أشار رئيس التيار “الوطني الحر” النائب جبران باسيل الى أن “البترون هي قصّة نجاح صنعناها سويا ونفتحر بها، والبترون المدينة تجربة تتوسع لتشمل كل القضاء، في المدينة بالكاد قمنا بنصف الاشغال وفي القضاء ثلث الاشغال ونريد اكمال المشاريع التي أوقفها النكد السياسي و17 تشرين”.
وخلال العشاء السنوي لهيئة قضاء البترون وأمام حشد ضخم من المناصرين، تطرق باسيل الى موضوع سد المسيلحة، فاعتبر ان “هناك سببا وحيدا لعدم انتهاء الاعمال فيه الا وهو 17 تشرين لأن المتعهد لا يتقاضى بالليرة، أما قصة التسرب في السد أو فراغه من المياه فهذا امر طبيعي ومتوقع في كل سد مشابه ، ولا يوجد اي شيء غريب واذا وجدت الاموال يمكن معالجتها وانشاء محطة التكرير والضخ والخزانات”، مشددا على انه “لم يتم الانتهاء من المشروع ، واذا لم تتوافر الاموال ستبقى الاعمال متوقفة فيه”.
وقال: “الاعمال في سد بلعا متوقفة بسبب 17 تشرين ايضا وغياب التمويل ووجود النكد السياسي، أيضا طريق القديسين وطرق تنورين التحتا و تنورين الفوقا و تنورين الفوقا- اللقلوق ومحطة الصرف الصحي في بساتين العصي ، حتى تلك كان يفترض الانتهاء من الاعمال بها مع سد بلعا قبل 17 تشرين لولا النكد السياسي وتأخر الانتهاء لأن الرفضيين قطعوا الطرق لأشهر”.
وشدد على أن “المشاريع التي نريد انجازها يمكن أن تتم عرقلتها، ولكن لن نسمح بأن تتوقف ومن يبقَ على قيد الحياة سياسيا يذكر الاخر. البترون قصة نجاح انطلقت من قناعتي ان الانماء الحقيقي هو التفاعل بين الارض والانسان بمشاريع تنموية فعلية وهي مدينة مفتوحة للجميع وليست قلعة مقفلة رغم انها معقل سياسي للتيار، ولكن لا احد يحتاج لإذن سياسي للزيارة او الاستثمار فيها ومن اقفلوا مناطقهم وفرضوا اذنا للدخول حرموا الناس من الازدهار “، مؤكدا ان “البترون هي نموذج لفتح المناطق على بعضها، ومن يربد ان تكون مناطقه مشابهة للبترون فليسمح بالانماء وليفتح البلد على اللامركزية الموسعة”.
وأكد أنه “يمكننا ان نعمم تجربة البترون على كل المناطق من خلال مشروعنا الذي طرحناها الا وهو اللامركزية الموسعة للانماء المناطقي والصندوق الائتماني للانماء الوطني، في اللامركزية نعزز الانتماء للوطن والانماء للمجتمع من خلالها البترون والكورة وبشري لا تكون مجرد دوائر انتخابية بل تصبح مناطق تتكامل انمائيا، ومن خلال الصندوق الائتماني نحافظ على ثرواتنا ومرافقنا الوطنية التي ورثناها من دولة لبنان الكبير خربتها المنظومة”.
أضاف:” بإقرار الصندوق الائتماني واللامركزية الادارية لن يكون باستطاعتهم ايقاف المشاريع ولا تأخير طريق القديسين سنوات ومرسومها صادر عام 1963، طريق القديسين ستنفذ وستربط رفقا والحرديني ومار اسطفان بمار شربل لتتكامل مع قاديشا وقنوبين ويانوح، معمل سلعاتا سينفذ ولن نسمح لأحد بمنع المشاريع الاسترايتيجية لمناطقنا”.
