثمّة حيثيات خارج لبنان تذهب إلى الجمهورية الإسلاميّة في إيران”، لافتا إلى أنّ تصريحات وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان “مُلتبسة، ولا نعلم بالعقل الإيراني أين الدبيلوماسية”. وقال: “أنا عليّ أن أتخوف كَوْن تلك الأساطيل قد تهدف إلى ضرب الجمهورية. اسرائيل لم تستطع بعد كسب المعركة في غزة، لكن أقول أنّ تلك الاساطيل قد تكون مهمتها مساعدة اسرائيل في غزة ومجابهة الخطر المُحتمل أو العدو المُحتمل الذي هو الجمهورية”.

وعما إذا سيُصبح هناك حرب شاملة، ردّ جنبلاط: “بكل تصريحاتي لم أقل إنني أحبذ الحرب، وما من أحد يستطيع القول نعم للحرب، واكتفيت بالقول أتمنى ألا نُستدرج إلى الحرب، لأنه عندها لن يبقى شيء من لبنان، سيبقى أشلاء”.

ورداً على سؤال عما إذا كان راضيا بأداء حزب الله العسكري، أجاب جنبلاط: “أقرأ من بعيد، وأرى هذا الآداء العسكري والأداء المُضاد، حتى الآن لم يخرج عن القواعد لكن قد يخرج. أتمنى لحسابات محليّة ولحرصي على عدم توريط لبنان أن لا ندخل في الحرب، وقرار تهجير الفلسطينيين قرار يهودي – صهيوني قديم قبل أن يكون ثمّة رادع من قبل “حزب الله”. عندما كُنّا نتحدّث بالدولتين، نظرياً كان هناك مجال عام 1967 وفي السبعينات بدولتين، اما اليوم في الضفة الغربية هناك 800 ألف مستوطن ما عدا القدس، وهناك مليونا فلسطيني، سينتهي في ما بعد بالمشروع القديم الجديد، “شرق الأردن هو فلسطين”. وهذه كانت نظرية كل قادة اسرائيل أنّ الأردن هي فلسطين، والآن اصطدموا بغزة. هنا يوجد أمر مضحك وهو التهجير القسري، وكأن التهجير يكون طوعيا. هناك مليونا بشري محكومون بالاعدام في غزّة. وباتصال هاتفي من الاسرائيليين يقولون لهم اذهبوا جنوباً. وهنا السؤال: من المُسيطر الفعلي والمسؤول عن معبر رفح؟ ليت هذين المعبرين (رفح وبوابة صلاح الدين) يتم قصفهما من خلال الطيران وتفتح الحدود” – وكأن المطلوب قتل أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين قبل أن يهجّروا أو قبل التسوية”.

ودعا إلى “فتح الحدود مع مصر”.

وتابع: “نجحنا الآن كعرب في الرد من خلال التصويت في الجمعية العامة، لكن هذا القرار غير مُلزم، وهو قرار لا غوتيريس فرضه ولا جوزيف بوريل، وفرنسا بالجمعية العامة صوّتت ولكن لا أعلم كيف”.

وفي السياق، توجّه جنبلاط الى الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله قائلاً: “أقول لنصرالله أتمنى ألا ينزلق لبنان إلى الحرب حرصاً على لبنان وأهل الجنوب، وهو مُدرك لهذه المعاناة على ما أعتقد، والمطلوب ضبط النفس”.

وإذ أشارَ جنلاط إلى ان “الشعب الفلسطيني مُحاصر منذ عام 2008، من كافة الجهات العربية والإسرائيلية، ومن الطبيعي أن يكون لدى قسم منهم حقد”، لفت إلى أن “كل العرب دانوا حركة حماس قائلين إن هناك حالة من الحقد على الإسرائيلي. أنا لا أدين حماس. ما هي حماس؟ قبل أن تكون ايديولوجية دينيّة تُزعج غالب الانظمة العربية من الجزائر إلى مصر والخليج وغيرها، حماس فلسطين. تبقى حماس فلسطين، هي شعب فلسطيني، وهذا لا يعني انّ كُلّ فلسطين حماس، وأنا لا أدين الشعب الفلسطيني. اما الكيبوتس فهي مستعمرة عسكرية، استيطان على ارض الغير، وبالنسبة للفسلطيني هذه ارضه”. وسأل: “هل يُقام حفل إلى جانب سجن كبير؟”.

