Les actualités les plus importantes et les plus récentes du monde en français

الجمهورية: لقاء تشاوري يُمهِّد للمّ الشمل الحكومي .. والرئاسة تتحرّك وباسيل الى بنشعي

كتبت صحيفة “الجمهورية”: فيما كل الاهتمامات والانظار مشدودة الى الحدود الجنوبية التي لم تهدأ فيها المواجهات بين المقاومة وقوات الاحتلال الاسرائيلي والى غزة التي تشهد يومياً مزيداً من المجازر التي ترتكتبها آلة الحرب الاسرائيلية منذ عملية «طوفان الاقصى»، عاد الاهتمام الداخلي يتركّز على الاستحقاق الرئاسي في ضوء الحراك التشاوري لرئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل الذي سيحط رحاله اليوم في بنشعي ليلتقي رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، في لقاءٍ هو الاول بينهما منذ لقائهما الشهير العام الماضي مع الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله. فيما ينعقد لقاء وزاري تشاوري قد يعمد لِلم الشمل الحكومي استعداداً لمواجهة كل الاحتمالات.

تواصلت امس المواجهات على الجبهة الجنوبية فهاجمت المقاومة بالاسلحة الصاروخية والمدفعية مزيداً من المواقع والثكن العسكرية الاسرائيلية المطلة على الاراضي اللبنانية، فيما قصف الاسرائيليون عددا من القرى الحدودية، واستمر الطيران الاستطلاعي الاسرائيلي أمس في التحليق فوق قرى القطاع الغربي، فيما تعرّضت أطراف بلدتي حولا وكفرشوبا لقصف إسرائيلي، وأفيد عن سقوط قذيفتين فوسفوريتين عند أطراف بلدة ميس الجبل.

وأعلن «حزب الله» الذي سقط له أمس مجموعة شهداء، استهدافه موقع خربة المنارة وثكنة برانيت بالأسلحة الصاروخية الموجّهة والقذائف المدفعية، وحقق فيه إصابات مباشرة». وقد ردّ الجيش الاسرائيلي بقصفِ محيط بلدات عيتا الشعب وحولا وميس الجبل ويارين ومروحين وعلما الشعب. وطاول القصف «مدرسة عيتا الشعب الرسمية. كما أفاد عن قصف طائراته الحربية لـ«خلية إرهابية» في منطقة مزارع شبعا المتنازَع عليها، ولمجموعة أخرى «حاولت إطلاق صاروخ في اتجاه الأراضي الإسرائيلية».

وفيما تحدثت وسائل اعلام اسرائيلية ان الجيش الإسرائيلي يصعد في وجه «حزب الله» وينقل عددا كبيرا ‏من قواته إلى الجبهة الشمالية الحدودية مع لبنان، قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الاسرائيلية: «يبدأ الجيش الإسرائيلي تدريبًا عسكريًا الليلة (أمس) في مدينة ‏ كريات شمونة بالقرب من الحدود مع ‏‎لبنان»، مضيفة انّ «إسرائيل تتخذ خطوات للتحضير لمعركة متصاعدة ضد «‏حزب الله»، وقد تم نشر قوات كبيرة جداً في الشمال».

وكتب نائب الامين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم عبر منصة «اكس»: «حزبُ الله في قلب معركة المقاومة للدفاع عن غزّة وفي مواجهة الاحتلال وعدوانه في فلسطين ولبنان والمنطقة، ويده على الزناد بالمدى الذي يُقدِّرهُ مطلوباً في المواجهة». واعتبر ان «العدوان الإسرائيلي على غزة ليس حرباً، بل قتلٌ للمدنيين والأطفال والنساء وتدميرٌ للبيوت، وهنا المسؤولية تقعُ على أميركا وأوروبا فضلاً عن الكيان الإسرائيلي. طوفان الأقصى حقّق هزيمة إسرائيلية لا تُمحى، وتبنِّي أميركا وأوروبا للعدوان والهمجية الإسرائيلية هزيمةٌ إنسانية لا تُمحى».

