Les actualités les plus importantes et les plus récentes du monde en français

الجمهورية: تجدُّد الإشتباك حول التعيينات العسكرية .. وحراك لتلافي الفراغ

كتبت صحيفة “الجمهورية”: عشرون يوماً على زلزال غزة ولا تزال المناخات العسكرية والسياسية نفسها، وبدأ منسوب الخوف من الدخول في الاستنزاف القاتل يرتفع في ظل العجز الدولي عن الوصول الى قرارات تفرض وقف اطلاق نار فوري، وفشل الحسم العسكري ان بالدخول البري لجيش الاحتلال او بتحقيقه اهدافاً عسكرية على حماس تجعله يوقف مجازره ضد المدنيين ويذهب الى المفاوضات. وحده عداد الشهداء يتغير بين لحظة واخرى ليتعدى الـ٧ آلاف شهيد حتى أمس بينهم عدد مخيف من الاطفال. في هذه الاثناء لا تزال جبهة الجنوب نقطة مشتعلة عى امتداد ١٢٠ كيلومتراً، وكان يوم امس هو الأهدأ نسبيًا لكنه لم يغيّر شيئا في مستوى الخوف لدى اللبنانيين من اندلاع حرب في أي لحظة.

فيما استمرّت آلة الحرب الاسرائيلية تدك غزة وتدمّرها مخلّفة الآلاف من القتلى والجرحى والدمار الشامل بالبنى التحتية والممتلكات، تواصلت المواجهات أمس على الجبهة الجنوبية اللبنانية بين رجال المقاومة وقوات الاحتلال الاسرائيلي التي بدأت تمارس سياسة الارض المحروقة بإطلاق القذائف الحارقة على خراج البلدات الحدودية حتى تنقشع لها الرؤية على ما يبدو، بعدما عطّلت لها المقاومة ودمرت كل اجهزة الرصد والتنصت والتجسس على الحدود من الناقورة صعودا حتى جبل الشيخ.

واكد مصدر سياسي مطلع عن كثب على الاتصالات الدولية مع لبنان لـ«الجمهورية» ان التهديدات لم تتراجع ولا احد يعطي تطمينات من الطرفين. وقال ان وضع لبنان اصبح مرتبطا ارتباطا وثيقا بما يحصل في غزة حتى ولو تَمثّل باستنتاجات غير مستندة الى معلومات دقيقة. وكرر المصدر اكثر من مرة: «عينكم على غزة خصوصاً انه من المبكر جدا الحديث عن مفاوضات… نحن ذاهبون الى مزيد الدم والكلمة للميدان»…

وعن جولة رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل التشاورية وما اذا كان يمكن للبنان ان يقطف فرصة نتيجة وحدة الموقف، قال المصدر: «ان حركة باسيل فارغة ولا تصرف في اي شيء، ولا مفاعيل لها سوى انه قال انا موجود ولا زلت فاعلًا وأساسيًا».

اما ملف التمديد لقيادة الجيش فوصفه المصدر بأنه «زوبعة في فنجان ولن يتعدى الحكايا والمواقف العابرة ولن يؤخذ اي قرار في شأنه»، قائلاً: «لا تغرّنكم التصريحات حول وحدة الصف تجاه الحرب وهذا طبيعي، اما الانقسام الداخلي حول كل الملفات فلا يزال على حاله».

 

الفراغ العسكري

وعلى رغم الاستعدادات الجارية لمواجهة كل الاحتمالات سواء في الجنوب او على صعيد حرب غزة، ينصَبّ الاهتمام الداخلي على تلافي حصول فراغ في قيادة الجيش، حيث تنتهي ولاية قائد الجيش العماد جوزف عون وخدمته في 10 كانون الثاني المقبل، ولم تَرسُ المشاورات الجارية بعد على صيغة لتلافي هذا الفراغ بتأخير تسريح قائد الجيش او تمديد ولايته، او بتعيين رئيس اركان للجيش يتولى هو القيادة خلفاً لعون الى حين تعيين قائد جديد للجيش.

وهذه الافكار كانت محور البحث في اللقاء امس بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ذلك غداة رفض وزير الدفاع موريس سليم تأخير تسريح قائد الجيش.