ورداً على سؤال إن كان يقبل بنظرية أنه ليس هُناك مدني في إسرائيل، قال جنبلاط: “اغلب الشعب عسكري ويتم تسليحه. ثم أي حركة تحرّر في العالم لم ترتكب اعتداءات على المدنيين. فبالأمس بعد الحرب العالمية الثانية ظهر ما يُسمى الغرب الديمقراطي عندهم، لكن عندما تأتي إلى الغير ليس ديمقراطيا”.

وعن أهداف عملية السابع من تشرين الأول في غزّة، أجاب: “في حال توقفت الحرب اليوم، هذه فضيحة للجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهر وللاستخبارات الإسرائيلية التي تعرف كل شيء في العالم. أمس كاد أن يقع شجار بين نتنياهو وجماعته بهذا الموضوع. نفس الشيء حدث بـ 6 اكتوبر (تشرين الأول) منذ خمسين عاماً، الجيوش العربية اقتحمت اسرائيل ولم تكن تعلم اسرائيل”.

وتابع: “إذا لم يُعالَج هذا القهر في غزة فالقتال سيستمر. لذلك، يجب فك الحصار ووقف اطلاق النار، للوصول الى الحل السياسي. وهنا السؤال أي حل سياسي؟ هل نستطيع أن نعود إلى حل الدولتين، قد يكون مستحيلا، الا إذا أوقف الغرب – أميركا المساعدات الهائلة الى الاسرائيليين ونبدأ بالاتحاد الأوروبي والبضائع الإسرائيلية ومقاطعتها”.

وعما يحكى أن محاولة لنسف التطبيع السعودي الاسرائيلي كانت من أهداف هذه العملية، قال جنبلاط: “المبادرة العربية للسلام التي انطلقت من بيروت عام 2008، منذ 12 عاماً هل هناك أرض باقية؟ الأرض مقابل السلام، لم تبق أرض، ونحن كعرب نقف عند كلام سابق ونردده ولا نقرأ ونرى ماذا يحدث على الأرض. في الاتفاق الابراهيمي قالت الإمارات واتمنى أن يتحقق: نحن نطبّع في حال توقف الاستيطان. اسرائيل اخذت التطبيع ولم يقف الاستيطان، كما جرت العادة. نفس الشيء الأمير محمد بن سلمان قالها. هذه الانتفاضة والعملية العسكرية ذكّرت العالم بأسره وشباب العالم بأن هناك فلسطين”.

وشدّد على انه “من المُفيد أن نعود ونقرأ كتاب أمين معلوف “الحروب الصليبية” ، لأنه آنذاك كان هناك عرب مع الصليبيين وكان هناك عرب ضدهم، وتحالفات اليوم كما وصفها أمين معلوف آنذاك. لأن احدى الاسباب أنه لا يجوز الخلط بين الاخوان الملسمين وشعب فلسطين”.

وفي إطار الرد على سؤال حول مؤامرة غربية – عربية – اسرائيلية على الشعب الفلسطيني، أجاب جنبلاط: “لا تُدخلني بهذا الأمر. فلنبق بالشعار، فلنبق بكتاب أمين معلوف أفضل. فهذا الذي يحصل في فلسطين، ذكّر العالم بأسره أن هناك فلسطين، كما لا يجوز أن ننطلق من حرب دينية، أي يهودي – مسلم، أو مسلم – مسيحي”.

وتابع جنبلاط: “يجب أن تُطلق فرنسا حرية التظاهر بدل منع التظاهر أو تغريم المتظاهرين، فإنها ثاني أو أول بلد مسلم بالغرب لناحية تعداد سكانها المسلم وعلى ماكرون ان يعترف بذلك. وعليه محاورة المسلمين والعرب في فرنسا وإعطائهم الحرية والمراكز”.

وتابع: “في موضوع العلمنة، هناك بعض المسلمين يرفضون العلمنة فلا يمكن تطبيقها عليهم في فرنسا، هناك من ينسجم معها والبعض الآخر لا ينسجم معها. آخر قرار لوزير التربية الفرنسي بمنع “العباءة”، فمن قال لك انها شعار مسلم، العباءة هي للجميع المسلم والمسيحي، فهي لباس. وهنا نعود الى حديث عن النقاب: النقاب شيء والحجاب شيء آخر، فعندما تذهب المرأة المسيحية إلى الحج في الأماكن المقدسة المسيحية تضع الحجاب، فما الفرق بين الحجاب المسلم والمسيحي؟”.

