عقد في قاعة بلدية سبلين لقاء للأحزاب والبلديات في اقليم الخروب، بدعوة من وكالة داخلية إقليم الخروب في الحزب “التقدمي الإشتراكي”، لوضع خطة طوارئ إحترازية لاستقبال النازحين من الجنوب والقرى الحدودية في حال حصول عدوان إسرائيلي على لبنان.
وشارك في اللقاء، عضو “اللقاء الديموقراطي” النائب بلال عبدالله، مسؤول جبل لبنان في “حزب الله” بلال داغر، الى مسؤولي الأحزاب في المنطقة، الرئيس الاقليمي للدفاع المدني في جبل لبنان الجنوبي حسام دحروج، الرئيس الاقليمي للصليب الأحمر في جبل لبنان الجنوبي علاء عمّار، ممثل رابطة مخاتير الشوف محمد اسماعيل، رئيس اتحاد بلديات إقليم الخروب الشمالي المحامي جورج الخوري، المسؤول السياسي لـ”الجماعة الإسلامية” الشيخ أحمد سعيد فواز وعدد من رؤساء بلديات الإقليم.
عبدالله
وبعد ترحيب من رئيس بلدية سبلين محمد يونس الذي اشار الى أن “الاجتماع هو لاستباق الأمور قبل وقوع الحدث”، تحدث النائب عبدالله، فقال: “هذه الدعوة نتيجة لقاء تنسيقي جرى منذ يومين مع “حزب الله”، وتوافقنا من خلال اتصالات مع القوى السياسية الأخرى، أن ننتج جهدًا وعملا مشتركا في هذه اللحظة السياسية. بالنسبة لنا فلسطين هي قضيتنا المركزية، وهذا العدو هو عدو الجميع، وهذا الحدث الجلل الحاصل في فلسطين، بدأ يتوسع باتجاهنا، ويلزمنا جميعا أن نضع كل تمايزاتنا وخلافاتنا الداخلية جانبا، وأن نكون صفا واحداً ويدا واحدة، لنقوم بالمهام المطلوبة منا في هذه المرحلة، وهي كبيرة وواسعة، لأن القدرة الشرائية للناس تراجعت، وكل قطاعاتنا ومؤسساتنا تعاني من أزمات، لذلك جاءت اللحظة لضرورة إستيعاب أهلنا من الجنوب وغيره، لأنه كما تعودت هذه المنطقة عبر تاريخها أن تستمر بهذه المهمة يدا واحدة وصوتا واحدا، ومن واجبنا أن نتحضر للأسوأ”.
واوضح ان “الميدان يفرض دخول المعركة أو عدمها، ونحن يجب أن نعد للإحتمال الأسوأ ونعتبر ان المواجهة حاصلة، وعلينا أن نكون حاضرين بالحد الأدنى، ليكون ضميرنا مرتاحا تجاه أهلنا ووطننا، لأن هذه المعركة وجودية مع هذا العدو. نعلم أن إمكانيات البلديات ضئيلة، ولكن علينا ان نتحضّر، وأن يكون هناك تواصل من كل البلديات والمؤسسات، والتحضير لتشكيل نواة خلية في كل بلدة، يشارك فيها الجميع لأننا في أجواء حرب”.
وختم مشددا على وجوب “التركيز على موضوع الإغاثة لأهلنا النازحين كما المقيمين، وهذا اللقاء هو لتثبيت المناخ الإيجابي لانتاج خطة على صعيد كل بلدة لإستقبال أهلنا والتحضير لأرضية لنكون جاهزين لمواكبة حاجات أهلنا المقيمين والنازحين”.
داغر
من جهته شكر بلال داغر النائب عبدالله والحزب “التقدمي الإشتراكي” على تنظيم هذا اللقاء، معتبرا ان “طابع اللقاء إنساني بشكل أساسي لأننا في معركة حقيقية، سواء في جنوب لبنان، أو في تداعياتها”، مؤكدا أن “إقليم الخروب العربي والاسلامي والمقاوم، معتاد على الإحتضان كما جرى في العام 1996 وفي العام 2006، فالاقليم بتنوعه الجامع يكون دائما فاتحا للقلوب”.
ودعا داغر الى “التكاتف لان لا أحد يستطيع لوحده تنفيذ المهمة، و”حزب الله” ينظر الى هذه المهمة الانسانية، على أنها جزء من الجبهة”، مؤكداً “أهمية دور البلديات والمؤسسات الرسمية في مواكبة الناس وتنظيم الجهد من خلال لجان مشتركة”.
فواز
بدوره لفت الشيخ فواز الى ان “الوضع خطير ولكن فلسطين تجمع، وهذا اللقاء لنكون متكاملين في هذه الأزمة”، معلنا ان “الجماعة الإسلامية وضعت خطة طوارئ على مستوى بلدات شحيم وبرجا وكترمايا وباقي القرى، لنكون يدا واحدة وعلى قدر المسؤولية لإستقبال أهلنا النازحين”.
الخوري
ثم تحدث رئيس إتحاد بلديات اقليم الخروب الشمالي، فعرض للواقع المادي المتردّي للبلديات، داعيا الى “الإستفادة من تجربة العام 2006، فضلا عن إنشاء خلايا أزمة في القرى تنسق مع الأحزاب والمؤسسات من أجل تقديم المساعدة، وتشكيل هيئة طوارئ ولجان في البلديات تنسّق في ما بينها ويكون عملها مشتركاً”.
السيد
ثم تحدث وكيل داخلية الحزب التقدمي الإشتراكي في الإقليم ميلار السيد، فدعا البلديات والأحزاب والمؤسسات لأن “تكمل بعضها البعض، وأن تنضوي ضمن هيئة واحدة، فضلا عن الدور الأساسي الذي تلعبه كل بلدية والتي يجب أن تكون المرجع لكل القوى والأحزاب والمؤسسات الموجودة ضمن نطاقها”.
مداخلات
بعدها كانت مداخلات لرؤساء بلديات جدرا المونسنيور جوزيف القزي، البرجين الدكتور محمد فؤاد ياسين، دلهون المهندس علي أبو علي، جان القزي عن بلدية الجية، بعاصير أمين القعقور، كترمايا المحامي يحيى علاء الدين، الوردانية علي بيرم، داريا المهندس عبد الناصر سرحال، برجا كامل الخطيب، وممثلين عن الاحزاب، وهم حسين الحاج عن حركة “أمل”، أحمد الحاج عن “لقاء الأحزاب في اقليم الخروب”، أحمد الصغير عن “الجماعة الإسلامية”، بلال صالح وحسن شحادة عن الحزب “الشيوعي اللبناني”، غازي عويدات عن “المؤتمر الشعبي”، مختار عانوت محمد اسماعيل عن رابطة مخاتير الشوف وعلي رضا الحاج. كما كانت مداخلة للرئيس الاقليمي للدفاع المدني في جبل لبنان الجنوبي حسام دحروج.
وتمحورت المداخلات حول “ضرورة تشكيل لجنة مركزية للأزمة على مستوى الاقليم وتشكيل لجان في القرى، على أن تضم الأحزاب كافة، والسلطات المحلية وتنسق بشكل مباشر مع اللجنة المركزية، فضلا عن وضع خطة لتجهيز أماكن الإيواء والمستوصفات والجمعيات والصليب الأحمر تحسبا لأي طارئ، فضلا عن ضرورة تأمين الدعم اللوجستي والمحروقات للبلديات لتسهيل مهامها”، واتفق المجتمعون على “تكثيف اللقاءات ووضع خطة شاملة لمواجهة أي طارئ”.