نظم “المركز العلمي للتصنيع والإنتاج” معرض الأفكار الرابع في قاعة اتحاد بلديات بعلبك، برعاية وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال جورج بوشكيان ممثلاً برئيس مصلحة التراخيص بالإنابة المهندس علي شحيمي، وحضور النائبين غازي زعيتر وقبلان قبلان، محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر ممثلاً برئيس قسم المحافظة دريد الحلاني، مدير عام الأمن العام اللواء الياس البيسري ممثلاً برئيس دائرة أمن عام البقاع الإقليمية الثانية العقيد غياث زعيتر، العميد الركن جرجس الصحيح، الشيخ قاسم بيان ممثلاً مفتي محافظة بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي، مسؤول مديرية العمل البلدي في البقاع الشيخ مهدي مصطفى، رئيس اتحاد بلديات بعلبك شفيق قاسم شحادة، رئيس بلدية بعلبك بالتكليف مصطفى الشل، رؤساء بلديات واتحادات بلدية، وفاعليات علمية وتربوية واجتماعية.
وتحدث مدير المركز العلمي للإنتاج والتصنيع الدكتور أمين الساحلي، مشيراً إلى أن “البقاع المقهور الذي عانى من المحن والمآسي عبر تاريخه، بقي حاضرا في أدوار رائدة رغم سياسات الإهمال المتعاقبة، ونحن نريد لكل منا أن يكون الحرث الطيب الذي يحدث التغيير في هذا البقاع الطيب”.
وقال: “ولد مركزنا قبل سنتين من رحم الأزمة، رسالتنا تحويل العلم الذي لدينا في بلدنا إلى إنتاج، لم نعد نرغب بأن يكون العلم مجرد شهادات تزين الجدران، أو طوابير من الشباب والشابات تسعى إلى الهجرة، كل من يمتلك فكرة فليقدمها، ونحن نقوم بغربلة هذه الأفكار وعرضها على المتخصصين، وإذا اقتنعنا بجدواها نؤسس شركة مع صاحب الفكرة التي تبصر النور. هدفنا تحويل الأفكار والعلم لدينا إلى إنتاج، وهذا عمل لا يقوم به أحد لوحده، لذا أتمنى على الجميع المساعدة في مسار بناء الوطن”.
وتحدث باسم المتبارين علي ضامن، وعرض منهل ياسين مدير مصنع Top pack one تجربته، وكيفية تحويل فكرته إلى مصنع.
خليل
وشرح مدير قسم “المسرع” في المركز المهندس وسام خليل آلية العمل، مؤكداً أن “هدفنا بناء وطننا لبنان بسواعد أبنائه، مع الإستفادة من قدرات وتجارب وعلم الخارج، وكل فكرة يتم اختيارها نحولها إلى شركة. ونحن اليوم أمام 104 أفكار تم تقديمها لنا، اخترنا من بينها 14 فكرة ستتنافس اليوم أمام لجان التحكيم ليصار إلى اختيار إحداها”.
شحيمي
وبدوره تحدث المهندس شحيمي، فقال: “شرفني معالي الوزير جورج بوشكيان بتمثيله في معرض الأفكار لظروف سفر طارئ، وقبل الحديث عن القطاع الصناعي لا بد من إجراء تقييم للواقع، سيما لجهة الإمكانات الموجودة سواء البشرية أو التقنية، كونها المكان الطبيعي الذي يجب الإنطلاق منه، فالفرص المتوفرة في لبنان مثلا قد لا تكون القيمة المضافة. إن كيفية توظيف المدخلات الرافدة لهذا القطاع لا بد أن يبنى عليها، يضاف إليها كيفية الإستفادة من الفرص أو البحث عن الفرص وهي كثيرة للوصول إلى مخرجات تؤدي بنهوض الصناعة ونموها أخذين بالاعتبار التحديات الموجودة”.
واعتبر أن “الصناعة هي إحدى الرافعات الأساسية الأربعة للنمو في لبنان، الصناعة والزراعة والسياحة والتكنولوجيا، والتي ذكرتها أيضاً مؤسسة ماكينزي في دراستها المرتكزة أساسا إلى رؤية الوزارة. برأينا هناك مجموعة من الإجراءات لا بد من العمل عليها منها ما يرتبط بوزارة الصناعة ومنها بباقي الإدارات، لناحية بعض الإعفاءات الضريبية مثلاً أو زيادة التعرفة الضريبية للمنتجات التي يوجد لها منتج وطني مثيل أو بديل”.