وعن تقييم الدور المصري في شأن التصعيد في غزة، سأل جنبلاط: “فقط مصر؟ هذه تركيا: اسرائيل تسحب سفيرها من تركيا، وتركيا لم تسحب سفيرها من إسرائيل”.

وبالنسبة للهجوم البري على غزة، أجاب: “حصل ويحاولون التجربة، لكن هذا يتطلب الوقت، والحرب قد تطول شهرين أو اكثر، إذا انتهت”.

أضاف: “العرق الأبيض في الولايات المتحدة يؤمن أن إسرائيل واليهود يجب أن يستوطنوا أو يحتلوا كل أرض فلسطين التوراتيّة، من ثم تأتي القيامة، والمطلوب من اليهود أن يصبحوا مسيحيين وإلا ستأتي القيامة ويأتي من يقضي عليهم، لكن هذه هي الفترة الاولى أي الاستيلاء على كل أرض الميعاد”.

ولفت جنبلاط إلى أنَّ “حرب الثمانينيات أوصلت إلى مدريد، والتي كادت أن تفتح آفاقاً على حل أكبر”. وقال: “لكن آنذاك بوش الأب لم يمدد له، وكان لديه وزير خارجية كبير اسمه جيمس بيكر، ثم دخل العرب في زواريب، دخل آنذاك أبو عمار بما يسمى أوسلو، في قضية أوسلو تفاصيل الحل النهائي، يعني مصير الأماكن المقدسة، الحرم الشريف “الأقصى”، لم تُنَاقش وتفاصيل المستوطنات كذلك لم تناقش. وعلمت منذ أسبوعين من باحث نروجي بأن وثائق أوسلو غير موجودة اليوم في النروج، بل سحبت كلها إلى إسرائيل، وحُرّفت وآنذاك كان هناك خرائط. اليوم، اذا كنت تريد البحث عن أوسلو فعليك الذهاب إلى اسرائيل، اذا كانوا سيعطونك شيئا. وهذا أمر غريب. لكنني لا أرى أي سلام، وعلى العالم العربي ان يعلم أنه، إذا لم يأخذ احتياطاته، فإننا بدأنا محاولة تصفية على مراحل للقضية الفلسطينية والوجود الفلسطيني في الضفة وفي غزة”.

ورداً على سؤال، قال جنبلاط: “كنا نستطيع أن نعول على إسحق رابين، ولكن عندما قُتل من قبل المتطرفين اليهود ذهب مشروع أوسلو للسلام بأكمله. مذذاك نتحدث عن السلام من أجل السلام، ولا يوجد مشروع جدي، بل اخترع لاحقاً سلطة تحت الاحتلال، وهذا الأمر لم يحصل على مدى التاريخ. وفي ظل المدافع لا يمكنك التعويل على شيء، ثم أتى من يدعم المَدافع بالأساطيل، وليس هناك بالغرب من لديه رؤية استراتيجية، إذ بعد احتلال الضفة سنة 1967، عقد شارل ديغول مؤتمرًا صحافياً وطالب بالانسحاب الكامل من الأراضي المحتلة وتدويل القدس. وقال لن يكون هناك سلام إلّا عبر الانسحاب وتدويل القدس. أين هو هذا الشخص التاريخي اليوم؟”.

أضاف: “أرض الميعاد لليهود لن يتخلوا عنها، ونعود للتوراة إلى العهد القديم، كما يستشهد به نتنياهو، والنبي يوشع، بعدما مات موسى دخل الى أرض كنعان وقتل الجميع، أو النبي إشعيا الذي استشهد به منذ يومين نتنياهو، وعليه لا يمكنك أن تتحدث بالسياسة مع هؤلاء. الغرب منحاز وأوروبا منحازة إلى أميركا. وأميركا منحازة إلى إسرائيل لأسباب عقائدية إيديولوجية. وهي أرض الميعاد عند المسيحيين الصهيونيين. أما الديمقراطية وحقوق الانسان إذا أمكن رميها بالبحر في أيامنا هذه. خيبة أمل من بلاد الأنوار والحضارات أمام المجزرة التي تحصل. لا يمكن التمييز بين انسان وآخر، فمثلما الانسان العربي له الحق بالعيش، كذلك اليهودي والمسيحي، ولكن هناك تمييز”.