 

ماكرون يحذّر

في غضون ذلك أكد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون خلال لقاءاته في تل ابيب امس مع الرئيس الاسرائيلي إسحاق هرتسوغ ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، انه «سنبذل كل ما في وسعنا لإعادة الأمن والاستقرار لإسرائيل والمنطقة». وكشف «أننا أرسلنا رسائل واضحة لـ«حزب الله» ومجموعات اخرى قد تريد الانخراط في الصراع». ورأى أنّ «حزب الله والنظام الإيراني ومن يهدد إسرائيل عليهم عدم تشكيل خطر يخرج الجميع منه خاسرين في أي صراع».

وفيما قال هرتسوغ «إذا جَرنا «حزب الله» للحرب فإن لبنان سيدفع الثمن»، حذّر نتنياهو «الحزب» من «الندم في حال ارتكب خطأ المشاركة في هذه الحرب»…

 

الموقف الايراني

في المقابل، كشف وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في مؤتمر صحفي أمس عن تلقّي طهران رسالتين من واشنطن بأنها لا تنوي توسيع دائرة الحرب، وتطالب ايران بضبط النفس. وقال عبد اللهيان إن بلاده «لا تسعى الى توسيع دائرة الحرب في المنطقة، لكن مواصلة قتل النساء والأطفال ستؤدي إلى نفاد صبر قوات المقاومة وشعوب المنطقة». وأكد أن إيران تعتقد أن المقاومة حق مشروع للفلسطينيين، وتعتبر «الكيان الصهيوني كياناً محتلاً، ويحق لأي شعب أن يواجه الاحتلال عبر المقاومة المسلحة للوصول إلى حقوقه، وهو ما يتماشى مع القوانين الدولية». وقال: «المنطقة أصبحت مثل برميل بارود، وكل الاحتمالات واردة في أي لحظة».

 

جولة ميقاتي

وفي هذه الاجواء زار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الجنوب امس برفقة قائد الجيش العماد جوزف عون، حيث تفقد مقاراً عسكرية وقيادة قوة الأمم المتحدة (اليونيفيل)، وأكد التزام لبنان «تطبيق قرار مجلس الأمن الدّولي الرقم 1701، الذي تتولى اليونيفيل مسؤولية تطبيق بنوده، وإرساء الأمن والاستقرار ومساعدة الحكومة اللبنانية ممثلة بالجيش في بسط سلطة الدولة حتى حدوده الدولية».

وخاطب ميقاتي العسكريين اللبنانيين قائلاً: «حضورنا الى هنا اليوم رسالة معبّرة بأنكم الأساس في حماية الوطن والذود عن كرامته». واشار الى انّ «كل الأطراف جرّبت وتجرّب الخيارات الجانبية التي تشكل خطاً موازياً مع الخيارات الوطنية الجامعة، وكل الأطراف عادت ولو بعد حين الى خيار الدولة الواحدة الموحدة لجميع أبنائها».

من جهته، قال القائد العام لقوات «اليونيفيل» الميجور جنرال أرولدو لاثارو: «اشتّد النزاع خلال الأسبوعين الماضيين، وهذا مصدر قلق حقيقي». وأضاف: «علينا أن نضاعف جهودنا للحفاظ على الاستقرار الذي عملنا جميعاً بجدّ من أجله طوال الأعوام الـ17 الماضية. ويجب علينا أن نتجنّب نشوب نزاع أوسع نطاقاً من شأنه أن يعرّض أعداداً أكبر من الناس للخطر».

 

… وجولة باسيل

سياسياً، واصل رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل جولته التشاورية على المرجعيات الرسمية والقيادات السياسية، فزار امس رئيس مجلس النواب نبيه بري وعرضا للاوضاع العامة وآخر المستجدات السياسية والامنية في ضوء تصاعد العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة ولبنان فضلاً عن الاستحقاق الرئاسي.

