كتبت “الجمهورية” تقول: الميدان الفلسطيني جحيم مشتعل بين الإسرائيليين والفلسطينيين، والعالم كله يرصد تطوراته المتسارعة، وخصوصاً انّه بات مشرّعاً على احتمالات تدميرية وسيناريوهات اكثر دموية مما شهده هذا الميدان بعد عملية «طوفان الاقصى» التي نفّذتها حركة «حماس» في عمق المستوطنات الإسرائيلية، وأدّت حتى الآن الى ما يزيد عن 1000 قتيل اسرائيلي، وفق ما اعلنت وزارة الخارجية الاسرائيلية.
وفي موازاة العمليات الحربيّة التي نحت في الساعات الاخيرة الى عنف غير مسبوق، تجلّى في تكثيف الغارات الجوية الاسرائيلية التدميرية على قطاع غزة، والتي ترافقت مع اعلان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنتيامين نتنياهو بأنّ «ردّنا على «حماس» سيغيّر شكل الشرق الاوسط»، تبدو المنطقة برمتها وكأنّها باتت قابعة على فوّهة بركان بدأ يتحرّك، وتغلي بمخاوف جدّية من الّا تبقى نارها محصورة نطاقها، بل من ان تتدحرج كرة النار اليها، ويفلت الزمام على اوسع نطاق.
عوامل القلق تتزايد
وإذا كانت العمليات الحربية في الميدان الفلسطيني تنذر بحرب طويلة الأمد أطلقتها اسرائيل ضدّ قطاع غزة لتعويض ما مُنيت به من خسائر، فإنّ لبنان بكل مستوياته السياسية وغير السياسيّة، قد دخل منذ السبت الماضي في ما بدا أنّه رصدٌ حذر للمجريات المتسارعة لهذه الحرب في غزة، وما بات يُعرف بغلافها، وعينه على حدوده الجنوبيّة التي دخلت في حال من التوتر الشديد، جرّاء الاستنفار المتبادل على جانبيها، والعمليات العسكرية التي تحدث عبرها، وقد رصدت عمليات إخلاء للمستوطنات المحاذية للشريط الحدودي، وحركة عسكرية ودبابات في الجانب الاسرائيلي، في الوقت الذي كشف الإعلام الاسرائيلي عن طلبات من القيادة العسكرية الاسرائيلية الى المستوطنين في المستوطنات القريبة من الحدود، للبقاء في منازلهم والدخول الى الملاجئ. وهو الامر الذي أدّى الى تفاعل عوامل القلق من بروز وقائع ميدانية انطلاقاً من الحدود، من شأنها الاّ تُبقي لبنان بمنأى عن تداعيات هذه الحرب وارتداداتها، بل تضعه في عين العاصفة.
تسلّل واشتباك
في الوقائع الميدانية على الحدود الجنوبية، فبعد التوتر الذي شهده القطاع الشرقي امس الاول الأحد، بعد القصف الصاروخي الذي نفّذه «حزب الله» لبعض المواقع الاسرائيلية في تلال كفرشوبا، انتقل هذا التوتر الى القطاع الغربي، بالإعلان عن عملية تسلّل عبر الشريط الشائك الفاصل على الحدود مقابل الضهيرة الجنوبية، نفّذتها مجموعة فلسطينية تردّد انّها تنتمي الى «حركة الجهاد الاسلامي»، ترافقت مع اشتباكات وتلاها قصف مدفعي وجوي اسرائيلي لبعض قرى وبلدات قضاءي صور وبنت جبيل. حيث أُفيد عن غارة جوية اسرائيلية على بلدة مروحين، وقصف عنيف استمر لاكثر من ساعتين لأطراف الناقورة وبلدتي عيتا الشعب وبيت ليف. وتردّد انّ قتيلاً سقط جراء هذه الاشتباكات، ذكرت قناة العربية انّه ينتمي الى «حزب الله».
وفيما سُجّلت في اثناء ذلك مغادرة العديد من المواطنين لمناطق التوتر، اعلن الجيش اللبناني عبر «إكس» انّ «خراج بلدتي الضهيرة وعيتا الشعب ومناطق حدودية اخرى تتعرّض الى قصف جوي ومدفعي من جانب العدو الاسرائيلي، وتدعو قيادة الجيش المواطنين الى اتخاذ اقصى تدابير الحيطة والحذر، وعدم التوجّه الى المناطق المحاذية للحدود حفاظاً على سلامتهم».