ورداً على سؤال حول مشاركة مجموعات أخرى غير “حزب الله” في جنوب لبنان، قال جنبلاط: “أقول لحزب الله يكفي أن تكون الآلة العسكرية لكم وحدكم في الجنوب، ممسكة بقرار السلم والحرب، بالإضافة إلى وجود الجيش اللبناني. لكن عندما تدخل تلك الفصائل، قد يكون قرار البعض منها ليس بيد حزب الله، وقد يكون هناك مصالح ثانية إقليمية أو محلية قد تحرج “حزب الله” وتدخله في حرب شاملة خارج إدارته. والأفضل أن يراقب أكثر كي يبقى قرار السلم والحرب بيده. وفي هذه الظروف لا يمكن أن نعطي نظريات حول الاستراتيجية الدفاعية، إنما إذا خرج لبنان بعد 3 أشهر من دون حرب، يمكننا دراستها، ولكن اليوم لا يمكن الحديث عن السيادة، فأي بلد عربي لديه سيادة أمام تلك الأساطيل؟ لا أحد”.

وتابع: “أعود وأكرر وأفضّل أن يكون القرار المركزي السيادي والعسكري بيد الحزب. الأفضل لأمن الجنوب ولبنان. وأخشى من بعض التنظيمات التي قد تكون غير منضبطة، وبحثنا مراراً وتكراراً في أن تكون الأمور بيد الجيش اللبناني، لاسيما أيام الرئيس ميشال سليمان، لكننا لم نلقَ أي صدى إيجابيا. يبدو أن تطبيق هذا الأمر، لا يقتصر على المستوى اللبناني، بل على ظروف إقليمية، لذلك لم تترجم”.

وقال جنبلاط: “لم أتخلَّ عن شعار السيادة وحصر السلاح، لكنني قلت ان تحقيق هذا الشعار قسم منه قرار لبناني والقسم الآخر قد يكون إيرانيا. لذا اليوم أتمنى أن لا نُستدرج إلى حرب وإذا استُدرجنا سنعمل سياسيًا واجتماعياً لحماية شعب الجنوب بكل فئاته واتجاهاته”.

أضاف: “قواعد الاشتباك الجديدة لا تلغي اتفاق الهدنة، الذي يعني احترام حالة الحرب، فإما الذهاب نحو هدنة وإما الحرب. إنما القوات الدولية لا تستطيع فرض إرادتها بالقوة، بل هي قوات فصل وحماية وهي لعبت دورا في تفادي بعض المشاكل. لكن اليوم دخلنا في موضوع أكبر. ووجودها إيجابي جداً لأهل الجنوب ولبنان على المستويين السياسي والاجتماعي”.

وعن مسألة توسيع مهامها، قال: “عندما غيّرت بعض الدول من مهام القوات الدولية محلياً لتستطيع التصرف بحرية، كلف هذا الأمر قتيلا إيرلنديا. والشعب الايرلندي متقدم في دعم القضية الفلسطينية، ويقال هناك تحقيق في مقتله”.

وعن حديث عبد اللهيان ان لبنان حاضر لخوض الحرب، قال جنبلاط: “اعترض على كلامه، لأنه يدعو إلى الذهاب نحو الحرب، ولكن هل الاستاذ عبد اللهيان مرتاح للبلاد التي تقول إيران إنها تسيطر عليها، أي سوريا والعراق؟ فهل سوريا اليوم تعد مثالاً باهراً للازدهار؟ أصبحت خراباً. أما العراق فأخف وطأة إلى حد ما، إذ إنه غني بالنفط. لكننا لا نستطيع التباهي بالمناطق التي يقول الإيرانيون إنهم يسيطرون عليها، بل الأجدر بنا أن نبقى في لبنان، لدينا مؤسسات وجامعات ومستشفيات، وان يستفيدوا من ذلك، لذا لا تورطونا بحرب إذا أمكن”.

