غربةُ أيلول
شاردتان عيناها
يغتالُها الإنتظارُ
حتى إذا ما أقبلَ أيلولُ
بنسيمِه الأصفرِ
ورياحِه القمحيةِ
سكنَ قلبُها
وقد عادَ الهوى
يرنمُ أنغامَه على أوتارِ ابتسامتِها
همسَ الشوقُ في أذنيْها
غريبةٌ أنا..وقد تحلّقَ القمرُ
مرسلا سلاسلَه الماسيةَ
راسما على الأفقِ
دموع العشق ولوعة الفراق
كانت إذا ما أقبل أيلولُ
يبست في شرايينِها الأيامُ
وتحجرت كلُّ ذكرياتِها
في طرقاتِ الشمسِ
أحرقت كلَّ القصائدِ
بانتظارِه
حتى لاح لها طيفٌ من بعيد
مشت نحوه مسرعةً
اخترقها ومضى
عانقت غربتَها
وعادت تنتظر أيلولَ بصمت باكٍ
علّه يحمل لها طيفًا جديدًا
تروي به ظمأَ أيامِها