لبى حشد كبير من الفعاليات والقوى السياسية والنقابية الأهلية، دعوة المؤتمر الشعبي اللبناني ومؤسساته في طرابلس الى وقفة تأييد ونصرة للمقاومين الأبطال الذين أعلنوا معركة “طوفان الأقصى”، بمشاركة عدد من الفصائل الفلسطينية، وذلك في ساحة جمال عبد الناصر “التل”.
ورفع المشاركون الأعلام اللبنانية والفلسطينية والرايات الاسلامية ويافطات كتب عليها “النصر لفلسطين والهزيمة للصهاينة”، “مقاومة غزة عنوان العزة”، “الاسلام والمسيحية ضد الصهيونية”.
عقدة
أفتتحت الوقفة، بكلمة لعضو ادارة المؤتمر في طرابلس عامر عقدة، الذي قال: “نحمد الله أننا عشنا لنشهد العبور الثاني بعد خمسين عاماً على عبور تشرين 1973، وإن شاء الله نشهد تحرير فلسطين من النهر الى البحر”.
امام
كلمة مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد امام ألقاها الشيخ محمود نعمان، فقال: “تحية اجلال واكبار لنساء ورجال وأطفال فلسطين من مدينة طرابلس المجاهدة، فرحتنا كبيرة بانتصار المقاومة على جيش العدو الصهيوني، إنهم رجال الله قد خاضوا المعركة نيابة عن العرب المطبعين، فصراعنا مع العدو صراع وجود حتى التحرير ولينصرن الله المؤمنين على يهود الغاصبين، سجل يا تاريخ في شهر ربيع الأول أن الأمة قد انتفضت وأن العدو الى زوال، فقضية فلسطين قضية الأمة من مشرقها الى مغربها وهي ليست للبيع ولا للشراء فهي أرض وقف لله وستتحرر بإذنه تعالى بسواعد المجاهدين”.
كرامي
كلمة رئيس “تيار الكرامة” النائب فيصل كرامي ألقاها المحامي عادل الحلو، فقال: “في الوقت الذي كان فيه جيش العدو الاسرائيلي يُمعن تنكيلاً وقتلاً بالشعب الفلسطيني ويعتدي على المقدسات ويهدد ويتوعد بالثبور وعظائم الأمور، في ظل الصمت المريب والمخزي من المجتمع الدولي ومؤسساته تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني، فاجأ أبناء غزة المقامون اسرائيل بجيشها ومخابراتها واجهزتها الأمنية وقبتها الصاروخية بطوفان لم يبق ولم يذر، دخلوا الاراضي المحتلة وسيطروا على المستوطنات واعتقلوا مستوطنين وقادة وجنود من جيش العدو، فظهرت هشاشة هذا الجيش ودفنوا الى غير رجعة مقولة، ان إسرائيل لا تقهر، واثبتوا ان التحرير لا يحتاج بعد التوكل على الله عز وجل الا الى قلوب مؤمنه صادقه مخلصة ومصممه على انتزاع حريتها وتحرير ارضها مهما كانت التضحيات وغلت الأثمان، لذلك نبارك لأنفسنا ولكل الشرفاء والاحرار ولأهلنا في قطاع غزة والضفة الغربية هذا الإنجاز النوعي الذي يؤكد يوما بعد يوم بأن النصر ممكن وأن التفوق على الآلة اليهودية الأميركية في المنطقة ليس مستحيلا”.
موعد
وألقى مسؤول حركة الجهاد الاسلامي أبو لواء موعد كلمة، قال فيها: ” أنه كرم الله الذي نصر المجاهدين الصابرين الذين يسطرون عمليات بطولية فوق تصورات العقل، لذلك ما زال العدو يتخبط ولم يستوعب ما حصل، وما بقاء الكيان الصهيوني طيلة سنوات الاحتلال الا بسبب الدعم الأميركي والاستعماري له، وقد أكد شعبنا أن خياره المقاومة، ونحن ننتظر أن تفتح الحدود نحو فلسطين حتى نصنع مع كل العرب والمسلمين النصر المبين”.