«الحزب»: سنرد
واكدت مصادر حزب الله لـ «الجمهورية» أن المقاومة سترد حتماً على القصف الإسرائيلي الذي استهدف برج مراقبة لها وأدى الى استشهاد ثلاثة من عناصرها، وجرح عدد آخر، ولم تكن هي من قام بعملية التسلل من القطاع الغربي للجنوب. وهنا لا بد من ترقب حجم الرد ونوعيته ليتبين ما اذا كانت ساحة المواجهة العسكرية ستتوسع أكثر وتكبرأكثر، خاصة ان إسرائيل أقرت رسمياً مساءً بقصف ثلاثة مواقع للمقاومة.
وفي وقت لاحق، أصدر حزب الله بياناً أعلن فيه أنه «بعد استشهاد ثلاثة من الأخوة المجاهدين عصر أمس الاثنين، نتيجة للإعتداءات الإسرائيلية على البلدات والقرى اللبنانية، قامت مجموعات من المقاومة الإسلامية في ردٍّ أوّلي بمهاجمة ثكنة برانيت وهي مركز قيادة فرقة الجليل، وثكنة أفيفيم وهي مركز قيادة كتبية تابعة للواء الغربي، وذلك بواسطة الصواريخ الموجّهة وقذائف الهاون وأصابتها إصابات مباشرة».
وفي بيانات متتالية أكدت العلاقات الإعلامية في حزب الله، أن عدد المجاهدين الذين استشهدوا في القصف الصهيوني بعد ظهر امس هم ثلاثة فقط ولا صحة للاشاعات التي تتحدث عن اعداد غير ذلك.
والشهداء هم: حسام محمد إبراهيم “حسام عيترون” من بلدة عيترون الجنوبية، و علي رائف فتوني “حيدر” من بلدة زقاق البلاط-بيروت، و علي حسن حدرج “فداء” من مدينة بيروت.
«الجهاد الإسلامي»
وفيما نفى «حزب الله» علاقته بعملية التسلل وأبلغ مسؤول في الحزب الى وكالة «رويترز» قوله «أن لا صحة للمعلومات المتداولة عن اشتباك بين «حزب الله» واسرائيل، او اي عملية تسلّل الى الداخل»، اعلنت «سرايا القدس» (الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي)، في بيان بعد ظهر امس، تبنّيها لهذه العملية. واعلن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي افيخاي ادرعي «انّ قوات تابعة لجيش الدفاع الاسرائيلي قتلت عدداً من المسلحين الذين اجتازوا الحدود باتجاه الاراضي الاسرائيلية من الاراضي اللبنانية، كما وتشن المروحيات الغارات في المنطقة».
وبالتوازي مع ما اعلنته «القناة 14» الاسرائيلية عن مقتل اثنين من المتسللين، تحدثت معلومات عن انّ مصير اثنين آخرين ما زال مجهولاً، فيما اشار الاعلام الاسرائيلي الى اصابة 6 جنود اسرائيليين بجروح، بينهم حالة ميؤوس منها. وقال الناطق الرسمي باسم قوات «اليونيفيل» أندريا تيننتي، انّ «جنود حفظ السلام التابعين لليونيفيل رصدوا بعد ظهر هذا اليوم (أمس)، انفجارات بالقرب من بلدة البستان في جنوب غربي لبنان».
وأضاف: «وبينما نعمل على جمع المزيد من المعلومات، فإنّ رئيس بعثة «اليونيفيل»، الجنرال أرولدو لاثارو، على اتصال مع الأطراف المعنية، ويحثهم على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس واستخدام آليات الارتباط والتنسيق التي تضطلع بها «اليونيفيل» لمنع المزيد من التصعيد والخسائر في الأرواح».
يُشار الى انّ مستجدات الوضع عند الحدود الجنوبية، كانت مدار بحث امس، في لقاء عُقد في اليرزة بين قائد الجيش العماد جوزف عون والجنرال لاثارو.
الوضع مفتوح
الى ذلك، أبلغ مصدر أمني إلى «الجمهورية» قوله، انّه «تبعاً للتطورات المتسارعة على الحدود الجنوبية، فإنّ الوضع مفتوح على شتى الاحتمالات، واشتعال المنطقة وارد في اي لحظة».
يتقاطع ذلك مع دعوة أممية، اكّدت مصادر ديبلوماسية لـ»الجمهورية»، انّها وُجّهت الى الجانبين اللبناني والاسرائيلي، لاحتواء اجواء التوتر القائمة على الحدود، وممارسة القدر الأعلى من ضبط النفس، والحؤول دون الانزلاق الى ما يهدّد الاستقرار على جانبي الحدود. مشيرةً الى انّ قيادة «اليونيفيل» تجري اتصالات حثيثة في هذا المجال، مع الجانبين اللبناني والاسرائيلي.
واشنطن تُحذّر
الى ذلك، حذّر مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية حزب الله من مغبة اتّخاذ «قرار خاطئ» بفتح جبهة ثانية مع إسرائيل في خضم تصدّيها لهجمات حركة حماس في قطاع غزة.