واشار الى ان “اللامركزية ستنفذ على ارض الواقع لمصلحة جميع اللبنانيين ليس فقط في البترون بل في صور وطرابلس والبقاع، والافضل ان يتم ذلك برضا الجميع على ان يبقى لبنان دولة موحدة بحدودها ولا احد يغامر بأوهام التقسيم أو يردنا إلى مشاريع التهجير، فحماية المسيحيين لا تكون بتهجيرهم من الاطراف كما حصل بحفلة التحريض أخيرا في عين ابل”، وشدد على انه “لا نريد ان يذكرنا احد بايام الحرب، فمصلحة المسيحيين بالدولة وليس بدويلات الحرب وبصناديق المليشيات”، مؤكدا اننا “نرفض الحرب وسنمنعها وهي تعني هجرة جماعية لنا جميعا”.
وتوجه الى الرئيس عون بالقول: “من هنا بدأت مقاومتي معك للوصاية والظلم ، وكبرت محبتي للجيش اللبناني الذي كان على رأسه قائد مقاوم مثلك، وهنا بانتخابات 2022 بمسلسل مؤامرة 17 تشرين تجمعوا جميعا ليس ضدي بل التيار ، وهنا المعركة كان لها رمزية كسر التيار ولكن بصمودكم لم يستطع احد كسره، المؤامرة لم تنته ولن تنتهي طالما المنظومة تحكم البلد وتمسك بالقرار المالي ليتمولوا من الدولة ومن الخارج ويريدون ترك الناس تحت العوز”.
اضاف: “يهولون عليهم ان الصندوق الائتماني هو بيع لاملاك الدولة لمنع الانماء عنهم، اتهموا السوريين والاسرائيليين انهم منعوا انماء البلد، في المقابل تسلموا زمام الامور في البلاد على مدى ثلاثين عاما وخربوا كل شيء وعندما اردنا العمل اتهمونا بالفساد”، لافتا الى انهم “منعوا النفط والغاز على مدى ثلاثين عاما، وعندما انجزنا هذا الملف ذهبوا لالتقاط الصور، استلموا مالية الدولة وعندما انهارت بسياستهم وبأمين صندوقهم رياض سلامة كان جوابهم انهم لا يغيرون ضابطهم في المعركة، ورفضوا تغيير الحاكم حتى يسرق آخر دولار بالاحتياطي ويهربونه من هيئة لهيئة ومن قاضٍ الى قاضٍ، والان من منزل الى آخر ومن كان يدافع عنه يقول انه هو وراء التدقيق الجنائي”.
وتطرق الى ملف النازحين، فلفت الى انهم “سمحوا بتفاقم هذه الازمة من العام 2011 وفي أول موجة نزوح تواطأوا واعتبروهم رافدا عسكريا بمواجهة النظام وحزب الله ، حاولنا ان ننسى أعمالهم ولكن ذكرونا بأنفسهم في الموجة الثانية التي هي اقتصادية، ولم نسمع عنهم اي شيء عندما طالبنا بإقفال الحدود بل قاموا بالعكس اذ تم فتح الحدود برا بالدخول واقفلوها بحرا بالخروج”.
ورأى باسيل “كأن الجميع متفق ضمنا على دوام الفراغ برئاسة الجمهورية حتى يحقق كل منهم مشروعه”، وقال: “نتوصل مع الفرنسيين لصيغة تشاور محدود بالبرنامج وبالشكل وينتهي بجلسات مفتوحة فيقوم رئيس المجلس النيابي بالدعوة الى حوار تقليدي في مجلس النواب ويتحدث عن صيغة ملتبسة لجلسات متتالية وكأن هناك نية لتطيير الفرصة، وفي المقابل ترفض المعارضة الحوار بالمطلق وكأنها تقوم بخدمة لصاحب المبادرة لتطيير الجلسات المفتوحة”.
ختم:” اخشى ان نكون عدنا لتحالف الطيونة لتطيير الفرصة بالرئاسة”، مؤكدا ان “فكرنا واضح ومشروعنا واضح بتطوير الدولة والنظام، والممانعة لديها مشروعها بحماية المقاومة، والجزء المتعلق بمقاومة اسرائيل وداعش نوافق عليه ولكن جزءه الخارجي لا علاقة به ونعتبر انه يجب تحييد لبنان عنه، لكن الرفضيين ما هو مشروعهم؟ رفض كل شيء والعودة الى احلام الحروب”، مشيرا الى اننا قادمون على ايام افضل وبالفكر بالايجابية يتم اعادة اعمار لبنان”.