إفتتح المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية مؤتمره الدولي السابع والثلاثين للوحدة الاسلامية، صباح اليوم، في عاصمة الجمهورية الاسلامية الايرانية، طهران، تحت عنوان “التعاون الإسلامي من أجل بلورة القيم المشتركة”.
تخلل جلسة الافتتاح كلمة للامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الدكتور حميد شهرياري، تلتها كلمة عضو هيئة الرئاسة في حركة امل الدكتور خليل حمدان ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، جاء فيها: “ينعقد المؤتمر الدولي السابع والثلاثون للوحدة الاسلامية تحت عنوان التعاون الاسلامي من أجل بلورة القيم المشتركة، وبدعوى كريمة من المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب، وذلك انسجاما مع الرؤية التوحيدية للثورة الاسلامية في ايران التي اسس معالمها الامام الراحل روح الله الموسوي الخميني قدس سره واستمر بها بقوة وجهاد غير منقطع مرشد الثوره الاسلامية الايرانية الامام السيد علي خامنئي حفظه المولى، وهذا ما اشهره الامام المغيب القائد السيد موسى الصدر في مختلف المؤتمرات والخطب، حيث كان في تطلعاته عابراً للمذاهب والطوائف بعيداً عن تعقيم الانسان الذي يرفضه الدين، بل هي دعوة مستدامة للمزيد من التعاون والانفتاح مع الحفاظ على الخصوصية، وبعيداً عن توهين الآخر على قاعده منطلقات الأديان من منبع واحد من أجل الانسان ليكون الدين لله. وبكلمة التوحيد ووحدة الكلمة اجل ان الاختلاف ليس بالضرورة ان يكون شقاقاً وخلافاً الا في غياب التعاون الاسلامي وطمس عالم القيم المشتركة، ولعل القاعدة الحاكمة في العلوم السياسية ان الصراع هو الجامع الأوحد لقوى لا يجمعها شيء آخر”.
أضاف: “إن عدم التعاون والحوار مع الاختلاف سيؤدي الى نزاع فكري مع غياب ترتيب سلم الأولويات لمواجهة سلسلة التحديات تنتجها اباء السوء في بيوت التفكير بإطلاق سلسلة موجات من بث روح الفرقة والنزاع وذلك برفع جدران العزل بين ابناء الامة الواحدة حيث قصف العقول باستخدام اساليب الحرب الناعمة بدل الحروب التقليدية. ومن هنا يأتي التشكيك بالمفاهيم وبنظام القيم المشتركة وسط حملات عالمية واعلانية بتمويل كبير، فقط من اجل اشاعة منظومة جديدة من المفاهيم عبر هندسة الجماهير المعروفة لتتبدل معايير هذه القيم. فالمجتمع المحافظ على تماسك العائلة والمتمسك فقه الزواج والطلاق والمواريث استهدف بتشريعات تبيح المحرمات وتعزز منظومة الفساد وتجرم من يقف في وجههم حتى ربطوا ذلك في نظام المصالح والتعاملات كشرط القبول بزواج المثلية حتى تحصل الدول على قرض من الصناديق والبنوك الدولية واما الموت جوعاً، وان اعتماد قوانين ونظم الفساد هذا ليس بجديد.
ان انقلاب الصورة ومحاولة مسح ذاكرة الامة وتشويه الحقائق مسألة قديمة جديدة، فالشعب الفلسطيني الذي تعرض لأبشع عملية إرهاب تتمثل باغتصاب فلسطين من قبل الصهاينة يتهم بالإرهاب لأنه يدافع عن حقه، وجيش العدو الصهيوني وعصابات الكيان المؤقت يجد من يسانده ويدافع عنه حتى في الامم المتحدة وهذا مصداق من مصاديق انقلاب الصورة.
وهكذا يتم تبرير الارهاب الداعشي والصهيوني، وهكذا يتم الاعتداء على المجاهدين والمناضلين بتعمية الحقيقة. لذلك ان الدعوة الى التعاون الاسلامي من اجل بلورة القيم المشتركة هي دعوة حاكمة في ظل انتشار وباء التحلل والتفسخ على الدول والجماعات والافراد”.
واعتبر حمدان أن “التعاون الاسلامي لا يستوي إلا على قاعدة التناقض مع مشاريع وتعاميم الفساد المقونن، اذ ان المسألة باتت بحاجة الى مؤسسات وبيوت تفكير وارساء منظومة تربوية من مناهج وبرامج المدارس والجامعات”.