وأعرب المسؤول في تصريح لصحافيين عن «قلق بالغ إزاء (احتمال) اتّخاذ حزب الله القرار الخاطئ باختياره فتح جبهة ثانية في هذا النزاع».
«المقاومة الإسلامية» في أقصى جهوزيتها
وفي السياق ذاته، اكّدت مصادر قريبة من «حزب الله»، انّ «المقاومة الإسلامية في أقصى جهوزيتها تحسباً لأيّ طارئ، نافية في الوقت ذاته ما حُكي عن رسائل وجّهها عبر جهات عربية، مرتبطة بالحرب الدائرة في غزة، ذلك أنّ «حزب الله» الذي يعتبر نفسه في قلب هذه المعركة، ليس معنيًّا بأيّ اختلاقات او ما شاكلها من ترويجات لا أساس لها، بل ليس معنياً اصلاً بأن يراسل أحداً بما يمكن ان تقوم به المقاومة، فخطوات المقاومة هي التي تخبر عن نفسها، في مكانها وزمانها». ويبرز في هذا السياق ما قاله رئيس الهيئة الشرعية في «حزب الله» الشيخ محمد يزبك خلال مراسم رفع راية فلسطين على تلة عين بورضاي على مشارف مدينة بعلبك: انّ «كل المقاومين هم جنود غزة، ولن نترك فلسطين، وعندما يتجاوز العدو حدوده والخط الأحمر سوف يرى ما لم يتوقع من المقاومة الإسلامية في لبنان ومن محور المقاومة». مؤكّداً انّ «معركة «طوفان الأقصى» هي معركة الجميع، قدّمنا وسنقدّم الشهيد تلو الشهيد حتى يتمّ التحرير، وتعود الأمّة إلى أصالتها، وتعود القضية الفلسطينية أولى أولويات الأمّة وكل عاشقي الحرّية».
العدو مصدوم
الّا انّ مرجعاً مسؤولاً أبلغ الى «الجمهورية» قوله، انّ ما حصل في فلسطين، أحدث صدمة عنيفة لن يستفيق منها الكيان الاسرائيلي بسهولة، سواء من حيث عدد القتلى والجرحى والأسرى، او من حيث إذلاله في الاماكن التي يحتلها، وكسر هيبة جيشه ومعنوياته. وواضح انّه يسعى الى التعويض عن ذلك بالحرب التدميرية التي يشنّها على غزة».
ولا يقلّل المرجع عينه من حدّة الأجواء المشحونة السائدة على الحدود الجنوبية، الّا انّه يؤكّد انّه لا يرى في الأفق حتى ما يستدعي الخوف من أن تأخذ الامور مساراً تصاعدياً نحو إشعال الجبهة الجنوبية، فالإسرائيلي عالق في مأزق غزة، مشكّكاً في الوقت ذاته في قدرة هذا العدو على فتح جبهة جديدة، يدرك انّها الجبهة الأصعب عليه، والتي من شأنها ان تجرّ عليه جبهات اخرى. وفي مؤشر إلى تجنّب الاسرائيلي إشعال الجبهة الجنوبية، هو انّ عمليات القصف التي نفّذها امس، بالتزامن مع عملية التسلّل عبر الشريط في منطقة الضهيرة، تركّزت في معظمها على خراج البلدات، وحاذر التركيز على أحيائها السكنية.
السفارة تنبّه وميقاتي يحذّر
وفي تطور لافت، قالت السفارة الأميركية في لبنان، إنّ الوضع في إسرائيل لا يمكن التنبؤ به، في ضوء الاشتباكات الدائرة بينها وبين فصائل فلسطينية. وشدّدت في حسابها على منصة «إكس»، إنّه على المواطنين الأميركيين في جميع أنحاء المنطقة أن يتوخّوا الحذر».
وقد تابع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الوضع في الجنوب مع قائد الجيش العماد جوزف عون، وكذلك عبر سلسلة من الاتصالات الدولية والعربية والمحلية، كما تلقّى اتصالات من عدد من رؤساء الدول والحكومات في الإطار ذاته.
وشدّد ميقاتي، خلال هذه الاتصالات، على»انّ الاولوية لدى الحكومة هي لحفظ الامن والاستقرار في جنوب لبنان، واستمرار الهدوء على الخط الازرق والالتزام بالقرار 1701 ووقف الانتهاكات الاسرائيلية المستمرة للسيادة اللبنانية جواً وبحراً وجواً، والانسحاب من الاراضي اللبنانية التي لا تزال محتلة».
وأشار إلى «انّ الاتصالات التي قمت بها أكّدت حرص الدول الصديقة والشقيقة على بقاء لبنان في منأى عن تداعيات الوضع المتفجّر في الاراضي الفلسطينية، وحمايته».
