ترأس بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي الاجتماع الشهري لمطارنة لبنان والرؤساء العامين والرئيسات العامات في المقر البطريركي في الربوة. وعرض المجتمعون شؤونا كنسية ووطنية واقتصادية واجتماعية، وأمورا طارئة تتعلق بالأوضاع الاجتماعية لأبناء الطائفة.
وأصدر المجتمعون بيانا تلاه أمين سر مجلس المطارنة المطران ادوار ضاهر أسفوا فيه “لاستمرار المناكفات السياسية غير المسبوقة والتحديات المتبادلة التي تهدد الوطن بوجوده وتحرم البلاد من انتخاب رئيس للجمهورية يستكمل عقد المؤسسات الدستورية يعيد الانتظام السياسي إلى مساره الطبيعي ويريح المواطن من الضغوط اليومية والانتظار امام السفارات للحصول على تأشيرة هجرة قد لا يكون هناك من عودة بعدها. فالهجرة اليوم لم تعد فقط بحثا عن فرصة افضل او تحسين وضعه المعيشي، بل تهجيرا قسريا هربا من واقع مرير”.
ورأوا ان “الخطاب الطائفي والتحريضي الذي نشهده منذ فترة ويؤدي الى انقسام عمودي حاد لا يبشر بحل قريب. وهذا ما يدعونا للتحذير من نتائجه السلبية. ندعو الجميع للتخلي عن الأنانيات والمصالح الشخصية، والعمل لمصلحة الوطن والمواطن بعيدا عن الولاءات الخارجية والوصايات المشبوهة”.
وتوقف المجتمعون عند “موجة النزوح السوري الأخيرة التي تهدد العلاقات الاخوية بين الشعبين، فنسبة البطالة بين الشباب اللبناني والقوى العاملة تخطت الاربعين بالمئة بحسب بعض الاحصاءات وهذا ما يزيد من الضغط الاجتماعي والاقتصادي ويحرم اللبناني والنازح السوري على حد سواء من العيش الكريم، ولهذا ندعو المعنيين لوضع حد لهذه الموجة خصوصا ان غالبية النازحين الجدد هم من الشباب الأفراد وليسوا عائلات، ويلفت الآباء إلى أن الخطر محدق بالكيان اللبناني، وكأن بعض النافذين اللبنانيين مشاركون في التحول الديموغرافي هذا، وكذلك بعض المؤسسات الدولية على اختلاف أنواعها”.
وأمل مجلس الاساقفة “الا تتكرر احداث مخيم عين الحلوة، والتي تسببت بأضرار فادحة على اهالي الجوار وحرمتهم من الاستقرار كما تسببت بعدد من الاصابات بين صفوف الجيش اللبناني الذي نرى فيه الضمانة الوحيدة المتبقية للبنان، والقادر على حفظ أمن البلاد والعباد”.
ورأى المجتمعون ان “الوضع الاقتصادي المتردي يدعو الى القلق الشديد خصوصا ان ما تبقى من دولة يعمد إلى تمويل الخزينة من جيب المواطن في ظل فاتورة يومية تتخطى قدرة اي مواطن على تسديدها”.
وأعربوا عن “خشيتهم على العام الدراسي في ظل استمرار الغموض حول مصير الطلاب في المدارس الرسمية والخاصة، وطلبوا من الحكومة تأمين متطلبات نجاح العام الدراسي محذرين من محاولات دمج طلاب النازحين السوريين في المدارس اللبنانية”.
وتوقف الآباء على ما تم إعداده لإحياء الذكرى المئوية لكنيسة الروم الملكيين الكاثوليك، واطلعوا على نشاط الأبرشيات داخل لبنان وخارجه، داعين المؤمنين إلى “المشاركة الكثيفة والفعالة في مختلف المحططات المقررة، تعزيزا لمفهوم السينودسية التي تعيشها الكنيسة الكاثوليكية هذا العام من جهة، ومن جهة أخرى للتعرف على كنيستنا والتفاعل مع أحداثها التاريخية وبناء رؤية مستقبلية لها”.