وقال: “لم يعد يجدي ان نستنكر بكلمة بل الامر يحتاج الى خطط متكاملة. ولعل مؤسسة المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب هي احدى مخرجات هذه الخطط التي يعول عليها ان ترسم منظومة قيم بالنصوص والتشريعات الرسمية وغير الرسمية والمسألة تحتاج الى أفعال وليس أقوال لأن كثيرا من الناس يحبون الحق بأقوالهم ويكرهونه بأفعالهم. لذا علينا ان نكون كما يقول الامام السيد موسى الصدر اينما تكون القضية قضية حق نحن نكون، وعلى هذا مسارنا في حركة امل حركة الانبياء والاولياء.
ان عملية الصراع ممتدة من قابيل وهابيل ودراسات الامم المتحده تشير الى انه في العالم القديم والحديث، واذا كان المطلوب السلام فإن الصراع والحرب والتفرقة والتجزئة هم الذين يتحكمون بواقع البشريه بمعادلة كل 37 سنة حرب يقابلها سنة سلم، وهذه السنة هي استعداد للحرب. وهذا على مر التاريخ فلن تنعم البشرية بسلامها العادل وتنصف المستضعفين والمظلومين الا اذا سلك الطريق اقامة العدل باعتماد مرجعية السماء باسلوب واجتهاد متطور يعتني بالمستجدات ويواجه التحديات والعمل في هذا السبيل بجهاد علمي في ظل انتشار وباء التجزئة التي يعممها الاعداء لضمان سيادتهم”.
وأشار الى ان “الدعوة الى التعاون والوحدة هي دعوة تفيد التنوع وليس الالغاء هي دعوة ناظرة الى التحديات لخدمة الانسان وهي مناسبة لاقتراح ضرورة تفعيل كل اشكال التكامل بين الدول الاسلامية مع مراعاة خصوصية كل دولة على ارضها وضمان سيادتها، فالاعداء يبتكرون اساليب المكر والخداع للنيل منا والتهويل لان التقارب والتعاون بين دولنا لا يستهدف الخصوصية”، قائلا: “اننا على يقين ان مفهوم الامة وحده كاف كاساس شرعي وعقائدي وفقهي لكل اشكال التعاون واما الاستقلال الحقيقي يكون في تعزيز منظومة القيم الرسالية من اجل الانسانية جمعاء، وكذلك فان تنمية الموارد البشرية وما تختزنه الارض من ثروات هوامر بالغ الاهمية خاصة واننا كأمة لسنا فقراء ولم تكن المشكلة يوما في شح الموارد بل في ادارة واستثمار هذه الموارد لصالح شعوبنا المسلوبة من المستعمرين القدامى والجدد”.
أضاف: “إننا اذ نحيي جميع دعاة التقريب والقادة العاملين، واذا كنا نؤكد على ضرورة الانفتاح فهذا امر امرنا به من الله سبحانه وتعالى: وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان، ولكن العجب العجاب ان بعض الانظمة تتعاون على الاثم والعدوان وتحارب البر والتقوى. فاسرائيل ام الارهاب واساس زعزعة الاستقرار في العالم الاسلامي يتم التطبيع معها فيما يصوبون على المقاومة خلافا للامر والنهي الالهين واخيرا ان الامام المغيب السيد موسى الصدر داعية وحدة وحوار والذي التزم الموقف الرسالي في مواجهة الارهاب المنظم والذي قال ان اسرائيل شرم مطلق هذا الامام المجاهد اخفي مع اخويه الشيخ محمد يعقوب والصحفي السيد عباس بدر الدين في ليبيا على يد المقبور معمر القذافي منذ 31 اب 1978 ولا زال في سجنه مع اخويه، فوفاء لدعاة الوحدة والتقريب ومن عمل لقيم الرحمن ندعو مؤتمركم الكريم العمل على تحريرهم على قاعدة ان المجرم القذافي مسؤول عن الاخفاء والنظام الحالي في ليبيا مسؤول عن تحريرهم”.
وختم: “مع الدعاء ان تبقى الجمهورية الاسلامية الايرانية منارة اشعاع لكل الاحرار في العالم ولينتصر العالم للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لأبشع حملات الاعتقال والقتل من ممارسات صهيونية من قبل المستوطنين المعززين بجيش يستبيح دماء الاطفال ويشهد على تدنيس المقدسات من المسجد الاقصى الى المعابد دون ادانه بسيطة من قبل البعض ولو بكلمة ولكن بجهاد المقاومة وجهاد الوحدة ننتصر”.