وحول حديث الرئيس نجيب ميقاتي عن أن قرار السلم والحرب ليس بيده، اعتبر جنبلاط أنَّ “هذا الأمر غير طبيعي”، وقال: “لكن على الأقل، لنخرج من هذه الحالة، أن كل شيء بالوكالة، من حكومة تصريف الأعمال، والأمن العام، إلى المصرف المركزي، وبعد فترة قيادة الجيش ستكون بالوكالة. هل يمكننا عند بعض التيارات السياسية ان نخرج من الدائرة الصغيرة إلى الدائرة الكبرى؟ لكن الظاهر لا يريدون. وميقاتي يعمل جاهداً لتحييد لبنان عن الصراع، ولكن إذا تم تمكينه بشرعية أكبر والخروج من مرحلة تصريف الأعمال عبر تشكيل حكومة وانتخاب رئيس، فما المانع؟ وميقاتي قام بعمل جبّار في هذه الحالة الاستثنائية وقام باتصالاته، لكن هناك مقاطعة من بعض الجهات المحلية والدولية، وليس الوقت المناسب للقول ميقاتي أو غيره رئيساً للحكومة الجديدة”.

وحول انقطاع لبنان عن محيطه، قال: “لا أقطع الأمل من المملكة العربية السعودية، وأعتقد أن قطر مستمرة بدعم لبنان، ومصر. إنما الجميع ضمن إمكانياته. وقد كانت اللجنة الخماسية، ويمكن أن تعود، حتى في ظل هذه الحرب الكبيرة، عبر لودريان أو غيره، وهو كلف بمهمة، على الأقل ماكرون نجح بالقيام بها، إذ بغير أمور لم ينجح، دوّر الزوايا في لبنان، وأسقط آنذاك مرشحي التحدّي، ولكننا لم نره منذ حينها، إلا إذا أصبح في العُلى. الحزب لم يتخلّ عن مرشح التحدي إنما من جهة واحدة فقد تم الأمر على الأقل”.

وعن التماسك الداخلي للمجتمع إذا ما حصلت الحرب، اعتبر جنبلاط أن “لا خوف من انحلال هذا التماسك، إنما هناك بعض الجزر الانعزالية عند كل الطوائف، لكن في النهاية إذا حصلت الحرب فستكون آفة لا مثيل لها، فأين 2006 وأين اليوم؟”. وقال: “لا مهرب. إذ لا أحد إلّا وسيكون مستهدفاً على مستوى الأوساط كافة. ومَن بإمكانه العيش بمفرده اليوم في ظلّ ما يمكن أن يكون من طوفان وخراب في لبنان. فوزيرة خارجية فرنسا أبلغت الرئيسين بري وميقاتي، والرئيس بري قابلها وخرج مكفهر الوجه، وميقاتي قال لي إنَّ ما منطقة، حسب كولونا، ستخرج سالمة”.

أما عن خطر قصف المطار، لفت إلى أنَّ “المطار ضرب في العام 2006، ولكن حينذاك شيراك وبعض الدول العربية حمت البنية التحتية والمطار، لكن المدرج ضرب، وحميت المنشآت الاقتصادية، من محطات الكهرباء وغيرها”. وقال: “اليوم لا توجد هذه الحماية، ولا أحد سيتكلم. وهل من المعقول أن رئيس دولة كبرى مثل فرنسا يأتي ويقول حلف داعش ضد حماس؟ أميركا معروفة وبريطانيا ريتشي سوناك، الذي تحادث بالأمس مع ماكرون وتذكروا أن هناك عرباً فلسطينيين في الضفة، حيث وقع 200 قتيل حتى الآن، وتذكروا ما يسمى الهيكل الفارغ للسلطة الفلسطينية. إنها نظرية سخيفة ان تستلم الضفة بعد خراب غزة، وهذا خيال”.

وعن خطة الطوارئ في لبنان، قال: “يقال إن الوزير الذي استلم خطة الطوارئ جدي، لكن طبعاً ليس بإمكانه استلام جميع الطوارئ، فهناك الهيئة العليا للإغاثة، الصليب الأحمر، الدفاع المدني والجيش. وهل صحيح ما إذا كانت ستقطع عن العسكريين المساعدة الشهرية أم لا؟ هذا إذلال للجيش، وهذه المساعدة هي إحدى الأسباب التي ذهب من شأنها الرئيس ميقاتي إلى قطر التي ساهمت في هذا الأمر، لكن الاهم هي ورشة العمل. ولكن يجب أن تتوفر الامكانيات، ولننتظر 3 اشهر ونشكل حكومة وننتخب رئيساً ونقوم بإلغاء حالات الوكالة فهذا يكفي. نكون قد حققنا إنجازا ونذهب بعدها إلى الإصلاح الاقتصادي”.

