اعتبر المفتي الشيخ حسن شريفة خلال خطبة الجمعة في مسجد الصفا، أن “حماسة المخلصين في البلد، أعطت جرعة تفاؤل باستجابة الكتل لدعوة الرئيس نبيه بري إلى الحوار باعتبار كسر الجمود السياسي لا يتم الا بالتلاقي والتفاهم، كون الانعزال والتقوقع يولد أفكارا تقسيمية غريبة، كالفدرلة وغيرها من الطروحات التفتيتية المضرة بالوطن، وبلوحة التعايش الفريدة في الشرق، إلا ان البعض يصر على خدش جمال التنوع بسلاح قديم جديد يشهره في وجه أي حل للازمة غايته التعطيل”.
ودعا “أهل التفاؤل الى اللقاء لما فيه حيوية تخرج البلاد من المحورية القاتلة التي لم تنفع يوما اي فريق منذ قيام لبنان”، منبها من “إطالة أمد الفراغ الرئاسي المنسحب سلبا على مؤسسات الدولة المشلولة أصلا، والتي باتت تهدد الكيان بالسقوط والانهيار”.
ورأى ان “تعليق الآمال والرهان على الوقت والمتغيرات في المنطقة، هو ضرب من الجنون حيث أن الدول تحكمها مجموعة مصالح، ففي السياسة لا عداوات مطلقة ولا صداقات، بل هي مجموعة مصالح وتقاطعات تحكم المشهد الدولي والإقليمي، فعدو اليوم صديق الغد، وصديق اليوم عدو الغد، العالم كله بشرقه وغربه تحكمه هذه المعادلات، أما القيم والمبادىء شعارات تجميلية تخديرية لشعوب لا حول لها ولا قوة، تسرق الثروات تحت عناوين الحماية الدولية”.
واعتبر ان “ملف النزوح السوري المغطى دوليا وحجم ضرره على لبنان، يحتاج إلى أعلى درجات الحكمة والتعقل من الجميع، ورفع الأسى والعذاب عن شعب لبنان عبادة وإدارة الظهر كفر”.
وأسف “للحرب العبثية الدائرة في مخيم عين الحلوة في صيدا بين أبناء القضية الواحدة شركاء التهجير والمعاناة”، معتبرا ان “كل نقطة دم تسقط هي ربح لإسرائيل، هذا العدو الذي يعمل ليلا نهارا لاضاعة الحق الفلسطيني في أرضه بين سدان الوعود الدولية ومطرقة المفاوضات”.
ونوه “بالمواقف العاقلة لشخصيات روحية وسياسة رافضة طروحات الانحراف الشاذة كتشريع اللواط والسحاق وغيره من عادات غريبة عن مجتمعاتنا المحافظة”، داعيا “الساكتين لأن ياخذوا المواقف المناسبة، كي لا يظن جماعة الانحراف أن السكوت علامة رضا”.