وقالت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» انه يتحكم بهذا الملف خلفيات تتصل بالاستحقاق الرئاسي، فالبعض يقول ان من يؤيّد التمديد لقائد الجيش يستبطِن دعماً لترشيحه لرئاسة الجمهورية على رغم من ان هذا الامر يحتاج الى تعديل دستوري لا توافق واضحاً عليه حتى الآن، فيما الذي يعارض هذا التمديد او تأخير تسريحه لا يؤيّد ترشيحه لرئاسة الجمهورية في اعتبار ان استمراره في منصبه يُبقي باب ترشيحه للرئاسة مفتوحاً.

وثمة فريق ثالث يرى ان لا موجب للبحث في هذا الملف الآن لأنه لا يزال هناك شهرين ونصف شهر تقريباً على موعد انتهاء ولاية قائد الجيش، ومن الآن وحتى ذلك الحين يمكن ان يحصل ما يفرض انتخاب رئيس جمهورية جديد خصوصا انّ الاستحقاق الرئاسي تحرك مجددا في ضوء جولة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل التشاورية على المرجعيات والقيادات السياسية، والتي كان هذا الاستحقاق من بين مواضيع البحث خلالها.

وكان وزير الدفاع موريس سليم قد اعترض على كتاب وجّهه اليه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وفق الاصول يطلب منه فيه تقديم اقتراحات لملء الفراغ في قيادة الجيش، واستغربت الاوساط الحكومية اعتراض سليم وانفعاله نتيجة هذا الطلب، مع العلم ان رئيس الحكومة المسؤول عن السياسة العامة للحكومة يملك صلاحية مخاطبة الوزراء والطلب منهم ان يتخذوا ما يراه من تدابير او قرارات تنسجم مع السياسة الحكومية ومصلحة لبنان واللبنانيين.

 

الرئيسين بري وميقاتي

على ان هذا الملف وملفات أخرى كانت محور بحث في اللقاء أمس بين رئيس مجلس النواب نبيه بري وميقاتي. وافادت معلومات رسمية وزّعت بعد اللقاء انهما «تداولا بالعناوين والقضايا والمستجدات كافة، ومن بينها موضوع المؤسسة العسكرية»، واكدا انّ «كل أنظار اللبنانيين تتجه نحوها لجهة تعزيزها والحفاظ عليها، في اعتبارها المؤسسة الوطنية الجامعة والحاضنة لتطلعات اللبنانيين في أمنهم وحفظ سيادة وطنهم». كذلك أكدا أن «موضوع المؤسسة العسكرية يجب مقاربته بهدوء وروية ويمكن الوصول الى النتائج المرجوة إن شاء الله».

 

الرئيس بري يُواكِب

في غضون ذلك واكبَ الرئيس بري التطورات الميدانية في القرى والبلدات الحدودية في ضوء تصاعد العدوانية الاسرائيلية واستهدافها للاحياء السكنية والمدنيين اللبنانيين وإستخدام الاسلحة والذخائر المحرمة دولياً، وتحديداً القذائف الفوسفورية والإنشطارية ضد المساحات الحرجية في خراج بلدات علما الشعب، رميش، عيتا الشعب، الضهيرة، مروحين ويارون، تلال كفرشوبا ومزارع شبعا.

وقال: «هي سياسة الارض المحروقة تنتهجها إسرائيل ومستوياتها العسكرية والسياسية ضد الحجر والبشر في قطاع غزة. كما على طول خط الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة ان ما يحصل من حرائق تضرمها قذائف الفوسفور الأبيض المحرّمة دولياً هو برسم المجتمع الدولي وكل الموفدين الدوليين الذين يحتشدون في المنطقة».

 

جولة باسيل

وفي المواقف الداخلية أعلن باسيل في مؤتمر صحافي امس انتهاء جولته التشاورية على المرجعيات والقيادات السياسية، تحت عنوان «حماية لبنان والوحدة الوطنية»، أنه حملَ الى مَن تشاور معهم «مجموعة أفكار، وليس مبادرة».