وأكد باسيل بعد اللقاء «إننا لا نريد أن يجرّ لبنان الى حرب هو لا يريدها». وقال: «لا يمكن جر لبنان الى حرب إلا إذا اعتدى العدو الاسرائيلي علينا، عندها سنضطر للدفاع عن أنفسنا»، لافتاً الى أن «لا أحد يريد الحرب وسنعمل كلبنانيين حتى لا تقع، ولكن هذا لا يعني أن نسمح للاسرائيليين بالاعتداء علينا». ورأى أن «عملية تكوين السلطة تؤمّن الانتظام العام بدءاً بانتخاب رئيس للجمهورية»، مُعرباً عن اعتقاده أنه «يمكن أن يكون لنا مقاربة موحّدة للمضي في الموضوع لأن الحرب ستطول وليس مسموحاً لا انتظارها أو حتى انتظار نتائجها، ويجب العمل لتأمين انتخاب رئيس للجمهورية بالتفاهم»، معتبراً أن «هذا ليس الوقت المناسب لنتحدى بعضنا بل يجب أن نلتفّ على بعضنا لحماية البلاد في وجه أزمة عناصر التفجير فيها كبيرة ومتعددة، وأهمها اللجوء الفلسطيني والنزوح السوري». وقال: «جهة واحدة تسبّبت بهم وهي مستعدة وقادرة على تفجير الوضع في لبنان».

 

هجوم تدريجي

وفي المواقف، قال الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط خلال اجتماع موسّع للهيئة العامة للمجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز برئاسة شيخ العقل الطائفة الشيخ الدكتور سامي أبي المنى، انّ «علينا أن نتوقع في حال بدأ الهجوم على غزة، وعندما أقول الهجوم على غزة ليس هجوما سريعا إنما هو تدريجي لأنّ هناك مدينة فوق الأرض دمّرت، وسيحاولون ان يدمروا ما تبقى، وهذا الهجوم سيكلفهم». لافتاً إلى أنه «ممكن ان يرتد الى الداخل اللبناني، لذلك شعاري وكانت نصحيتي الشخصية مع وفيق صفا والحاج حسين خليل من خلال الوزير السابق غازي العريضي أن لا نستدرج الى الحرب. فاليوم في الجنوب الحرب «ماشية» وحتى الان هناك 28 شهيدا لـ«حزب الله»، لكن من أجل عدم توسيع رقعة الحرب وتجنيب الداخل».

واضاف: «اجتمعتُ مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، وجميعنا نتفق على نصح الحزب بأن لا نستدرج، لكن طبعاً الأمر لا يعود فقط الى الحزب، هناك أيضاً ماذا تريد اسرائيل وقد يكون لها نيات عدوانية». وختم جنبلاط: «لا بد أن نتوقع الأسوأ، وهذه المرة استفاق بعض القادة العرب على مقولة قديمة وهي تهجير الفلسطينيين «الترانسفير»، عام 1967 بعدما احتل الإسرائيليون الضفة خرجت أصوات بأنّ شرق الأردن هو البديل واليوم الرئيس المصري تذكّرها».

 

قلق بالغ

وفي غضون ذلك أكدت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، في تصريح لمناسبة الذكرى الثامنة والسبعين لتأسيس المنظمة الدولية، أنها «تلتزم بحزم دعم لبنان لحماية أمنه واستقراره في وقت تواجه فيه منطقة الشرق الأوسط واحدة من أكثر اللحظات حرجًا منذ عقود».

وقالت: «للأسف، تتزايد المخاطر على سلام وأمن لبنان والمنطقة، ولكن علينا أن لا نتخلى أبدًا عن آمال إحلال السلام لبلوغ مستقبل أكثر استدامة لشعب لبنان». وإذ لاحَظت بـ«قلق بالغ استمرار تبادل إطلاق النار عبر الخط الأزرق»، دعت الى «وقف التصعيد وإنهاء العنف واستعادة الهدوء في المنطقة». وقالت: «أصبح من الملح أكثر من أي وقت مضى وقف الأعمال العدائية وتطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 1701 بنحو كامل».

 

إجلاء رعايا

من جهة ثانية، وفيما تُجلي السفارة السعودية عوائل الموظفين الدبلوماسيين عبر مطار بيروت بواسطة طيران السلاح الجوي السعودي، نقلت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية عن مسؤولين في الإدارة الاميركية قولهم انّ «600 ألف من مواطني الولايات المتحدة الذين يعيشون في إسرائيل ولبنان، يشكلون مصدر قلق لهم». وقالت ان «عملية إجلاء هؤلاء تُمثّل أسوأ سيناريو على خلفية الحرب الإسرائيلية على غزة».

