ألقى عضو “كتلة التنمية والتحرير” النائب قبلان قبلان ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، كلمة لبنان في “المؤتمر الطارئ للاتحاد البرلماني العربي تضامنا مع غزّة وفلسطين ” والذي عقد في بغداد، وقال: “عذرا غزة ثم عذرا ثم عذرا حتى ينقطع النفس، هل ينفع الكلام او يجدي الحديث. بداية اتوجه بالشكر باسم رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الى العراق الشقيق، واخص بالشكر الرئيس السيد محمد الحلبوسي ومجلس النواب الكريم على هذه الدعوة لانعقاد هذا المؤتمر للتعبير عن التضامن المطلق والمساندة التامة للشعب الفلسطيني المظلوم، المقهور القابع تحت الاحتلال الصابر على اقسى عمليات التدمير والابادة والقتل والتهجير والحصار، على مرأى ومسمع كل العالم الذي يجروء معظمه على ادانة الضحية وتبرئة الجلاد”.
اضاف:” ان ما يجري اليوم في غزة هو حرب ابادة ليس لها مثيل او سابقة بقطع المياه والكهرباء والاتصالات، وتدمير المستشفيات والمرافق الصحية وتهديم الاحياء على رؤوس اهلها، والقتل للاطفال والنساء والشيوخ من دون رحمة او احترام للقوانين الدولية وحقوق الانسان وحقوق الشعوب الواقعة تحت الاحتلال”.
وتابع:” ايها السادة، لقد تضامن الغرب بمعظمه مع المعتدي الذي هو اسرائيل، وارسل اساطيله لمزيد من التشجيع على القتل وسفك الدماء فهل نتجرأ او هل نقدر على التضامن مع الضحية من ابناء شعبنا؟ هل يمكن ان نكون رحماء فيما بيننا اشداء على الاخرين ولو بالموقف؟ هل يمكن توجيه بعض عداوتنا بين بعضنا البعض وحقدنا على بعضنا البعض، هل يمكن ان نوجه بعضا من هذا الى عدونا فنخفف عن شعوبنا واهلنا؟ هل يمكن ان نعيد لهذه الامة بعض تضامنها وبعض تعاونها وتراكمها؟ فتعود خير امة اخرجت للناس او سنبقى تتقاذفنا رياح الفتنة والتفرقة والتنازع؟ ان دماء غوشة وفلسطين تناشدكم ايها السادة وتناديكم وتصرخ قائلة يا ابناء جلدتنا يا ابناء امتنا يا اخوة الدم والتراب والعقيدة والانتماء ويا احرار العالم، ان دمنا يؤنبكم ان الاحتلال يتهاوى ويترنح وبدمنا البريء سيسقط، فيا اهلنا ان لم تكونوا جاهزين للمشاركة في اسقاطه فلا تكونوا حجرة عثرة امام ذلك السقوط، ولا تكونوا سببا من اسباب تأخير هذا السقوط الذي هو قادم لا محالة”.
وقال:” ايها السادة، نحن كبرلمانيين مدعوون الى حث السلطات التنفيذية في بلداننا على رص الصفوف ونبذ الخلافات والابتعاد عن التجاذبات بين الاخوة، والى توجيه رسالة الى العالم انه لا يمكن ان تظل فلسطين تحت رحمة ذئاب الجيش الاسرائيلي وقادته المتعطشين للدماء، والذين يهربون من ازماتهم السياسية الى المزيد من الفتك والقتل والتدمير والحصار لذلك الشعب القابع تحت الاحتلال البغيض. لم تقتصر الاعتداءات على فلسطين فحسب، بل يحاول العدو مد تلك الهجمات الهمجية الى ساحات اخرى كلبنان الذي سقط من ابنائه اكثر من عشرين شهيدا حتى الان، من مزارع شبعا وصولا الى الضهيرة ومروحين وعيتا الشعب. ويمتد ذلك العدوان على سوريا التي تتعرض يوميا الى اعتداءات على بناها التحتية ومطاراتها ومنشآتها المدنية والعسكرية”.
اضاف:” ان مأساة شعبنا الفلسطيني اكبر من ان توصف نتيجة لحجم الاجرام الصهيوني على هذا الشعب، وهي ممارسات في صلب وطبيعة هذا الكيان الارهابي المجرم. وقد عانينا سابقا هذا الاجرام، عندما ارتكب العدو مجازر بشعة بحق اللبنانيين اطفالا ونساء ورجالا في قانا والمنصوري والنبطية الفوقا وسحمر ، وقبلها في معركة وحومين وكونين وفي كل منطقة من لبناننا الحبيب. ولكن، كما صنع الانتصار بالدم البريء المسفوك ظلما، هاهي ملامح انتصار فلسطين تلوح في الافق، وكما تحرر لبنان باذن الله ستتحرر فلسطين. انه وعد الله القائل: ان تنصروا الله ينصركم، وتأكيده: وما النصر الا من عند الله”.
وتابع:” اننا ندعو المجلس الكريم، ومن خلفه السلطات التنفيذية والدول الشقيقة الى ما اعلان التضامن المطلق مع فلسطين وشعبها واهلها في وجه آلة القتل الصهيونية الارهابية، اعلان شجبنا واستنكارنا للممارسات الوحشية التي يقوم جيش العدو ضد الاطفال والنساء والشيوخ، استنكارنا للحصار المطبق على غزة وباقي مناطق فلسطين وعمليات التدمير الممنهجة للبنى التحية والمستشفيات والابنية والطريق. كما ندين كل الاصوات التي تساوي بين الضحية والجلاد والتي تحاول تغطية كل جرائم هذا الاحتلال، وندعو الى اتخاذ موقف عربي شجاع بالوقوف الى جانب هذا الشعب الساعي الى تحرير ارضه، وابلاغ كل سفارات العالم الموجودة لدينا استنكارنا للمعايير المزدوجة التي يتم بها التعامل مع هذه القضية، ومن ثم تشكيل وفد عربي موحد مفوض من كل الدول العربية للتوجه الى مجلس الامن والامم المتحدة والبرلمانات الاوروبية والدولية لابلاغ الجميع موقفا داعما مساندا للشعب الفلسطيني، ومدينا لكل ممارسات الاحتلال، اضافة الى اعلان التضامن مع لبنان وسوريا في الدفاع عن ارضيهما وادانة الممارسات الاسرائيلية الصهيونية الحاصلة”.
وختم: التحية لفلسطين الابية والى غزة العلية، الى كل شهيد سقط فوق تلك الارض المقدسة، الى كل طفل وطفلة حرمهم العدو نعمة الحياة وسفك دمهم متعمدا متعطشا الى السواعد الفتية التي تقبض على الزناد، الى كل محاصر وجريح وكل طريح عرائن بعد دمار مسكنه، ننحني امامكم جميعا، نقبل رؤوسكم وايدكم، ونقول لكم: لقد ناح اوان حريتكم واقترب موعد تحريركم، قالها قديما قائد احبكم وساندكم هو موسى الصدر، قاتلوكم بأسنانكم واظافركم وسلاحكم مهما كان ضعيفا. وقالها مدوية: ليسوا اقوى من اميركا ولسنا اضعف من فييتنام. دمكم وجهدكم وألمكم ودموعكم ستجرف هذا المحتل وستحرر قدسنا وارضنا.المجد لكم والنصر لكم. عشتم وعاشت فلسطين حرة عربية أبية”.