واعتبر جنبلاط أن “المؤسسات موجودة والمطلوب الحفاظ عليها ومحاولة تطويرها ومحاولة ترميمها”. وقال: “الضمان الاجتماعي مهم جداً، تعاونية الموظفين رفعت نسبة التغطية، وقامت بجهد، الدرك والأمن الداخلي، شعبة المعلومات تقوم بعمليات نوعية. الدور لم ينته، لكن يجب مساعدتهم”.

وشدّد على وجوب الخروج “من عبثية بعض الناس”. وقال: “التمديد لجوزيف عون مثلا: لحسابات سياسية تخص حزب الله وباسيل نُبتَز مجددا لعدم التمديد. هذا أمر عبثي. يبدو أن حزب الله يتفق مع باسيل على عدم التمديد، ويضعون علي شروطاً. أنا رشّحت عميدا على قاعدة الأقدمية في الجيش اللبناني لرئاسة الأركان، فسألوني، “هل أضمنه؟”. هذا كلام سخيف، فهو سيتسلّم رئاسة أركان الجيش. أليس الأفضل أن يستلم إلى جانب قائد جيش جديد أو التمديد لعون، ومجلس عسكري. الجيش يُمتحن كل يوم. الجيش يفكك صواريخ تُترك في أرض الجنوب كل يوم”.

وأكّد أن “العميد حسان عودة من العمداء الموجودين والذي يتمتع بمصداقية، فهل سيُصدر حسان عودة أو جوزيف عون أمراً لمحاربة حزب الله؟”. وأضح أنه “بعدما ابتعد باسيل عن الحزب، الحزب يريد أن يعيده”. وقال: “اليوم عدنا إلى نظرية الابتزاز. الإثنان محشوران، الحزب يريد حليفا مسيحيا، وباسيل يعرف هذا الشيء، عدنا إلى مكاننا”.

واردف: “لا يريدون التمديد لجوزيف عون. سألوني هل أضمن حسان عودة؟ يجب أن ننتهي من هذه المسرحية. والبعض لا يريد المشاركة في اي تعيينات إلّا بعد انتخاب رئيس. عدنا إلى الحلقة الصفر. وبظل حرب قد تندلع وتتوسع أو لا تتوسع، هل هذا الوقت المناسب؟”.

ولفت الى أن “الحسابات ضيقة وسياسية ومزايدات وكأن الانتخابات على الأبواب”. وسأل رداً على سؤال: “هل نستغني عن الجيش اللبناني؟ لا أفهم هذه العبثية في التصرف”.

أضاف جنبلاط: “يبدو أن ثمة من لا يريد أن يرى البعد الأكبر الموجود فيه لبنان، والخطر اليوم وجودي على لبنان. باسيل زارني واستقبلته وعبّر عن خوفه على لبنان. طرحنا جوزيف عون لقيادة الجيش جاء الجواب من ناحية أخرى: من وفيق صفا الذي قال: “لا نريد حشر” جبران باسيل”.

وتابع: “من الأفضل أن يكون ثمة مجلس عسكري وقائد للجيش. سألوني “هل أضمنه؟”. أنا أرفض هذا السؤال. بما أنهم يرفضون التمديد وتعيين قائد جيش جديد، سنسعى مع الرئيسين نجيب ميقاتي ونبيه بري حسب القانون لأن يتسلّم رئيس الأركان قيادة الجيش، ويجب تعيين رئيس للأركان الآن. سألوني إذا كنت أضمن عودة، أرفض هذا السؤال لأنهم يُشككون بي. وإذا رفضوا التعيين، يُصبح الجيش في حالة تسيير ذاتي، وهل يجوز أن يكون الجيش بلا قائد؟ هل نمزح؟”.

واعتبر أن “لبنان قد يكون على حافة دمار شامل”. وقال: “أسعى، لكن لوحدي لا أستطيع. أسعى مع بري وميقاتي لكن ثمة حسابات مختلفة”.