وكشفت أن «إدارة الرئيس جو بايدن تستعد لإمكانية أن يكون مئات الآلاف من الأميركيين بحاجة لإجلاء من الشرق الأوسط، في حال عدم احتواء سفك الدماء في غزة»، وفقاً لما قاله 4 مسؤولين مطّلعين على خطط الطوارئ الخاصة بالحكومة الأميركية.

وذكر المسؤولون، الذين تحدثوا إلى الصحيفة شريطَة عدم الكشف عن أسمائهم، أن «الأميركيين الذين يعيشون في إسرائيل ولبنان يثيرون قلقاً على نحوٍ خاص، وذلك على الرغم من تأكيد المسؤولين أن عملية إجلاء بهذا الحجم تعد أسوأ السيناريوهات، في حين أنّ الاحتمالات الأخرى تبدو أكثر ترجيحاً. وقال أحدهم: «من غير المسؤول ألا تكون هناك خطة لكل شيء».

 

لقاء تشاوري

حكومياً، وفي خطوة تلت زيارة وزير الخارجية عبد الله بوحبيب لدمشق ولقائه مع نظيره السوري فيصل المقداد، دعا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الوزراء الى لقاء تشاوري يُعقد الرابعة بعد ظهر اليوم في السرايا الحكومية في حضور جميع الوزراء بمَن فيهم المقاطعين للعمل الحكومي وجلسات مجلس الوزراء تحديداً.

والى ما سيطرحه ميقاتي في شأن نتائج زيارته للجنوب أمس واللقاء الذي جمعه بقائد الجيش العماد جوزف عون والضباط الكبار من قادة الالوية في الجنوب، سيطلع الوزراء على تقرير سيقدّمه بوحبيب عن زيارته لدمشق وسيناقش المجتمعون مضمونه وما انتهى إليه اللقاء من سلة الافكار المتداولة والمطروحة للبحث في ملف اعادة النازحين السوريين إلى أراضيهم، وما يمكن ان تقوم به الدولتان على هذا المستوى.

وعلمت «الجمهورية» انّ ميقاتي سيضع الوزراء مجتمعين، بمَن فيهم المقاطعون لجلسات مجلس الوزراء من باب ما انتهى اجتماعه الاخير مع رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، حيث تناول البحث خلاله آليةً لتعزيز العمل الحكومي من باب مقاربتها الضرورية والحتمية لمواجهة التطورات الدراماتيكية في البلاد خصوصاً ان وقعت الحرب بعد استدراج لبنان اليها.

 

كلاس لـ«الجمهورية»

وعشية الجلسة عبّر وزير الشباب والرياضة جورج كلاس لـ«الجمهورية» عن ارتياحه للدعوة الى اللقاء الوزاري التشاوري اليوم، خصوصاً ان صَحّت الاجواء التي تقول بضرورة احياء عمل الحكومة بجميع اعضائها فلا يبقى النقاش قائما حول النصاب القانوني او خلاف ذلك.

وأضاف: لا بد من التوقف امام ما عبّر عنه النائب باسيل أمس الأول في شأن الظروف الاستثنائية التي توجِب تفعيل مؤسسات الدولة، والحكومة في مقدمة هذه المؤسسات التي ألقيت على عاتقها مواجهة ما هو مُرتقب من تطورات على امل ان تنجح الاتصالات والضغوط الجارية لمنع الانزلاق الى ما يهدّد الوطن وسلامة ابنائه». وتمنى «أن يشكّل هذا الاجتماع محطة أساسية ومقدمة لاستعادة مجلس الوزراء نشاطه بجميع أعضائه»، لافتاً الى «انّ الوزراء المقاطعين متجاوبون دائما مع قرارات الحكومة ولو لم يشاركوا في جلسات مجلس الوزراء وهم يوقّعون المراسيم الصادرة عن الحكومة بعد ان يلبّي المجلس مجتمعاً ما يطالبون به، كلّ في إطار مهماته واختصاص وزارته على رغم من تغيّبهم ومقاطعتهم جلساتها».