اعتبر المفتي الشيخ حسن شريفة خلال خطبة الجمعة من مسجد الصفا، أن “عظمة الأنبياء والمرسلين سلوكيات نورانية، تعبر عن المقصود الالهي لمصلحة الانسان”.
وقال: “نحن في ذكرى ولادة خاتم الأنبياء والمرسلين محمد، نستذكر صدقه وأمانته وأخلاقه التي شهد بها أعداء الرسالة قبل غيرهم، محمد الذي لم يُظلم عنده اليهودي وغيره، نفذ إلى القلوب بأخلاقه، وامتلك العقول بعدله وحكمته، بنظم أرست القواعد والمبادئ.”
أضاف: “نهانا عن العصبية الجاهلية، أقر بكل ما هو خير للانسان حتى لو كان ذلك قبل الإسلام، على سبيل المثال لا الحصر، أشهر الحرم كان أهل الجاهلية يحرمون فيها القتال فأقرها الاسلام لانها تحجب الدماء”.
وتابع: “ما أحوجنا في هذا الزمن الضبابي الرمادي المليء بالانانية إلى أن نعيش اخلاق وسماحة وكرم النبي، ولتكن مناسبة الولادة دعوة الى كبار القوم وعقّاله، لان ينتهجوا خطاب الألفة والمحبة والتلاقي، حيث أن المرشد كلامه كلام جمع لا تفرقة، والا خرج عن صفة الناصح والموجه، فضلا عن انه اذا كان يصّدر الأحكام الارتجالية المسبقة التي تتنافى مع العظات النورانية ، وألا تأخذه العزة بالإثم بحماسة الهتافات والتأييد والتصفيق، التي تنسيه دوره الوطني”.
وقال: “كلمة فائض القوة مستهلكة وممجوجة، بل باتت ملازمة لأكثر الخطابات الفارغة من الواقعية، وان تعويض خسارة خزينة الدولة ليس بتوجيه السهام نحو بعض المناطق زورا وبهتانا بالقول انها متهربة من الضرائب، بإحصاءات صاغتها أقلام مأجورة لغايات باتت مكشوفة الاهداف والنوايا، بل إن خسارة الدولة الحقيقية هي جبال وسهول وشطآن مسحت وسلخت لصالح امبراطوريات وتربعت عليها عروش”.
وأكد ان “الاولوية في هذا الظرف الدقيق، الحفاظ على ما تبقى من الدولة، لان الهيكل سوف يسقط على الجميع، واذا لم يتفق أهل السياسة على رئيس للجمهورية فما بال الحكومة وباقي المؤسسات الخدماتية والتربوية والأمنية”.
وسأل: “هل تستقيم الأمور بهكذا عقلية، وهل يدار البلد بالقطيعة والتربص لبعضنا، هل تحريض السفارات هو الحل، هل الحل بكم الأفواه بعد أن ضاقت صدور البعض بكلمة حق قالها النائب السابق وليد جنبلاط مجرد انه أعطى رأيا مخالفا لهم”؟
وختم: “لقد أجهضت بعض القوى فرصة الحوار، لتدفع بلبنان الى المزيد من التأزيم وسد كل نوافذ الأمل وإبقاء اللبنانيين في دوامة الانتظار وأسرى للمجهول. لقد ملّ الفراغ من فراغ البعض الذين لم يدركوا خطر عدد النازحين السوريين والاخطر التخطيط الدولي لشرعنة هذا النزوح بعبارات توطينية مبطنة”.