وجدّد ميقاتي التأكيد «أنّ تحصين لبنان في وجه التطورات العاصفة يقتضي الإسراع في انتخاب رئيس جديد ووقف التشنجات السياسية القائمة، فالخطر الذي يتهدّد لبنان لا يصيب فئة معينة او تياراً سياسياً واحداً، بل ستكون له، لا سمح الله، انعكاسات خطيرة على جميع اللبنانيين وعلى الوضع اللبناني برمته».
وقال: «في هذه الظروف العصيبة التي تمرّ فيها المنطقة، لم يعد مقبولاً ان تستمر التجاذبات الداخلية والانقسامات على مسائل تجاوزتها الأحداث الداهمة والتداعيات المحتملة. فلتتوقف مواقف الشحن والتحريض، ولتتوحّد كل الإرادات في مرحلة هي من دون مبالغة من أخطر المراحل التي يمرّ فيها لبنان والمنطقة وأكثرها ضبابية لناحية التوقعات والخيارات والاحتمالات».
واعتبر «انّ ما يجري داخل الاراضي الفلسطينية هو نتيجة حتمية لنهج العدو الاسرائيلي ضدّ الشعب الفلسطيني ومطالبه المحقّة»، معتبرا أنّ «أما الحل لهذا الصراع المفتوح على الدم فيبدأ بتحمّل المجتمع الدولي لمسؤولياته في الضغط على إسرائيل لحملها على العودة الى خيار السلام بمرجعياتها المعروفة، لا سيما مبادرة السلام العربية التي صدرت عن قمّة بيروت العام 2002، وما عدا ذلك فهو إمعان في الدوران في دوامة العنف التي لن تفيد أحداً».
جنبلاط
وبرز في هذا السياق، ما قاله الرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، حيث اعتبر انّ «حزب الله ليس بحاجة إلى فتح معركة اليوم، وهناك شعب فلسطيني جبّار يقاتل». وقال: «إننا نملك إمكانات هائلة في العالم العربي لمساعدة فلسطين ولا حاجة لنا لحفنة مساعدات من الغرب العنصري».
ورأى انّ «فلسطين ستعود والاستعمار الإسرائيلي سيزول كما زالت الحروب الصليبية»، وقال: «إذا أرادت إسرائيل محو غزة فسندخل في المجهول والشعب الفلسطيني جبار والمعركة في بدايتها». وخلص الى سؤال: «لماذا ينحاز الغرب لإسرائيل؟ هناك شعب فلسطيني محتل ويجب الوقوف مع حقّه»، معتبراً أنّ «تصريحات المتطرّفين الإسرائيليين تشبه تصريحات الاستعمار، وهذا تطرّف عنصري»، مشدّداً على انّه «يجب أن يكون هناك موقف عربي واحد يدعو إلى رفع الاحتلال».
«الإسرائيلي لم يعد أسطورة»
وقال رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد من بلدة كفرملكي: «إنّ الإسرائيلي لم يعد أسطورة وأصبح هشاً»، مضيفاً انّه «بعد 15 دقيقة تمّت إعادة نصب الخيمة من قِبل المقاومين الذين مكثوا في محيطها لحمايتها، فيما لم يتجرأ جيش العدو على إطلاق رصاصة واحدة باتجاههم خشية من أن يتورط بمواجهة لا يريدها»، وقال: «نحن صدقناكم الكلام حين قلنا لكم منذ حرب تموز وانتهائها ونحن نردّد إلى الآن بأنّ القدرة العسكرية الإسرائيلية المتفوقة في المواجهة مع المقاومة انتهت». وقال: «هذا الكيان الموقت آن له أن يزول وأن تتخلّص البشرية في منطقتنا على الأقل من أعبائه وتسلّطه». واضاف: «نشدّ على أيدي من ينتهز الفرصة ويطالب جدّياً بحقوقه من أجل أن يستعيد مقدّسات الأمّة التي يعبث بها الإسرائيلي ويستبيح من خلال العبث بها كرامات كل أبناء المنطقة ودينهم».
ورأى أنّ «الدول الحريصة على التطبيع هي التي تهتم بإيجاد تخفيف للتصعيد ووقف لإطلاق النار من أجل تسوية الموضوع ولو موقتاً ليستعيد الإسرائيلي توازنه حتى يتفاهموا معه»، معتبراً انّ «الإسرائيلي لا يستوعب ما حصل معه ولن يستوعب، لأنّ ما حصل أكبر من أن يوصف، والإسرائيلي في مأزق كبير لأنّ هذه العملية التي صدّعته وصدّعت دوره ستكون إن شاء الله تمهيداً لإزالة كيانه».