وبعد ان عدّد هذه الافكار وفنّدها قال انه لمس ممّن تشاور معهم «ادراكا للمخاطر العالية التي تواجه لبنان وحرصا على البلد، وارتياحا وتشجيعا للخطوة التي قام بها، على الرغم من وجود اختلاف في المقاربات وفي وجهات النظر في بعض المواضيع». وشدد على أن «الجميع يسلّم بضرورة إنجازالإستحقاق الرئاسي»، لافتا الى أنه أبدى «للجميع الإستعداد للبحث بانفتاح ومرونة في أسماء شخصيات جامعة ومؤهلة لتولي المنصب، ومع احتفاظه بما سمعه من كل طرف». وأكد أن «الظروف مهيأة لمقاربة رئاسية جديدة، ولن يكون سهلاً على أحد أن يتحمل مسؤولية إستمرار الفراغ الرئاسي الذي بات سببا مباشرا لتفكك الدولة».

وعن الكلام الذي تناوله الإعلام في شأن الشغور المحتمل في قيادة الجيش، قال باسيل: «أنا لم اطرحه على أحد، إنما طُرح عليّ من بعض من التقيتهم واعطيت جوابي الواضح حول وجود حلول قانونية».

 

جعجع

وفي هذه الاثناء لاحظ رئيس حزب «القوّات اللبنانيّة» سمير جعجع خلال الخلوة التنظيمية السنوية التي أقامتها منطقة عاليه في معراب أن «لبنان يمر في مرحلة مفصلية، وقد نشهد تصعيداً للأوضاع الأمنية وما يترتب عليها من أثمان يدفعها المواطنون نتيجة قرارات تؤخذ خارج الحدود ولا دور للبنانيين وللحكومة بها». وشدّد على أن المنطقة «لن تعرف السلام قبل إيجاد حلٍ عادل للقضية الفلسطينية يتمثّل بحل الدولتين وفقاً لمقررات القمة العربية التي انعقدت في بيروت عام 2002». وأسِف لأن «لبنان اليوم على هامش الحلول او التسويات التي يجري البحث فيها خلال الإجتماعات المعلنة أو السرِّية، في اعتبار أن الممانعة التي تحكّمت بالبلاد على مدى السنوات المنصرمة، وما زالت حتى يومنا هذا، أنهَت مظاهر الدولة السيّدة ودمّرت المؤسسات لمصلحة الدويلة، إلى جانب حكومة عاجزة حالياً عن اتخاذ أي قرار مؤثر وفاعل في ظل تزايد المخاوف عند المواطنين من تفلّت الأوضاع وتحويل لبنان ساحة لتبادل الرسائل السياسية والأمنية الإقليميّة والدوليّة».

 

الوضع الميداني

على الصعيد الميداني جنوباً، استمر الوضع أمس على حاله، فسيطر الهدوء الحذر على طول الحدود الجنوبية بعد ليلٍ هادئ نسبياً لم تشهد فيه القرى والبلدات الحدودية تطورات أمنية لافتة.

الى ذلك، حلّق الطيران الاستطلاعي والحربي لأكثر من مرة صباحاً واشتعلت الحرائق في محيط عيتا الشعب بفعل القصف الاسرائيلي بالقذائف الفوسفورية التي هدّت المنازل.

واستهدفت مدفعية الجيش الاسرائيلي خراج بلدة بليدا ومحلة غاصونا بقذيقتين عيار 155 ملم بهدف إرهاب المزارعين الذي يقطفون الزيتون قرب الشريط الحدودي. فيما اغارت مسيرة اسرائيلية على أطراف عيتا الشعب ولم تتسبب بخسائر بشرية.

وقال الجيش الاسرائيلي انّه شنّ غارة جوّية في لبنان استهدفت موقعاً أُطلِق منه صاروخ أرض-جو في اتّجاه طائرة مسيّرة إسرائيلية.

في غضون ذلك، أعلن «حزب الله» أمس استشهاد المقاومين حسين محمد علي حريري «سلمان» وطه حسين طه من مدينة النبطية في جنوب لبنان، وعلي إبراهيم جواد «دماء» من بلدة لبّايا في البقاع. كذك أعلن الصليب الأحمر اللبناني أنّ فرقه نقلت منتصف ليل أمس الأوّل جثماني شهيدين و6 جرحى من محيط بلدة يارون إلى مستشفى بنت جبيل الحكومي بعدما تمّ استهدافهم بالقصف الإسرائيلي.