السيد
وأشار رئيس اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في الشمال شادي السيد في كلمته الى ان “ما رأيناه منذ الأمس من أعمال بطولية يؤكد أن فلسطين إن تحركت وذهبت نحو التحرير عبر المقاومة فلن يردها شيء وهي ستسترد حقوقها بيدها وبقوة شعبها ومقاومته الشجاعة التي لا تخاف العدو بل أدخلت الرعب الى قلوب ملايين الغاصبين”.
أبو حرب
وألقى أمين سر حركة “فتح” ومنظمة التحرير مصطفى أبو حرب، كلمة قال فيها: ” جئناكم بعبق دماء الشهداء وبإصرار أهل غزة العزة ورجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فعبروا وحرروا ورأينا قطعان المستوطنين يفرون أمامهم، فهنيئاً لكم يا رجال فلسطين وأنتم تكتبون تاريخ الأمتين العربية والاسلامية بأحمر الدماء، دخلنا فحررنا أرضنا وما وجدنا بيتاً أوهن من بيوت العنكبوت لأنه لا بيت لمحتل أو مستوطن على أرض فلسطين، دخل المقاومون ومعه كل أبناء غزة في وحدة وطنية مميزة، وانتفضت الضفة هاتفة تحيا المقاومة وقدمت الشهداء في مواجهات مع العدو لتكون الى جانب أبطال غزة بكل حركاتهم وسراياهم لأننا ندرك أن عدونا لا يفهم الا لغة القوة”.
المصري
بدوره، مسؤول المؤتمر الشعبي اللبناني المحامي عبد الناصر المصري، قال: “من ساحة القائد جمال عبد الناصر الذي كان آخر انجازاته انهاء الاقتتال الفلسطيني الأردني في أيلول 1970 والذي قاتل العصابات الصهيونية في الفلوجة عام 1948 والذي قال أن المقاومة الفلسطينية وجدت لتبقى، من هذه المدينة التي وقف أبناؤها دائما الى جانب الحق الفلسطيني، نرفع التحية لأبطال المقاومة الفلسطينية الذين فاجأوا العدو والعالم بهذه العملية النوعية الرائعة التي كنا ننتظرها منذ سنوات طويلة، وهي معركة أدخلت بنتائجها الفرح والسرور لقلوب العرب والمسلمين وأحرار العالم، وإن شاء الله تتحقق أهدافها بحماية المسجد الأقصى وتحرير الأسرى وضرب مشروع التطبيع”.
وأضاف:” إننا نؤكد تمسكنا بخيار المقاومة والجهاد لأننا نؤمن أن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة، لذلك ندعو لالغاء اتفاقيات السلام القائمة بين بعض الدول والكيان الغاصب، كما ندعو لالغاء اتفاقية أوسلو ووقف التنسيق الأمني، فهذا الاتفاق لم يمنع زيادة المستوطنات وتوسعها ولا منع استباحة الأقصى والمساجد والكنائس ولا مصادرة وتجريف الأراضي ولم يحرر الأسرى، لذلك علينا أن نذهب الى خيار المقاومة بكل أشكالها وزيادة العمليات الفدائية وتوسيعها لتشمل كامل التراب الفلسطيني للتأكيد على وحدة الساحات، كما ندعو لوحدة الساحات العربية الشعبية داعاً لخيار المقاومة والتحرير”.
وختم :” نؤيد عملية المقاومة الاسلامية في لبنان ضد المواقع العسكرية الصهيونية في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وندعو لاستمرارها حتى تحرير كامل التراب اللبناني واستعادة المزارع والتلال المحتلة”.
مسيرة سيارات
بعد الوقفة انطلقت مسيرة سيارات تصدح بالأغاني والأناشيد الثورية، جابت عدداً من شوارع طرابلس، رافعة الأعلام اللبنانية والفلسطينية وأعلام المؤتمر الشعبي ومؤسساته والرايات الاسلامية، في ظل ترحيب واسع من الأهالي الذين انضموا بسياراتهم ودراجاتهم الى المسيرة.