نظمت جمعية “البر والتعاون” في أبيدجان مهرجانا خطابيا حاشدا في مجمع الإمام السيد موسى الصدر في ذكرى إخفائه ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدرالدين، في حضور نائب رئيس “حركة أمل” هيثم جمعة ممثلا الرئيس نبيه بري، القائم بأعمال السفارة اللبنانية ماجدة كركي، رئيس الجمعية القنصل الفخري في مدينة بواكيه العاجية محمود ناصرالدين، القنصل الفخري للكوت ديفوار في لبنان رضا خليفة وممثلي الجمعيات الخيرية الاسلامية والمسيحية اللبنانية وأركان من اللجنة الرباعية المكلفة بمكتب الجالية وممثلين عن غرفة التجارة والصناعة اللبنانية في أبيدجان وقناصل فخريين ورجال دين وشخصيات اقتصادية واغترابية واجتماعية وفاعليات وحشد من أبناء الجالية.
بعد آيات بينات من القرآن الكريم، ألقى إمام الجمعية الشيخ غسان درويش كلمة أكد فيها “الاستمرار في حمل رسالة الإمام مهما طال زمن الغياب، بوجود أقمار ولدت وتعاظمت وحشود عازمة على تجسيد فكرة وتحقيق رسالته واهدافه التي جعلت أمته تحمله في القلوب والصدور لأنه حارب من أجل العدالة ورفع الظلم وتحرير الوطن ومنع الحروب بين الطوائف”، ورأى أن “أفكار الامام الصدر أنتجت إنجازي التحرير والبدء بإنتاج النفط والغاز برعاية الرئيس نبيه بري”. وشكر للكوت ديفوار احتضانها اللبنانيين وجميع المقيمين واعتبارهم مواطنين عاجيين.
كركي
وشددت كركي في كلمتها على “إبراز دور الامام الصدر في منع تفاقم الحروب الداخلية وإبراز حقيقة العيش المشترك وترسيخ العدالة ومنع الظلم، مما جعله نموذجا في حماية الوطن ووحدته وأن غيابه الطويل زاد الناس إيمانا بفكره ورسالته الناصعة البياض”. وركزت على “حرص لبنان والرئيس بري على حقوق المودعين عموما والمغتربين خصوصا”.
وتوجهت إلى المغتربين: “أفضل هدية نقدمها للإمام ومن بلد صديق للبنان واللبنانيين هي وحدتكم وجبه التحدي وصون البلد الجميل والأمانة التي تركها الإمام زينة الرجال، وإنني أحييه وإياكم بوجود المحامي جمعة ممثلا لحامل الأمانة وهم الوطن وأبي الحوار ولسان حال اللبنانيين الرئيس بري ذودا عن لبنان الذي نحبه ونرضاه”.
بو حيدر
وشكر المونسنيور شربل دانيال بو حيدر للجمعية دعوتها “للمشاركة في هذه المناسبة الإنسانية والوطنية الجامعة”، وتحدث عن “رسالة الامام ومسيرته الحافلة بالتضحية في سبيل الوطن وتحقيق العدالة والمساواة بين كل المكونات اللبنانية، وعدم تمييزه بين المؤمنين من كل الأديان وتركيزه على حضارة العيش المشترك والحوار بين المختلفين، وكان حريصا على مصالح كل اللبنانيين والوطن في آن، وعلى إحترام التنوع حتى داخل طائفته، وميز بين الدين والتدين إذ ان الأديان هي لخدمة الناس جميعا والمحافظة على حقوقهم وحريتهم وهذا ما عمل عليه الإمام الذي نتمنى عودته سالما مع رفيقيه”.
جمعة
ونقل جمعة الى المغتربين تحيات الرئيس بري وتمنياته لهم بالتوفيق والسلامة. وتحدث عن الإمام المغيب، واصفا إياه “بالفارس الذي لم يترجل، وأن راياته لا تزال مرفوعة في كل الأيام وساكنة في الضمير والوجدان وبمسيرة حركة أمل وحامل الأمانة الرئيس نبيه بري”. وتطرق إلى الاوضاع في لبنان، فشدد على “وجوب إنتخاب رئيس للجمهورية والتجاوب مع دعوة الرئيس بري لبدء الحوار وإعادة إنتاج الحياة السياسية في لبنان قبل استفحال الخطر والوصول إلى المجهول”. وأكد “اصرار الرئيس بري وحركة أمل على الحوار والانفتاح على الجميع ونبذ الخلافات، وعقد جلسات إنتخاب متتالية للبرلمان حتى إنبعاث الدخان الأبيض”.
وأعرب عن “تفاؤله بقرب الانفراج ووضع الوطن على سكة الحل ليشعر الإنسان الذي يحب الامام ان بلده أصبح وطنا للعيش بسلام وازدهار”، متحدثا عن موضوع البدء باستخراج النفط والغاز وبالمحافظة على السيادة والثروة الوطنية، “فيما البعض لا يزال أسير انانيته وشعبويته”.
وشدد على “حرص الرئيس بري على أموال المودعين عموما والمغتربين خصوصا، وتكراره في كل لقاءاته واجتماعاته ضرورة تحقيق هذا الهدف النبيل”.
وقال: “يجب ألا ننسى ان الرئيس بري هو من مواليد سيراليون ويرى انه لولا المغتربين لكان لبنان في وضع أصعب وأخطر ، معيدا إلى الاذهان ما قاله حكيم افريقيا الرئيس الأول لجمهورية الكوت ديفوار”الراحل الكبير هوفييه بوانييه عن اللبنانيين بأنهم نزلوا علينا من السماء”.
وتمنى جمعة “عودة الإمام الصدر سالما إلى وطنه وشعبه مع رفيقيه”، مشيرا إلى ان “القضاء اللبناني لا يزال يحقق في تداعيات قضية الامام من دون تدخل لا من حركة ولا من غيرها، وسيبنى على الشيء مقتضاه”، مشددا على “إصرار لبنان على كشف مصيره”.