أكّد النائب الدكتور أيوب حميّد أننا في هذه الأوقات ونحن نعيش بعضاً من المزاجية التي تضرب عقول بعض السياسيين و نسمع التناقضات، لا يجد البعض إلا التهجم على الآخر بعيداً عن الحديث السياسي الذي يجب أن يمتاز به رجل السياسة في حياته العامة وعلاقاته مع الآخرين، فكيف سيكون هناك حرص على الوطن عند هؤلاء السلبيين الذين يرفضون منطق الحوار والتلاقي الذي هو سعي لمحاولة إقناع وتفاهم، مؤكداً أن من يرفضون المبدأ هم يرفضون الدستور.
كلامه جاء خلال إحياء ثالث المرحومة الحاجة مريم مرتضى ياسين زوجة الحاج نعمة عبائي في بلدة السلطانية، بحضور المفتي الشيخ حسن شريفة وعلماء دين، السفير حسن صالح, المسؤول التنظيمي المركزي في حركة أمل يوسف جابر، وقيادات حركية وكشفية وفعاليات بلدية واختيارية واجتماعية وأهلية.
وقال حميّد: “على مدى عقود ونحن نكافح ونجاهد ونصنع بصبرنا وجهادنا ومعاناتنا ودماء أهلنا وشبابنا ومجاهدينا ومقاومينا، نصنع لهذا الوطن عزة وكرامة، وكل الفخر في الإنتماء لهذا الخط والدرب والفخر في الانتماء الى هذه الدين القوي الذي علم الإنسان كي يعمل من أجل أخيه الإنسان، وهكذا هي مدرسة الإمام القائد السيد موسى الصدر”، لافتاً الى أن السعي هو من أجل هذا الإنسان وإقامة العدالة بين الناس لا سيما في هذا الوطن، والسعي الدؤوب لتطوير نظامة السياسي والحفاظ على قيمة الإنسان في هذا الوطن.
وتابع: “في هذا الوطن هناك الإنتقائيون الذين يمسون بموضوع الطائف الذي هو ما نص عليه الدستور، مشيراً الى أن هناك نوع من التناقض فيما يطرحه هؤلاء، متسائلاً ما الحكمة من الإنتقائية؟ قائلاً: “هناك طروحات من باب التعجيز للآخر مثل اللامركزية المالية حتى يجد هؤلاء الفرصة كي يتملصوا من التزامهم، هذا اللعب على الكلام إنما يضعون أنفسهم في موضع التناقض.. فكيف يمكن أن نستوعب ما يكون في ذهن هؤلاء وطروحاتهم، فهل يريدون مزيداً من التحلل على مستوى الدولة وضياع الامور والإبتعاد عن كينونة الوطن وبقائه واستمراره؟”.
وقال: “حول هذه الإنقطاعية عن مجلس الوزراء التي يتقصدها البعض بهدف الإبتعاد عن الدستور وتحقيق الأماني للبعض، كانت نتيجته أنهم لم يتركوا فرصة للتلاقي مع غيرهم بل يريدون فقط تحقيق مصالحهم، والعودة الى مرحلة الآحادية في إدارة الوطن وعدم المشاركة والأخذ بعين الإعتبار جغرافية هذا الوطن ومكوناته”.
وختم بالحديث عن ما يجري في بعض المخيمات من ضحايا وحروب ونزوح، قائلاً: “يؤلمنا ما يحدث، ألا يكفينا ما تفعله “إسرائيل” من تدنيس للمقدسات واقتلاع ما تبقى من اهل فلسطين من أرضهم وتاريخهم وقدسهم؟ فرأفة ورحمة بالقضية فلنقلع عن هذا الأمر الذي ليس فيه من منفعة بل هو الضرر بعينه لفلسطين وأهلها”.
كما كانت كلمة للمفتي أحمد قبلان أكّد فيها على أهمية قراءة قرآننا جيداً وبتمعن كطريقة عيش ومدرسة لأولادنا وأن نقرأ مدرسة آل البيت جيداً فهي كلها صلاح ونجاح وحياة راقية بعيدة عن الفوضى أو التخلي عن المسؤولية، لافتاً الى أن الدين لم يكن ولن يكون ضد مصالح الإنسان.
وقال: “علينا أن نفتش عن الحق كل حسب قدراته وإمكانياته العقلية لأن المطلوب أن نسعى لعدالة اجتماعية انسانية وإحقاق الحق وإلغاء كل مصادر الفتن”.
وختم أن المنطق الديني والأخلاقي والإنساني يفرض علينا أن نتلاقى، لا أن نتقاطع، داعياً الى تلبية دعوة الرئيس بري للحوار لأن هذه الفرصة لن يكون بعدها فرصة للتحاور والتلاقي.
وفي الختام كان مجلس عزاء للقارئ حسن عباني.