 

حرب طويلة

وذكر الوزير في حكومة الطوارئ الإسرائيلية بيني غانتس، في مؤتمر صحافي، أنّ «إعادة المختطفين جزء لا يتجزأ من جهود الحرب»، لافتًا إلى «أننا نخوض حربًا طويلة تتطلب منا الحكمة ونتوقع تحديات صعبة»، في إشارة إلى الهجمات المستمرة على قطاع غزة.

وزعم غانتس أنّ «جيشنا على الحدود الشمالية يدافع بقوة بعد أن أجلَينا السكان»، في إشارة إلى المستوطنات قرب الحدود مع لبنان. وأشار إلى أنّ «تشكيل مجلس إدارة الحرب أثبتَ جدواه في اتخاذ القرارات ومستقبل بقائي في الحكومة سيتحدد لاحقًا».

 

الموقف الايراني

في عضون ذلك أعلن وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، في كلمة له امام الجمعية العمومية للامم المتحدة استعداد قادة حركة حماس للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين غير العسكريين لديها، واستعداد طهران بدورها لبذل المساعي مع قطر وتركيا للإفراج عنهم. وأوضح أنّ «حماس مستعدة للإفراج عن المدنيين في مقابل 6 آلاف سجين فلسطيني».

وأكّد أمير عبد اللهيان أنّ «إيران تؤدي دوراً كبيراً في نشر السلم والأمن، وأنّ بلاده لن تقف مكتوفة اليدين إذا إستمرت عمليات إبادة الفلسطينيين». وقال إنّ إيران «تتابع الإبادة الجماعية، التي ترعاها الولايات المتحدة مُخالِفة بذلك الميثاق والقانون الدولي، وهي تساعد المحتلّ عسكرياً ومادياً». ودعا إلى «وقف القتل وإرسال الأسلحة، والتوقف عن ارتكاب الإبادة في غزة وفلسطين». وشدّد على أنّه إذا أرادت «الولايات المتحدة منع توسّع الحرب، فعليها ممارسة الضغط على إسرائيل لوقف العدوان وقتل السكان وتدمير وسائل العيش، في جرائم ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية».

وأكّد أمير عبد اللهيان أنّ «أي تطبيع مع إسرائيل مَآله الفشل». وأوضح أنّ «التطورات الأخيرة في فلسطين تُبرهن على أن نتيجة التطبيع مع تل أبيب لا يمكن أن تقوم بإنكار حقوق الشعب الفلسطيني». وأشار إلى أنّه «مع استمرار العدوان على غزة لن نستطيع وقف إطلاق النار، وغرب آسيا منطقتنا، ولا نتهاون أو نتحفظ عندما يتعلق ذلك بأمننا». وأضاف: «وفقاً للقانون الدولي، فإن ما قامت به حماس أمر شرعي وحق مُتجذر بالدفاع عن النفس ضد النظام المحتل»، وأنّ «عملية طوفان الأقصى تُعَدّ رداً على جرائم الاحتلال طوال 75 عاماً». وقال إنّ «الولايات المتحدة ودولاً أوروبية تدعم قتل نحو 7 آلاف مدني في أقل من 3 أسابيع في غزة والضفة الغربية».

وكان قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي قد قال في كلمة له من مدينة مشهد الإيرانية انّ «الولايات المتحدة تُشعل الحرب في المنطقة وسياستها تهدف للحفاظ على الكيان الصهيوني». وقال: «إذا أقدم الصهاينة على هجوم بري في غزة فسيُدفنون فيها»، موضحًا أنّه «يجب أن تعلم إسرائيل أن استمرار مجازرها سيغير المعادلات وستحترق بالنار التي أشعلتها». وأشار إلى أنّ «الغرب في حالة عداء مع المنطقة ولا يمكن لمسؤوليه زيارتها إلا في الخفاء وفي الليل»، لافتًا إلى أنّ «الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تلقّت أيضًا هزيمة نكراء في معركة طوفان الأقصى».