وأشار إلى “مجموعة من الإجراءات التي اتخذت لتعزيز القطاع الصناعي ونموه، منها: الإلتزام بالمواصفات والجودة، فلا يعطى الترخيص الصناعي الا بعد الحصول على المواصفة الإلزامية من libnor وهذا من ضمن متطلبات العديد من الدول المستوردة للمنتجات اللبنانية التي يجب أن تكون مطابقة، هذا الأمر بالتزامن مع الفحوصات المخبرية اللازمة من معهد البحوث الصناعية. فبعض الدول المستوردة تفرض ال iso سيما للمصانع المصدرة، وهذا ما يجب أن يلتفت إليه الصناعي اللبناني”.
وتابع: “اتخذت عدة قرارات ملزمة من بينها استخدام اختصاصيين لا سيما في مجالي الغذاء والكيماويات، من حيث منع استخدام مواد معينة في صناعة البلاستيك المعدة للمياه والغذاء. وقامت الوزارة بتبسيط بعض الإجراءات المتعلقة بالشهادات الصناعية لناحية المدى الزمني لصلاحية الشهادة، وذلك لتسهيل عملية إصدار شهادات المنشأ، ما ينعكس ايجاباً على عمليات التصدير وبالتالي النمو. كما الدعوة إلى قوننة المؤسسات الصناعية غير المرخصة، واتخذ مؤخراً قرار يمنع استخدام أجانب في المصانع تحت طائلة الإقفال، إلا لحاملي إجازات العمل”.
وأردف: “بالنسبة لفرص النمو، من النقاط التي تساهم في تعزيز الانتاج: دعم صغار الصناعيين كونهم أقل قدرة على التكيف مع متغيرات سوق العمل، مثال: تأمين حلقات تدريبية على صناعات انتاجية معينة لزيادة قدراتهم التنافسية، علما ان بعض البلديات تسهم حالياً في هذا النوع من النشاطات، والعمل على تطوير منتجات معقدة غير تقليدية مثال منتجات مرتبطة ببرامج كومبيوتر ومجال الإلكتروميكانيك وغيرها، وتعزيز الخبرات والمهارات في قطاعات معينة، وعلى كافة المستويات، كما إدراج تخصصات مهنية محددة في المناهج التعليمية ولمدد قصيرة، نحن بحاجة مثلاً إلى خبراء في الكهرباء الصناعية وخطوط الإنتاج وغيرها”.
ورأى شحيمي ان “ما يقوم به المركز العلمي للتصنيع والإنتاج هو ركن أساسي من أركان الإنتاج الوطني لا بل الإقتصاد الوطني، وندعو إلى تعميم هذه التجربة لتدب الحيوية في هذا القطاع ويكون الإنتاج الوطني في العقل وفي التفكير وفي الممارسة. نشد على أيدي العاملين في المركز العلمي مديراً وأقساما، ونعتبره قطباً من أقطاب الثقافة الإنتاجية”.
شحادة
وأشار شحادة إلى أن “سهل البقاع وبعلبك الهرمل، هذه المنطقة الغنية بطاقاتها الشابة من أصحاب العقول الواعدة التي تنتظر من يحتضنها في ظل غياب شبه تام للدولة ودورها في احتضان طاقات الشباب وتطوير قدراتهم، وكم يسعدنا أن نستضيف هذا الحدث الإستثنائي في هذه الظروف الإستثنائية الخانقة التي نمر بها منذ عدة سنوات، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على وجود من يسعى ويفتش ويبحث عن الطاقات الواعدة في كواليس حياتنا اليومية لاحتضانها على الرغم من حالة الإحباط العام التي نعيشها جميعاً، كما يدل على أن هنالك من يعطي إشارة الأمل لكل من قرر أن يهاجر من هذا الوطن لأن يبقى فيه عسى أن يجد الفرصة ويجد من يتبنى موهبته كما يفعل اليوم هذا المركز العلمي للتصنيع والإنتاج مشكوراً”.
وختم: “إننا في اتحاد بلديات بعلبك نثمن الجهود التي تبذل من أجل تنمية المهارات والقدرات ودعم الطاقات الشابة وفسح المجال لها لتطوير أفكارها ووضعها موضع التنفيذ، وكلنا إيمان بأن روح الإبداع الموجودة لدى شبابنا هي الأساس في التنمية البشرية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية من أجل بناء مجتمع ومواطن أفضل”.