ورأى أن “المساعي الدولية كانت واعدة نظريا، ولكن عمليا لم تخرج بنتيجة لأن ثمة تخل من السعودية أو تحفظ”. وقال: “السعودية لديها شروط لإعادة انتاج السياسة التقليدية المساعدة للبنان. في الوقت الحالي الحرج ليس الوقت مناسباً. وغير ممكن انتاج رئيس من دون السعودية. وكان ثمة فيتو سعودي على فرنجية، وتيمور جنبلاط وضع فيتو أيضاً. لكن ألم يعد ثمة مرشحون آخرون؟ ولكن دخلنا في لعبة من يرضى عليه جبران وسمير، عليهما ان يتفقا ويجتمعا في مكان ما، مكان محايد، المتحف مثلا، ويعطوننا مرشحا”.

وتابع: “كنا جزءاً من ترشيح جهاد أزعور لكن حزب الله اعتبره مرشح تحدٍ. الرئاسة ستطير من يد الموارنة ومن يدنا ونبقى في الفراغ، نلعب بالنار. ثمة خطر على وجود لبنان. تصور أننا دخلنا في حرب وتكسر البلد… سنخرج أشلاء! أنا أتحدث لكن يبدو أن البعض لا يرى ذلك. أتمنى أن أكون مخطئا. باسيل أبدى خوفه لكن عمليا لم يُترجم هذا الخوف”. وتابع: “أعتقد في الوقت الحاضر علينا ان ننسى أزعور وفرنحية. ألم يعد ثمة أحد في الطائفة المارونية الكريمة؟ هذا أمر عبثي.

الهم كبير اليوم. البعض يدخلنا في تفاصيل صغيرة والحرب “ماشية” في الجنوب. إذا لم يكن ثمة رئيس للجمهورية نريد حكومة فاعلة وتشريعا فاعلا. وهل يمكننا التمسّك بجهازين تشريعي وتنفيذي فاعلين لتمرير الشهرين من إمكانية اندلاع حرب؟ أو من محاولة ترميم الداخل؟ لأن الحرب “ماشية” في الجنوب”.

وسأل: “لماذا الحصر بفرنجية أو أزعور؟ فلنتوجه نحو الحوار الذي دعا إليه بري. لكن، حوار ليس من أجل الحوار. لا نريد حوار أوسلو لدينيس روس. الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان طرح حواراً برئاسة اللجنة الخماسية، لم لا؟ فلنبتكر الحلول للخروج من الفراغ المدمر”. واعتبر أن التوجه نحو البرلمان والانتخاب بديمقراطية “يُنتج. الوضع يتطلب أن ننتج. كفى فيتوهات عقيمة. هزلت!”.

وقال: “لم نخفق بإدارة التعددية. ميزة البلد التعددية. لكن وصلنا الى الأفق المسدود في بعض الأمور السخيفة الداخلية. أنا لا أشعر أننا في حرب (باردة داخلية)، ولكن ثمة حسابات ضيقة وغير مجدية. هذا هو لبنان وهذه التعددية. نحترم الرئاسة للموارنة ورئاسة مجلس النواب للشيعة ورئاسة مجلس الوزراء للسنة. يحتاج الموضوع التطوير، ويجب أن نطبّق الطائف”.

ورأى جنبلاط أن “الثورة (تشرين ٢٠١٩) نجحت”، قائلا: “استخدمت شعارات جدية ووضعتنا جميعا -عن حق أو باطل- في المستوى نفسه، لكن الذين خرجوا من الثورة لم يعرفوا كيف يستخدمون آلية لتغيير النظام. أتمنى تغيير النظام من خلال تغيير النظام الطائفي المدعوم من قبل كل الأركان. كمال جنبلاط حاول سلميا تغييره على مدى 40 سنة فقتلوه. فليتفضلوا الجُدد ويغيّرونه”.

وختم جنبلاط: “أتشاور دائما مع تيمور جنبلاط. لكن الأعباء العملانية عليه هائلة. أتحدث عن فلسطين لأن تاريخي فلسطيني ودمي فلسطيني. هذا تراثي. تيمور لا يتمتع بنفس التجربة مع فلسطين، لكن اليوم بات يتمتع بها”.